لو أخر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هذا الباب -رحمه الله- إلى ما بعد الباب الذي يليه وهو باب قوله - صلى الله عليه وسلم -: " nindex.php?page=hadith&LINKID=676742رب مبلغ أوعى من سامع " لكان أولى; لأن فيه معنى التحمل عن غير العارف وغير الفقيه.
هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا كما ترى، وفي الصلاة في باب: الحلق والجلوس في المسجد عن nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الأدب عن قتممة كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، وعن أحمد بن المنذر، عن nindex.php?page=showalam&ids=16365عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حرب (بن) شداد، عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير، وعن nindex.php?page=showalam&ids=15106إسحاق بن منصور، عن حبان، عن nindex.php?page=showalam&ids=11792أبان العطار، عن ابن أبي كثير كلاهما عن إسحاق، عن أبي مرة يزيد مولى عقيل، عن أبي واقد .
ثانيها: في التعريف برواته:
أما أبو واقد فهو -بالقاف- مشهور بكنيته، وفي اسمه أقوال: أصحها: الحارث بن عوف قاله nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي، وصححه أبو عمر، وثانيها: عكسه.
ثالثها:
الحارث بن مالك -قاله nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي- ابن أسيد بن جابر بن عويرة بن [ ص: 306 ] عبد مناف بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة بن خزيمة الليثي .
قال أبو عمر عن بعضهم: شهد بدرا، ولم يذكر nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ولا nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق فيهم، وذكر بعضهم أنه كان قديم الإسلام.
وقال غيره: أسلم يوم الفتح، وأخبر عن نفسه أنه شهد حنينا، قال: وكنت حديث عهد بكفر، وهذا يدل على تأخر إسلامه، وشهد اليرموك، ثم جاور بمكة سنة ومات بها ودفن بمقبرة المهاجرين.
له أربعة وعشرون حديثا اتفقا منها على هذا الحديث، وليس له في "صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " غيره، وانفرد nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بحديث آخر، وهو ما كان يقرأ به النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأضحى.
وقيل: إنه ولد في العام الذي ولد فيه nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وفي هذا وشهوده نظر كما قاله الحافظ عبد الغني، مات سنة ثمان وستين عن خمس وسبعين سنة.
[ ص: 307 ] فائدة:
في الصحابة من يكنى بهذه الكنية ثلاثة هذا أحدهم، وثانيهم أبو واقد مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، روى عنه أبو عمر زاذان، وثالثهم أبو واقد النميري، روى عنه نافع بن سرجس .
وأما الراوي عنه فهو أبو مرة واسمه يزيد كما سلف، مولى عقيل بن أبي طالب كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، وقيل: مولى أخيه، وقيل: مولى أختهما أم هانئ، وكان يلزم عقيلا فنسب إلى ولائه، روى عن nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص وأبي واقد وغيرهما، قال ابن منجويه : كان شيخا قديما، وروى عنه nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم وأبو حازم وغيرهما.
وأما الراوي عنه فهو: nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة زيد بن [ ص: 308 ] سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري النجاري ابن أخي nindex.php?page=showalam&ids=9أنس لأمه.
كان يسكن دار جده بالمدينة، وهو تابعي سمع أباه وعمه nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك وغيرهما، وثقته متفق عليها، وهو أشهر إخوته وأكثرهم حديثا وهم: عبد الله، ويعقوب، وإسماعيل، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر، وعبد الله، وكان nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك لا يقدم على إسحاق في الحديث أحدا، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وأما الراوي عنه فهو: إسماعيل الأودي وقد سلف.
ثالثها: تتبع أسماء هؤلاء الثلاثة فإني لم أظفر بها.
رابعها: في ألفاظه:
(النفر) -بفتح الفاء- عدة رجال من ثلاثة إلى عشرة قاله الجوهري . و (الفرجة) -بضم الفاء وفتحها لغتان- الخلل بين شيئين، واقتصر الجوهري وغيره على الضم. وقد فرج له في الصف والحلقة ونحوهما بالتخفيف، يفرج -بضم الراء- وأما الفرجة بمعنى الراحة من الغم فهي بفتح الفاء، وحكى الأزهري وغيره تثليثها. وقد أوضحت ذلك في "الإشارات للغات المنهاج".
و (الحلقة) بإسكان اللام على المشهور، وحكي فتحها، وقوله: "فآوى إلى الله" فهو مقصور، وقوله: "فآواه الله" فهو ممدود هكذا [ ص: 309 ] الرواية، وبه جاء القرآن القصر في اللازم والمد في المتعدي، قال الله تعالى: إذ أوى الفتية إلى الكهف [الكهف: 10]، وآويناهما إلى ربوة ذات [المؤمنون: 50]، ألم يجدك يتيما فآوى [الضحى: 6]، وحكى بعضهم فيهما اللغتين القصر والمد، كما حكاه القاضي.
[ ص: 310 ] ومعنى: "فآوى إلى الله" لجأ إليه، قال القاضي : وعندي أن معناه: دخل مجلس ذكر الله. و"آواه الله" أي: قبله وقربه، أو آواه إلى جنته، وقوله: "فاستحيا" أي: ترك المزاحمة والتخطي حياء من الله ورسوله والحاضرين، أو استحياء منهم أن يعرض ذاهبا فاستحيا الله منه، أي: رحمه ولم يعاقبه، وقوله: "فأعرض الله عنه" أي: لم يرحمه وسخط عليه، وحمله بعضهم على من ذهب معرضا لا لعذر، فمن أعرض عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - وزهد فيه فليس بمؤمن، وإن كان هذا مؤمنا وذهب لحاجة دنيوية أو ضرورية فإعراض الله عنه ترك رحمته وعفوه، فلا تثبت له حسنة ولا تمحو عنه سيئة، نبه على ذلك القاضي.
وفيه أيضا: أن من جلس إلى حلقة فيها ذكر أو علم فهو في كنف الله (وجواره) وإيوائه، وهو ممن تضع له الملائكة أجنحتها. وأن العالم يؤوي المتعلم; لقوله -عليه السلام-: "فآواه الله" وأن من قصد المعلم ومجالسته فاستحيا من قصده، ولم يمنعه الحياء من التعلم ومجالسة [ ص: 311 ] العلماء، أن الله يستحي منه ولا يعذبه جزاء باستحيائه، وقد قالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها: نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين .
وفيه: سد الفرج في حلق الذكر، وقد جاء في سدها في صفوف الصلاة وفي الصف في سبيل الله ترغيب وآثار، ومعلوم أن حلق الذكر في سبيل الله، وفيه أن التزاحم بين يدي العالم أفضل من أعمال البر، ألا ترى قول لقمان لابنه: يا بني، جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء.