البيعة على الإسلام كانت فرضا على جميع الناس أعرابا كانوا أو غيرهم ، وإباؤه - عليه السلام -وقد طلب الإقالة ؛ لأنه لا يعين على معصية .
وقوله : "تنفي خبثها " أي : تنفي من لا خير فيه ؛ لأن المدينة إنما يحمل على سكناها مع شدة حال ساكنها دل ذلك على ضعف إيمانه .
وينصع طيبها أي : يظهر ، وعبارة ابن التين : أي يبقى فيها ويقيم على سكناها الطيبون ، والناصع : الصافي النقي اللون ، وخروج الأعرابي منها دون إذنه له - عليه السلام - بعد هجرته إليها تشبه الردة ؛ لأن بيعته - عليه السلام - إياه في أول قدومه إنما كانت على أن لا يخرج أحد منها فخروجه عصيان [ ص: 591 ] إذ كانت الهجرة أيضا قبل الفتح على كل من أسلم من المسلمين إليها ، فمن لم يهاجر إليها لم تكن بينه وبين المؤمنين موالاة ، لقوله تعالى : والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا [الأنفال : 72 ] ، فبقي الناس على هذا إلى عام الفتح ، فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=652575 "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية " .