كذا هو في الأصول وفي كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال وغيره، والتلاوة إنما قولنا لشيء بدل ( أمرنا ) وفي يس : إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون [ يس: 82 ] ومعنى الآية: إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نخرجه من العدم إلى الوجود. أي: نكونه، فخوطبوا على ما يعرفون من أنه إنما يكون الشيء عندهم بقول وتكوين، وقيل: معناه: من أجله، وقيل: لما كان عند الله معلوما أنه سيكون كان بمنزلة الموجود، قال سيبويه: أي: فهو يكون، وقال الأخفش: هو معطوف على ( نقول ) أي: إنما نقول له: كن، فيكون.
وفي إسناده nindex.php?page=showalam&ids=16351ابن جابر: وهو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي الشامي، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، اتفقا عليه، فقال مالك بن يخامر: سمعت معاذا يقول: وهم بالشام. فقال معاوية - رضي الله عنه - : هذا مالك بن يخامر يزعم أنه سمع معاذا يقول: "وهم بالشام".
وحديث ( nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله عنه - ) في سؤال اليهود عن الروح، وقد سلف غير مرة، وفي آخره: ( وما أوتوا من العلم إلا قليلا ). قال nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش: هكذا في قراءتنا.
وغرضه في هذا الباب: الرد على المعتزلة في قولهم: إن أمر الله تعالى الذي هو كلامه مخلوق، فأراد أن يعرفك أن الأمر هو قوله للشيء إذا أراده: ( كن ) فيكون بأمره، وأن أمره وقوله في معنى واحد، وذلك غير مخلوق، وأنه سبحانه يقول: ( كن ) على الحقيقة [ ص: 377 ] وأن الأمر غير الخلق; لقوله تعالى: ألا له الخلق والأمر [ الأعراف: 54 ] ففصل بينهما بالواو، وهو قول جميع أهل السنة.
وزعمت المعتزلة أن وصفه تعالى نفسه بالأمر وبالقول في هذه الآية مجاز واتساع على نحو ما تقول العرب: ( مال الحائط فمال ) وامتلأ الحوض وقال: قطني، وقولهم فاسد; لأنه عدول عن ظاهر الآية وحملها على غير حقيقتها، وإنما وجب حمل الآية على ظاهرها وحقيقتها إثبات كونه تعالى حيا، والحي لا يستحيل أن يكون متكلما.
فصل:
قوله: ( "على الناس" )، وفي رواية أخرى "على الحق" وهما واحد، وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيما مضى أنهم أهل العلم، ومثله الحديث: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله" وقال هنا في رواية معاوية: "أمة قائمة"، وقال مرة: "قوم"، وقال أخرى: "طائفة من أمتي" وهم واحد.
ومعنى: "يأتيهم أمر الله" يعني: الساعة.
فصل:
ووقوفه - عليه السلام - على مسيلمة يبلغه ما أرسل به، وكان مسيلمة تزوج بالمدينة وأتي بطائفة كبيرة من قومه، وأوفى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، لم يتمكن [ ص: 378 ] ( له ) في الوقت إلا القول، فبلغ حسب طاقته، وقد يحتمل أن له مدة سيبلغها.
وقوله: ( "ولن تعد أمر الله فيك" ) كذا وقع في الأصول، وهي لغة شاذة في الجزم بلن.
ومعنى: "لن تعدو أمر الله فيك". أي ما قد أمر به فيك من الشقاء أو السعادة.
وقوله: "لئن أدبرت ( ليعقرنك ) الله" يحتمل أن يكون الشارع حينئذ لم يعلم أنه يتمادى على أمره، ويحتمل أن يكون علم إلا أن الشارع ( لتقوم ) له الحجة، قال تعالى: لئن لم ينته المنافقون [ الأحزاب: 60 ] وقد علم من ينتهي ومن لا ينتهي.
فصل:
وقوله: قل الروح من أمر ربي [ الإسراء: 85 ] أي: من أمره المتقدم بما سبق في علمه من القضاء المحتوم الذي أمر به الملك أن يكتب في بطن أمه قبل نفخ الروح فيه.