ثم ساق إلى nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - قالت: من حدثكم أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - كتم شيئا، وفي لفظ: كتم شيئا من الوحي فلا تصدقوا، إن الله تعالى يقول: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك [ المائدة: 67 ].
أحدهما: بلغ ما أنزل إليك ويقويه حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - السالف وتلاوة الآية عقبها.
والثاني: وعليه أكثر أهل اللغة أن المعنى: أظهر، أي: بلغه ظاهرا، وعلى هذا قوله تعالى: والله يعصمك من الناس [ المائدة: 67 ] أي: من أن ينالوك بشر.
فصل:
هذا الباب كالذي قبله وهو في معناه، وتبليغ الرسول فعل من أفعاله. وقول nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري: ( من الله الرسالة. . ) إلى آخره. يبين هذا، وأنه قول أئمة الدين. وقوله: فسيرى الله عملكم [ التوبة: 105 ] يعني: التلاوة وجميع الأعمال.
وقولها: ( إذا أعجبك حسن عمل امرئ ) أي: من جملة أعماله تلاوته. وقولها: ( ولا يستخفنك أحد ). أي: بعمله فتظن به الخير لكن حتى تراه عاملا على ما شرع الله ورسوله على ما سن، والمؤمنون على ما عملوا، قاله ابن بطال.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: أي: لا تغتر بمدح أحد وحاسب نفسك.
[ ص: 521 ] ( فصل: )
وقول nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر في ذلك الكتاب [ البقرة: 2 ]: هو القرآن. هو قول nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة وأبي عبيدة، وفسر ( ذلك ) بهذا و ( ذلك ) مما يخبر به عن الغائب، و ( هذا ) إشارة إلى الحاضر والكتاب حاضر، ومعنى ذلك أنه لما ابتدأ جبريل بتلاوة القرآن لمحمد - عليهما السلام - كفت حضرة التلاوة عن أن يقول هذا الذي تسمع هو ذلك الكتاب لا ريب فيه [ البقرة: 2 ] فاستغنى بأحد الضميرين عن الآخر.
وأنكر أبو العباس مقالة أبي عبيدة السالفة وقال: لأن ( ذلك ) لما بعد و ( ذا ) لما قرب فإن دخل واحد منهما على الآخر انقلب المعنى، قال: ولكن المعنى: هذا القرآن ذلك الكتاب الذي كنتم تستفتحون به على الذين كفروا.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي: كأن الرسالة والقول من السماء و ( الكتاب ) والرسول في الأرض، وقال: ذلك يا محمد.
قال ابن كيسان: وهذا أحسن.
قال الفراء: يكون كقولك للرجل وهو يحدثك: وذلك - والله أعلم - الحق، فهو في اللفظ بمنزلة الغائب وليس بغائب، والمعنى عنده ذلك الذي سمعت به.
[ ص: 522 ] قلت: ومما يؤكد ذلك قوله تعالى: حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم [ يونس: 22 ] فلما جاز أن يخبر عنهم بضميرين ( مختلفين ) ضمير المخاطبة في الحضرة وضمير الخبر عن الغيبة، فكذلك أخبر بضمير الغائب بقوله: ذلك، وهو ( يريد ) الحاضر، وهذا مذهب مشهور للعرب يسميه أصحاب المعاني: الالتفات، وهو انصراف المتكلم عن معنى يكون فيه إلى معنى آخر.
وقوله: كنتم ثم قال: بهم يدل أنه خاطب الكل ثم أخبر عن الراكبين للفلك خاصة; إذ قد يركبها الأقل من الناس، لكن لجواز أن يركبها كل واحد من المخاطبين خاطبهم بضمير الكل، ولأن لا يركبها إلا الأقل أخبر عن ذلك الأقل بقوله: بهم
ويقال: دلال بين الدلالة ودليل ( بين ) الدلالة، قاله أبو عمر الزاهد صاحب ثعلب.
[ ص: 523 ] فصل:
ما ذكره عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق، عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عنه، وما ذكره عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ذكره عنه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عنه.
وما ذكره عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - أسنده nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك في كتاب "البر والصلة" عن سفيان، عن معاوية بن إسحاق، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة، عنها.
[ ص: 524 ] وتعليق nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - رضي الله عنه - أسنده في غزوة بئر معونة.
فصل:
إسناد حديث المغيرة - رضي الله عنه - فيه موضعان نبه عليهما الجياني:
أحدها: كان في أصل أبي محمد الأصيلي: معمر بن سليمان - بفتح العين ثم ألحق تاء بين العين والميم - فصار معتمرا وهو المحفوظ.
ثانيهما: عبيد الله هو الصواب ووقع في نسخة أبي الحسن مكبرا، وكذلك كان في نسخة أبي محمد: عبد الله، إلا أنه أصلحه بالتصغير فزاد ياء وكتب في الحاشية: هو سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية كذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=12757ابن السكن على الصواب.
قلت: nindex.php?page=showalam&ids=15937وزياد بن جبير هو ابن حية بن مسعود بن معتب بن مالك بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف. اتفقا عليه عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، وانفرد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بأبيه جبير بن حية، ولاه زياد أصبهان، وتوفي أيام nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان، وقد روى عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب.
ورأيت بخط nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي قبله nindex.php?page=showalam&ids=17116المعتمر بن سليمان قيل: إنه وهم، والصواب: المعمر بن سليمان الرقي; لأن عبد الله بن جعفر لا يروي عن nindex.php?page=showalam&ids=17116المعتمر بن سليمان.