وحديث أبي بكر قد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري كما ترى، وأخرجه في الدعوات والتوحيد .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في "اليوم والليلة" عن أبي الطاهر فقال: عن nindex.php?page=showalam&ids=13ابن عمرو أن أبا بكر .. فجعله من مسند nindex.php?page=showalam&ids=13ابن عمرو.
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن أبي الطاهر فجعله من مسند أبي بكر ، والله أعلم.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة: لا يجوز أن يدعو في الصلاة إلا بالأدعية المأثورة [ ص: 279 ] أو الموافقة، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس، زاد nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة: وإبراهيم nindex.php?page=showalam&ids=16972ومحمد بن سيرين ، واحتجوا بحديث معاوية بن الحكم لما شمت الرجل في صلاته، فقال - صلى الله عليه وسلم -: nindex.php?page=hadith&LINKID=64186 "إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الآدميين، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن" أو كما قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -، وهو من أفراد nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
قالوا: ولا يجوز أن يريد جنس الكلام؛ لأن جميع ما يوجد في الصلاة من الأذكار من نفس الكلام، فوجب أن يكون المراد ما يتخاطبون به في العادة.
وقوله: (يرحمك الله). دعاء، وقد نهى الشارع عنه، وهذا يمنع من فعل الدعاء بهذا الجنس، والجواب: أن هذا وشبهه يعني أن يوجه دعاءه إلى إنسان يخاطبه به في الصلاة، وكأنه جواب: على شيء كان منه، فأما أن يدعو لنفسه ولغيره ابتداء من غير أن يخاطب فيه إنسانا فلا، فصار قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يصلح فيها شيء من كلام الناس" متوجها إلى هذا.
ومن حجة الأولين: حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=hadith&LINKID=672748 "ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو" ولم يخص دعاء من دعاء، ولو كان لا يجوز الدعاء إلا بما قاله المخالف بينه - صلى الله عليه وسلم -، فلما لم يخص عم الجميع، واستعاذة الشارع بما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة وغيره ليس شيء منه في القرآن، وقد روي عن جماعة من السلف مثل ذلك.
روي عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أنه قال: إني لأدعو في صلاتي حتى لشعير حماري وملح بيتي.
[ ص: 280 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير مثله، وكان الشارع يدعو في صلاته على أحياء من العرب ، لا يقال: إن ذلك كان وقت إباحة الكلام في الصلاة ثم نسخ؛ لأنه قد روي عن السلف استعمال الحديث، ولا يجوز أن يخفى عليهم نسخه لو نسخ، وكان علي يقنت في صلاته على قوم يسميهم، وكان nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء يدعو لسبعين رجلا في صلاته، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير أنه كان يدعو nindex.php?page=showalam&ids=15للزبير في صلاته .
وإذا انضاف قول هؤلاء إلى قول nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة جرى مجرى الإجماع إذ لا مخالف لهم، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يدعو في سجوده: "أعوذ برضاك من سخطك .. " إلى آخره .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16438ابن شبرمة أنه قال: يجوز الدعاء في المكتوبة بأمر الآخرة، فأما الدنيا فلا.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16453ابن عون: أليس في القرآن واسألوا الله من فضله [النساء: 32] فسكت، وقد ترجم nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب الدعاء: باب: الدعاء في الصلاة، وستعلمه إن شاء الله .
وانفرد nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم قال بفرضية التعوذ الذي في حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، ولأن مسلما ذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس أنه أمر ابنه بإعادة صلاته التي لم يدع بها فيها .
و (المسيح الدجال): بفتح الميم وتخفيف السين، ويروى بكسر الميم وتشديد السين، أي: لأنه ممسوح العين، أو لتمرده، أو شبه بالدرهم الأطلس الذي لا نقش عليه، والتخفيف من السياحة.
قال خلف بن عامر: لا فرق بينهما، أحدهما عيسى - عليه السلام -، والآخر: الدجال، وقيل: سمي المسيح لمسحه الأرض، وقيل: لأنه ممسوح العين اليمنى أعورها.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: المسيح: الذي أحد شقي وجهه ممسوح لا عين له ولا حاجب، وبذلك سمي الدجال مسيحا؛ لأنه ممسوح العين .
وأما عيسى - عليه السلام - فقيل: سمي مسيحا لحسنه أو لسياحته، أو لأنه كان يقطع الأرض ويمسحها، أو لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بلا دهن، أو لأنه لا أخمص لرجله وهو ما حفي عن الأرض من باطن الرجل، أو لأن زكريا مسحه، أو لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برأ، أو أنه اسم خصه الله به، أو المسيح: المدبر.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد: أصله (بالعبرانية: مشيحا) فعرب ، كما عرب موسى. والدجال قال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد : سمي بذلك؛ لأنه يغطي الأرض بالجمع الكثير، وقيل: لتغطيته الحق بكذبه، وفي "الغريبين": لأنه يقطع الأرض. قال nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب: الدجال: المموه، وهذا من معنى الكذب؛ لأنه يموه بتكذيبه ويلبس.
[ ص: 282 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=13138ابن دحية في "تنويره": قيل: إنه من طلي البعير بالقطران، سمي بذلك؛ لتغطيته نواحي الأرض أو لوطئه جميع البلاد إلا ما استثني، أو لأنه (بمخرق) وعن أبي عمرو أن منهم من قال: إنه بالخاء المعجمة، وهو خطأ.
والمراد بـ"المحيا والممات": الحياة والموت. ويحتمل زمن ذلك؛ لأن ما كان معتل العين من الثلاثي فقد يأتي منه المصدر والزمان والمكان بلفظ واحد.
ويريد بذلك: محنة الدنيا وما بعدها حالة الاحتضار، وحالة المساءلة في القبر، فكأنه لما استعاذ من فتنة هذين المقامين سأل التثبت فيهما، كما قال تعالى: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة [إبراهيم: 27] وأما المأثم: فهو: الإثم الذي يجر إلى الذم والعقوبة. والمغرم: الذي غرم بكسر الراء: أدان.
وكل هذا منه تعليم لنا لندعو به، وأما هو فقد عوفي من ذلك كله واستعاذ من الغرم؛ لأنه إما أن يكون في مباح ولكن لا وجه عنده لقضائه فهو، متعرض لهلاك مال أخيه، وإما مستدين وله إلى القضاء سبيل، غير أنه يرى ترك القضاء.
[ ص: 283 ] فإن قلت: كيف استعاذ من الدجال وقد ثبت أن الدجال إذا رأى المسيح - عليه السلام - يذوب، فكيف نبينا؟
قلت: أراد تعليمنا، أو أنه تعوذ منه لأمته، أو أنه معصوم ويظهر الاستعاذة.
وأما قوله: (كثيرا). فهو بالثاء المثلثة، وفي nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بالباء الموحدة وينبغي جمعهما كما قاله النووي أو يقول: ذا مرة وذا أخرى .
فإن قلت: المغفرة لا تكون إلا من عند الله، فكيف قال: مغفرة من عندك؟
قلت: المعنى: هب لي الغفران بفضلك وإن لم أكن أهلا له بعملي، وقد أوضحت الكلام على هذا الحديث في "شرحي للعمدة" فراجعه منه تجد نفائس، وكذا على حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وهو في معنى حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة الذي في "العمدة".
تنبيه: هذا حكم التشهد الأخير، فأما الأول فلا دعاء فيه؛ لثباته على التخفيف، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك كذلك، وروى عنه ابن نافع: بأس أن (يدعى) بعده .