وهذا أسنده nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود عن nindex.php?page=showalam&ids=12213أحمد بن أبي سريج وغيره، عن nindex.php?page=showalam&ids=12156أبي معاوية ( عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش )، عن nindex.php?page=showalam&ids=16115شقيق، عن nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق أنه حدثه عنه به [ ص: 411 ] مرفوعا.
وهذا أسنده الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" من حديثه قال: بلغني حديث عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فابتعت بعيرا فشددت عليه رحلي، ثم سرت إليه، فسرت شهرا حتى قدمت الشام، فإذا عبد الله بن أنيس الأنصاري. فذكره عنه مطولا.
استدل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بقوله تعالى: ماذا قال ربكم [ سبأ: 23 ] ولم يقل: ماذا خلق ربكم، أن قوله تعالى قديم بذاته قائم بصفاته لم يزل موجودا به ولا يزال، وأنه لا يشبه كلام المخلوقين وليس بذي حروف، خلافا للمعتزلة التي نفت كلام الله وقالت: إن كلامه كناية عن الفعل والتكوين، قالوا: وهذا شائع في كلام العرب، ألا ترى ( أن ) الرجل يعبر عن حركته بيده فيقول: قلت بيدي هكذا، وهم يريدون: حركة يدي، ويحتجون بأن الكلام لا يعقل منا إلا ( بأعضاء ) ولسان، والباري تعالى لا يجوز أن يكون له أعضاء دالات على الكلام إذ ليس بجسم، فرد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عليهم بحديث الباب: nindex.php?page=hadith&LINKID=656927 "إذا قضى الله الأمر في السماء فزعت. . . " إلى آخره.
والحق إحدى صفتي الذات الذي لا يجوز على الله غيره; لأنه [ ص: 413 ] لا يجوز على كلامه الباطل، ولو كان القول منه خلقا وفعلا لقالوا حين سئلوا: ماذا قال أخلق خلقا كذا إنسانا أو خيلا أو شيئا من المخلوقات، فلما وصفوا قوله بما يوصف به الكلام من الحق لم يجز أن يكون القول بمعنى الخلق والتكوين.
وكذلك قوله لآدم: "يا آدم" وهو كلام مسموع، ولو كان بمعنى الخلق والتكوين ما أجاب "لبيك وسعديك" التي هي جواب المسموعات، وكذلك قول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - : ( ولقد أمره ربه أن يبشرها ). هو كلام وقول مسموع من الله، ولو كان خلقا لما فهم ( عنه ) عن ربه له بالبشرى.
فصل:
حاصل الخلاف في المسألة ثلاثة أقوال:
قول أهل الحق أن القرآن غير مخلوق وأنه كلامه، وإنما يعنون بذلك الكلام القائم بذاته ( سبحانه ) الذي هو شيء واحد لا ينقسم ولا يتجزأ ولا يشبه شيئا من كلام المخلوقين; لأن المتكلم به لا يشبه المتكلمين، وإنما يوصف بأنه ( كلمات ) كما قال الله تعالى: ما نفدت كلمات الله [ لقمان: 27 ] على سبيل ( التعليل )، وإنما هو في الحقيقة كلام واحد، والعبارة عنه.
واستثقل بعض الحفاظ أن يقال عبارة عنه أنه مفهوم في نفسه، والعبارة عندهم إنما تكون عبارة عما هو غير مفهوم. وقالت الخوارج [ ص: 414 ] والمرجئة والجهمية والنجارية: إنه مخلوق. وقال البلخي ومن قال بقوله: القرآن محدث غير مخلوق. وقال nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر: وما تكلم الله قط بل المتكلم من فعل الكلام، وإنما الكلام هو الأصوات، ( وهل ) فعل الشجرة، وقال قوم: الواجب الوقف في أمر القرآن، ولا يقول: إنه مخلوق ولا غير مخلوق.
فصل:
وقوله تعالى: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه [ البقرة: 255 ] نزل لما قيل: شفعاؤنا عند الله الأصنام، فأعلم الله أن المؤمنين إنما يصلون على الأنبياء ويدعون للمؤمنين، كما أمروا أذن لهم.
فصل:
و فزع في الآية قرئ بالتشديد والتخفيف، والمعنى: ذهب منها ما كانوا يجدونه من عظمة الله وجلاله، ففي فزع ضمير عائد على اسم الله تعالى، والمعنى: حتى إذا جلى الله الفزع عن قلوب الملائكة أي: أزاله قالوا ماذا قال ربكم وذلك فيما روي أن الملائكة تفزع إذا علمت أن الله أوحى بأمر، فتفزع منه أن يكون في أمر الساعة، فإذا جلى الله الفزع بأن ذلك ليس ( في ) أمر الساعة، سألوا عن الوحي ما هو؟ فقالوا: ماذا قال ربكم فيجاوبه جبريل - عليه السلام - فيقول: قالوا الحق وأخبر عنه بلفظ الجماعة; لجلاله وعظمته، وحجة من ضم الفاء أنه بنى الفعل للمفعول، وأقام [ ص: 415 ] المجرور مقام الفاعل وهو: عن قلوبهم ، ومعناه كما تقدم.