625 656 - وقال ابن أبي مريم: أخبرنا يحيى بن أيوب، حدثني حميد، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، أن بني سلمة أرادوا أن يتحولوا عن منازلهم فينزلوا قريبا من النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعروا [المدينة] فقال: "ألا تحتسبون آثاركم". قال مجاهد: خطاهم: آثارهم أن يمشى في الأرض بأرجلهم. [انظر: 655 - فتح: 2 \ 139]
زاد في أواخر الحج: "فأقاموا"، وهذا الحديث المعلق، في بعض نسخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري مسندا، وقال فيه: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15974ابن أبي مريم، وعبارة المزي: زاد nindex.php?page=showalam&ids=15974ابن أبي مريم فذكره. وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر. وفي آخره "يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم" مرتين، وفي رواية له [ ص: 436 ] فنهانا، وقال: "إن لكم بكل خطوة درجة". وفي nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: فنزلت: ونكتب ما قدموا وآثارهم [يس: 12] فثبتوا، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد كذلك، ونقل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: خطاهم: آثارهم، أن يمشوا في الأرض بأرجلهم.
إذا تقرر ذلك فالكلام عليه من أوجه:
أحدها:
معنى يعروا: أي: المدينة يتركوها عراء أي: فضاء خالية، قال تعالى: فنبذناه بالعراء [الصافات: 145]، أي: موضع خال. قال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده: هو المكان الذي لا يستتر فيه بشيء، وقيل: الأرض الواسعة، وجمعه: أعراء، وفي "الغريبين": الممدود والمتسع من الأرض، قيل له ذلك؛ لأنه لا شجر فيه ولا شيء يغطيه، والعرى مقصورا: الناحية، فكره - عليه السلام - أن تعرى وأحب أن تعمر؛ ليعظم المسلمون في أعين الكفار والمنافقين إرهابا وغلظا عليهم.
وبنو سلمة بكسر اللام: بطن من الأنصار. قال القزاز والجوهري:
[ ص: 437 ] ليس في العرب سلمة غيرهم. وليس كما ذكرا؛ ففيهم جماعات غيرهم، ذكر بعضهم nindex.php?page=showalam&ids=13484ابن ماكولا والرشاطي nindex.php?page=showalam&ids=13055وابن حبيب و"النوادر" لأبي على الهجري، وقال: لا يزيدون على أربعة وعشرين رجلا.
ثانيها:
معنى "ألا يحتسبون": يطلبون وجه الله وثوابه، والآثار: الخطوات، وقد فسره في الحديث كما سلف، وذكر أيضا عن الحسن، كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، ومعناه: الزموا دياركم فإنكم إذا لزمتموها كتبت آثاركم وخطاكم إلى المسجد، فحثهم على لزوم الديار واحتساب الآثار، واستشعار النية، وخلوص الأمنية في سعيهم، ودخل في معنى ذلك كل ما يصنع لله تعالى من قليل وكثير أن يراد به وجهه ويخلص له فيه، فهو الذي يزكو وينتفع به.
وفي تخطي مسجده إلى مسجده الأعظم قولان عندهم، وسئل أبو عبد الله بن أبي لبابة فيما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال عن الذي يدع مسجده ويصلي في المسجد الجامع للفضل وكثرة الناس، فقال: لا يدع مسجده، وإنما فضل الجامع في صلاة الجمعة فقط.
[ ص: 438 ] وذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب أنه يمضي إلى الجامع وإن تعطل موضعه، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أنه كان يتجاوز المساجد المحدثة إلى المساجد القديمة، وفعله nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16115وأبو وائل.
وروي عن بعضهم خلاف ذلك، سئل الحسن: أيدع الرجل مسجد قومه ويأتي غيره؟ فقال: كانوا يحبون أن يكثر الرجل قومه بنفسه.