وفي "تفسير مقاتل": عاش بعد نزولها ستين يوما ، وفي "تفسير nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي" وغيره أنها نزلت بمنى أيام التشريق في حجة الوداع .
[ ص: 164 ] واختلف العلماء فيما يدعو به الرجل في ركوعه وسجوده: فقالت طائفة: لا بأس أن يدعو الرجل في ذلك مما أحب، وليس عندهم في ذلك شيء موقت ، وقد رويت آثار كثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يدعو بها، منها: "اللهم لك ركعت .. " إلى آخره، "اللهم لك سجدت .. " إلى آخره، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث علي ، ومنها في السجود: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك .. " إلى آخره، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، وفي رواية: فإذا هو راكع أو ساجد يقول: "سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت" ومنها في سجوده: nindex.php?page=hadith&LINKID=657753 "اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، أوله وآخره، وعلانيته وسره" أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، والكل لم يخرجها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغير ذلك؛ إلا أن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا كره الدعاء في الركوع ولم يكرهه في السجود، واقتصر في الركوع على تعظيم الرب جل جلاله والثناء عليه ، وأظنه ذهب إلى حديث علي: nindex.php?page=hadith&LINKID=1846 "أما الركوع فعظموا فيه [ ص: 165 ] الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم" أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أي: حقيق وجدير. فجعل الركوع لتعظيم الرب وإن كانت قراءة القرآن أفضل من ذكر التعظيم؛ ولذلك ينبغي في كل موضع ما جعل فيه وإن كان غيره أشرف منه، ويؤيد هذا المعنى ما روى nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي: كان يقال إذا بدأ الرجل بالثناء قبل الدعاء: استوجب، وإذا بدأ بالدعاء قبل الثناء: كان على الرجاء .
وقال أهل المقالة الأولى: تعظيم الرب والثناء عليه عند العرب [ ص: 166 ] دعاء، قاله nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، وهو حجة في اللغة، وقد ثبت في حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة المذكور في الباب الدعاء في الركوع والسجود وغيره، فلا معنى لمخالفة ذلك.
وقالت طائفة: ينبغي أن يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم. ثلاثا، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى ثلاثا؛ لحديث nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر في ذلك، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم، والتثليث في nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود، وقال: أخاف أن لا تكون محفوظة ، وفي nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه في حديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بإسناد ضعيف ، وأصل التسبيح فيه في "صحيح مسلم" ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم: يقول في ركوعه: "سبحان ربي العظيم وصلى الله على محمد وآله" . هذا قول الكوفيين nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي [ ص: 167 ] nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبي ثور إلا أنهم لم يوجبوا ذلك، وقالوا: من ترك التسبيح في الركوع والسجود فصلاته تامة وقال إسحاق وأهل الظاهر: إن ترك ذلك عليه الإعادة، وقالوا: حديث عقبة ورد مورد البيان فوجب امتثاله.
ووافقهم nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في رواية وقال: لو نسيه لم تبطل ويسجد للسهو. وقال مرة أخرى: إنه سنة كالجماعة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم: هو فرض فإن نسيه سجد للسهو ، وأجاب الجمهور بأن البيان إنما يرد في المجمل والركوع والسجود مفسران فلا يفتقران إلى بيان، فحمل حديث عقبة على الاستحباب بدليل إسقاطه من حديث المسيء صلاته وهو موضع الحاجة، قال ابن القصار: لو قال: سبحان ربي الجليل أو الكبير أو القدير لكان معظما له، وإذا ثبت أن نفس التسبيح ليس بواجب فتعينه والعدول عنه إلى ما في معناه جائز.
[ ص: 168 ] فائدتان:
الأولى: في "شرح nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي": يسبح الإمام ثلاثا، وقيل: أربعا؛ ليتمكن المقتضي من الثلاث ، وقال الروياني في "الحلية": لا يزيد الإمام على خمس. وقال nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي: أدنى الكمال ثلاث، والكمال إحدى عشرة أو تسع، وأوسطه خمس . وفي "شرح الهداية": إن زاد على الثلاث حتى ينتهي إلى اثنتي عشرة فهو أفضل عند الإمام، وعندهما إلى سبع. وعن بعض الحنابلة: الكمال أن يسبح مثل قيامه ، وعن [ ص: 169 ] nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي: عشرة وهو منقول عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس وفيه مقال.
تنبيه: ليس بين السجدتين عند الحنفية ذكر مسنون، قالوا: والذي روي في ذلك محمول على التهجد ، وهو بعيد، وأهل الظاهر يقولون: إن تعمد تركه يبطل الصلاة.
فائدة: معنى: "سبحانك اللهم وبحمدك": سبحانك بجميع آلائك وبحمدك، سبحتك -أي: نزهتك- عن كل عيب، ونصبه على المصدر .
[ ص: 171 ] باب: القراءة في الركوع والسجود
هذا الباب في بعض نسخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ولم يذكر فيه حديثا، وكأنه بيض له لما لعله يجده على شرطه فلم يجده، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال مع الترجمة الآتية بعد ذلك، واعترض فقال: ترجم لذلك ولم يذكر فيه حديثا؛ لجواز ذلك ولا منعه ، وتبعهابن المنير فقال: وضعها ليذكر فيها حديثا بالإجازة أو المنع، ثم عرض له مانع من ذلك وبقيت الترجمة بلا حديث يطابقها .
واتفق فقهاء الأمصار على القول بهذا الحديث، وخالفه قوم من السلف فأجازوه. قال nindex.php?page=showalam&ids=16723عمرو بن ميمون: سمعت أخي سليمان بن ربيعة وهو ساجد وهو يقول: بسم الله الرحمن الرحيم. ما لو شاء رجل أن يذهب إلى أهله يتوضأ ثم يجيء وهو ساجد لفعل. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء: رأيت nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير يقرأ وهو راكع. في المكتوبة. وأجازه nindex.php?page=showalam&ids=14355الربيع بن خثيم وقال nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي في الرجل ينسى الآية فيذكرها وهو راكع قال: يقرأ وهو راكع. وعندنا لو فعل ذلك كره ولم تبطل صلاته، وفي وجه: تبطل،
[ ص: 172 ] ولعل من أجازه لم يبلغه الحديث، أو بلغه فلم يصححه، ورأوا القراءة حسنة في كل حال، والخبر صح كما أسلفناه؛ فلا ينبغي القراءة في ركوعه وسجوده من أجله، وعلى هذا جماعة أئمة الأمصار.