ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - رضي الله عنه - السالف في الجنائز : (فلم يجد عنده بوابا ) وفي آخره : ("إن الصبر عند أول صدمة " ) وهو محمول على البواب الراتب ، وفي الوقت الذي كان يظهر فيه جمعا بينه وبين حديث القف السالف قديما ، وحديثا في الغلام الذي كان على المشربة ، أو يحمل حديثه على وقت شغله أو خلوته بنفسه وهو الظاهر ، وقد أمنه الله أن يغتال أو يهاج أو تطلب غرته بقوله : والله يعصمك من الناس [المائدة : 67 ] ولهذا لم يتخذ حاجبا .
وقد أراد nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز أن يسلك هذه الطريقة ؛ تواضعا لله فمنع الشرطة والبوابين ، فتكاثر الناس تكاثرا اضطروه إلى الشرط ، فقال : لابد للسلطان من ورعة .
[ ص: 459 ] وعلى ما قدمناه من فعله - عليه السلام - في اتخاذه البواب ورفعه الحجاب ، والبواب عن بابه ، وبروزه لطالبه احتجاب من احتجب من الأئمة الراشدين ، واتخاذ من اتخذ البواب ، وظهور من ظهر للناس منهم .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=12107أبي عمران الجوني ، عن عبد الله بن الصامت أن nindex.php?page=showalam&ids=1584أبا ذر لما قدم على عثمان قال : يا أمير المؤمنين ، افتح الباب يدخل الناس .
فدل هذا الحديث عن عثمان أنه كان يبرز أحيانا ويظهر لأهل الحاجة ، ويحتجب أحيانا في أوقات حاجاته ، ونظير ذلك كان يفعل nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز .
روي عن جرير ، عن مغيرة ، عن زيد الطبيب قال : دخلت على nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز فقال لي : ما يقول الناس ؟ قلت : يقولون : إنك شديد الحجاب . فقال : لا بد لي أن أخلو فيما يرفع الناس إلي من المظالم فأنظر فيها .
فصل :
وقوله : (فإنك خلو من مصيبتي ) أي : خال .
وقوله : (فلم تجد عنده بوابا ) . أي : حاجبا ، هذه كانت أكثر حالاته ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : والذي أخذ به بعض القضاة من شدة الحجاب وإدخال بطائق الخصوم لم يكن ذلك من السلف ، ولن يأتي آخر هذه الأمة بأفضل ما أتى به أولها . وهذا من النكير ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر يرقد في الأفنية نهارا .
[ ص: 460 ] وقال معاوية يوما : ما يمنعني أولي nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر -يعني الخلافة - إلا عبره وبكاؤه وتخليه . فركب رجل من أهل الشام يريد الحج فذكر ذلك nindex.php?page=showalam&ids=12لابن عمر . فقال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله عنهما - : أما والله لو وليت لكم ، لتخليت لكم بالفناء وما أرى أني فعلت ذلك لكم تقتحمون علي عند أهلي ، وأما والله لئن وليتكم -وأعوذ بالله أن أليكم - لوعظتكم بكتاب الله ، ولا أخال من وعظ بكتاب الله يكون باكيا ، وكان (أحدكم ) يأتي عثمان وهو نائم فيوقظه برجله ، ثم ولي طارق مولاه في زمن مروان فكان شديد الحجاب ، فكان بعض الناس يعيرهم بذلك ويقول : ما رضيتم من عثمان ما كان عليه أن أحدكم يقيمه برجله فقد رضيتم لطارق ما ترون ، وكان علي - رضي الله عنه - يخوض طين الكوفة برجليه ، ويقطع من خوف أصابعه .