قال الجوهري: جوامع الكلم: القرآن جمع الله فيه من الألفاظ اليسيرة منه معاني كثيرة، قال nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز: عجبت لمن لاحن [ ص: 15 ] الناس كيف لا يعرف جوامع الكلم أي: كيف لا يقصر على الوجيز وترك الفضول، قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: ومما آتاه الله من جوامع الكلم خذ العفو وأمر بالعرف [ الأعراف: 199 ] فدخل في هذه جميع الأمر والنهي، وقبول الفرائض ومراعاتها، وكانت الأنبياء لا تطنب، وإنما تقول جملا تؤدي بها ما أمرت به وتبلغ بها ما أرادت، وتوضح بها ما احتيج إلى إيضاحه.
معنى ( تلغثونها ): تأكلونها، يعني: الدنيا، من اللغث وهو طعام يغش بالشعير. و ( ترغثونها ): ترضعونها من: رغث الجدي أمه، إذا رضعها، ومنه حديث الصدقة: لا يؤخذ منها ( الربى ) والماخض والرغوث.
وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها أفاويق حتى ما يدر ثعل
وكذا قال الفراء وأبو عبد الملك أنها باللام فلا يعرف له معنى، وأما [ ص: 17 ] الراء فمعناه: ترضعونها، والرغث: الرضاع، وناقة رغوث، أي: غزيرة اللبن، وكذلك الشاة.
وكذلك قال: تنتثلونها. أي: تستخرجونها، قال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد: النثل: ترك الشيء بمرة واحدة، يقال: أنثل ما في كنانته إذا صبها وتركها.
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده أن اللغث: الطعام المخلوط بالشعير كالبغيث عن ثعلب وفي "المنتهى" لأبي المعالي: لغث طعامه ولعثه، بالغين والعين إذا فرقه عن يعقوب، واللغيث ما بقي في المكوك من البر.
قلت: فعلى هذا يكون معناه، وأنتم تأخذون الطعام فتفرقونه لمن تريدون بعد حوزكم إياه، ويكون أدخل في المعنى من الراء والعين التي ذكرها، وزعم بعض من تكلم على هذا الحديث أنه رآه: تلعقونها - بالعين والقاف - وهو متوجه.