قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب : إخراج أهل الريب والمعاصي من دورهم بعد المعرفة [ ص: 613 ] واجب على الإمام لأجل تأذي من جاورهم ، ومن أجل مجاهرتهم بالعصيان وإذا لم يعرفوا بأعيانهم فلا يلزم البحث عن أمرهم ؛ لأنه من التجسس الذي نهى عنه ، وليس للسلطان أن يرفع ستر اختفائهم حتى يعلنوا إعلانا يعرفون به ؛ لقوله عن الله تعالى : "كل عبادي معافون إلا المجاهرون " ، فحينئذ يجب على السلطان تغييره والنكال فيه كما صنع بأخت الصديق حين ناحت .
وقال غيره : ليس إخراج أهل المعاصي بواجب ، فمن ثبت عليه ما يوجب الحد أقيم عليه ، وإنما أخرج nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - تلك ؛ لأنه نهاها عن النياحة ، فلم تنته وأبعدها عن نفسه لا أنه أبعدها عن البيت أبدا ؛ لأنها رجعت بعد ذلك إلى بيتها .
وقد روى أبو زيد عن nindex.php?page=showalam&ids=16338ابن القاسم في رجل فاسد يأوي إليه أهل الفسق والشر ما يصنع به ؟ قال : يخرج من منزله وتخارج عليه الدار ، قلت : لا تباع عليه ؟ قال : لعله يتوب فيرجع إلى منزله ، قال nindex.php?page=showalam&ids=16338ابن القاسم : ويتقدم إليه مرة أو مرتين أوثلاثا ، فإن لم ينته أخرج وأكريت عليه .
وقد مر هذا المعنى في آخر الجهاد في باب أمره - عليه السلام - بإخراج المشركين من جزيرة العرب .
المرماة في الحديث المذكورة بكسر الميم وفتحها حديدة كالسنان كانت الجاهلية يكومون كوما من تراب ويبعدون عنه ويرمون تلك الحديدة فأيهم أثبتها فيه فهو غالب ، قاله ابن وضاح ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : المرماتين : السهمانين ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد : (ما بين ) ظلفي الشاة ، وقال : وهذا حرف لا أعرفه ولا أدري تفسيره .
فصل :
معنى الحديث : أن المنافقين كانوا يتخلفون عن الجماعة معه - عليه السلام - فهم بتحريق بيوتهم عقوبة لهم ثم أخبر - عليه السلام - بحقارة ما يتبادرون إليه من العظم أو المرماتين وعدم ما يتخلفون عنه في شهود الصلاة في مسجد معه ، وأتاهم - عليه السلام - يحرق بيوتهم ولم يفعل ؛ لأنه - عليه السلام - لم يتقدم إليه في ذلك .