ففيه من الفقه: أن الأمور المقدرة لا تغير عما أحكمت عليه; لقوله تعالى: ما يبدل القول لدي [ ق: 29 ]، وقوله تعالى: يمحو الله ما يشاء [ الرعد: 39 ] فإنما هو في النسخ أن ينسخ مما أمر به ما يشاء ويثبت . أي: ويبقي من أمره ما يشاء، قاله nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة وغيرهما. وقيل: يمحو الله ما يشاء مما يكتبه الحفظة على العباد مما لم يكن خيرا أو شرا كل يوم اثنين وخميس، ويثبت ما سوى ذلك، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا.
[ ص: 119 ] وقيل: يمحو . أي: من أتى أجله محي ومن لم يمض أجله أثبته، عن الحسن. وعنده أم الكتاب يعني أصله وهو اللوح المحفوظ. ولا شك أن الدعاء جائز من جميع الأمم، لكن ما ختم الله به من الأقدار على ضربين: منه ما قدر وقضي إذا دعا وتضرع إليه صرف عنه البلاء.
ومنه ما حكم الله بإبقائه وهو على ما حكم في هذا الحديث.
وقال لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : ليس لك من الأمر شيء في الدعاء على هؤلاء; لأن منهم من قضيت له بالتوبة، ومنهم بالعذاب فلا بد منه، لكن لانفراد الله بالمشيئة وتعذر علم ذلك على العقول جاز الدعاء لله إذ الدعوة من أوصاف العبودية، فعلى العبد التزامها، ومن صفة العبودية الضراعة والمسكنة، ومن صفات الملك الرأفة والرحمة، ألا ترى قوله - عليه السلام - : nindex.php?page=hadith&LINKID=655863 "لا يقولن أحدكم اللهم إن شئت فأعطني وليعزم المسألة فإنه لا مكره له" إذا كان السائل إنما يسأل الله حيث له أن يفعل لا من حيث له أن يترك الفعل.
وهذا الباب وإن كان متعلقا بالقدر فله مدخل في كتاب الاعتصام; لدعائه - عليه السلام - لهم، أي: للإيمان الذي هو الاعتصام به لمنع القتل وحقن الدم.
فصل:
وقوله: "اللهم ربنا ولك الحمد" في الآخرة. يريد: في الركعة [ ص: 120 ] الأخيرة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: يقول الإمام ربنا ولك والحمد، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16741عيسى بن دينار وابن نافع بقوله، وفي هذا الحديث زيادة: "اللهم".
ودليل nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك قوله في الحديث الآخر، "وإذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد" واعتذر nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي فقال: لم يبلغ مالكا هذا الحديث. وهو عجيب; فقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=15020عبد الله بن مسلمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وإنما تركه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك للخبر الآخر ويمكن أن يكون قوي أحدهما بعمل أهل المدينة، واختيار nindex.php?page=showalam&ids=16338ابن القاسم أن يقول المأموم: ربنا ولك الحمد، واختار nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب: لك الحمد. واختلف قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في ذلك.