فقالوا : ننطلق إلى منى وذكر أحدنا يقطر ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ، ولولا أن معي الهدي لحللت " . قال : ولقيه سراقة وهو يرمي جمرة العقبة فقال : يا رسول الله ، ألنا هذه خاصة ؟ قال : "لا بل لأبد " . قال : وكانت عائشة قدمت مكة وهي حائض ، فأمرها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تنسك المناسك كلها ، غير أنها لا تطوف ولا تصلي حتى تطهر ، فلما نزلوا البطحاء قالت عائشة : يا رسول الله ، أتنطلقون بحجة وعمرة وأنطلق بحجة ؟ قال : ثم أمر nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أن ينطلق معها إلى التنعيم ، فاعتمرت عمرة في ذي الحجة بعد أيام الحج . [انظر : 1557 - مسلم : 1216 - فتح: 13 \ 218 ]
وساقه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر أيضا بطوله .
[ ص: 625 ] ومعناه : لو علمت أن أصحابي يأتون من العمرة في أشهر الحج ما أحرمت بالحج مفردا (أو ) لأحرمت بالعمرة فلو أحرمت بها لم يكرها أحد منهم وللانت نفوسهم لفعلي لها واختياري في نفسي ، فكرهوها حين أمرهم بها ؛ لكونهم على خلاف فعل نبيهم مع أنهم كانوا في الجاهلية [يكرهون العمرة في أشهر الحج فتمنى - عليه السلام - موافقة أصحابه ] ، وكره ما ظهر منهم من الإشفاق لمخالفتهم له .