قال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: اقضوا إلي [ يونس: 71 ] ما في أنفسكم، يقال: افرق: اقض وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله [ التوبة: 6 ] إنسان يأتيه فيستمع ما يقول وما أنزل عليه، فهو آمن حتى يأتيه فيسمع كلام الله، وحتى يبلغ مأمنه حيث جاءه. النبإ العظيم [ النبأ: 2 ]: القرآن صوابا [ النبأ: 38 ] حقا في الدنيا وعمل به. [ فتح: 13 \ 489 ].
الشرح:
معنى قوله: ( باب ذكر الله بالأمر ) أي: ذكر الله لعباده يكون مع أمره لهم بعبادته ( والتزام طاعته ) أو بعذابه إذا عصوه، ويكون مع رحمته وإنعامه عليهم إذا أطاعوه أو بعذابه إذا عصوه. قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله تعالى: فاذكروني أذكركم [ البقرة: 152 ]: إذا ذكر الله العبد وهو على طاعته ذكره برحمته، وإذا ذكره على معصيته ذكره بلعنته، وعنه: ليس من عبد يذكر الله إلا ذكره، لا يذكره مؤمن إلا ذكره برحمته، ولا كافر إلا ذكره بعذابه، قال nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير: اذكروني بالطاعة أذكركم بالمغفرة.
[ ص: 490 ] وقوله: ( وذكر العباد بالدعاء والتضرع ) أي: في الغفران والتفضل عليهم بالرزق والهداية.
وقوله: ( والرسالة والإبلاغ ) معناه: وذكر الله الأنبياء بالرسالة والإبلاغ لما أرسلهم به إلى عباده بما يأمرهم به من عبادته وينهاهم. .
وقوله: ( واتل عليهم نبأ نوح ) [ يونس: 71 ] بهذا ذكر الله لرسوله نوحا - عليه السلام - بما بلغ من أمره وتذكيره قومه بآيات الله - عز وجل - ، وكذلك فرض على [ كل ] نبي تبليغ كتابه وشريعته.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: النبإ العظيم : القرآن )، وسمي نبأ; لأنه منبأ به وهو متلو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولهذا ذكر في الباب هذه الآية; من أجل أمر الله محمدا - عليه السلام - بإجارة المشرك حتى يسمع الذكر.
اختلف في الأفضل من الذكر قيل: بالقلب أو باللسان، قاله nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي. والصواب أن الذكر باللسان وقوله: nindex.php?page=hadith&LINKID=856039 "لا إله إلا الله مخلصا من قلبه" أعظم من ذكره بقلبه، ووقوفه عند السيئة فيذكر بلسانه - عندما يهم العبد بالسيئة - فيذكر مقام ربه فيكف.
وقوله: فأجمعوا أمركم وشركاءكم ، قال الفراء: ( أي ) وادعوا شركاءكم; لأنه لا يقال: أجمعت شركائي، وإنما الإجماع للإعداد والعزيمة على الأمر، قال الشاعر:
ورأيت بعلك في الورى متقلدا سيفا ورمحا
[ ص: 492 ] أي: وحاملا رمحا; لأن الرمح لا يتقلد.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد: هو محمول على المعنى; لأن معنى الجمع والإجماع واحد، وقال الشيخ أبو الحسن: المعنى مع شركائكم قال: وقول الفراء لا معنى له; لأنه يذهب إلى أن المعنى: وادعوا شركاءكم ليعينوكم، فإن معناه معنى مع، وإن كان يذهب إلى الدعاء فقط ولا معنى له لدعائهم لغير نبي، وقرأ الجحدري بوصل الألف وفتح الميم، وقرأ الحسن: فأجمعوا، وهذا يدل أنهما لغتان بمعنى.
فصل:
وقوله: ( غمة [ يونس: 71 ]: هم وضيق ). قيل المعنى: ليكن أمركم ظاهرا، يقال: القوم في غمة إذا غطي عليهم أمرهم والتبس، ومنه غمه ( الهلال ) أي: غشيه ما غطاه، والغم من هذا إنما هو من أغشى القلب من الكرب وطبعه، وأصله مشتق من الغمامة.
وقوله: ( ثم اقضوا إلي ولا تنظرون : ما في أنفسكم ). أي: افعلوا ما بدا لكم، قال الكسائي: وتقرأ أفضوا بقطع الألف.