[ ص: 300 ] ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد". وقال nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن عبد الملك بهذا، وعن nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم عن القاسم بن مخيمرة، عن وراد بهذا. وقال الحسن: الجد غنى. [1477، 2408، 5975، 6330، 6473، 6615، 7292 - مسلم: 593 - فتح: 2 \ 325]
وفي لفظ: كنت أعرف انقضاء صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتكبير. وقال سفيان عن عمرو قال: كان أبو معبد أصدق موالي nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس.
الشرح:
قوله: (وقال ابن عباس) هو من كلام أبي معبد عنه، كما بينه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في "مسنده"، فإنه ذكره إلى قوله: (على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) ثم قال: وإنه يعني: أبا معبد. قال: قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس. فذكره .
وفي nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: عن nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة، عن عمرو قال: أخبرني بها أبو معبد ثم أنكره بعد عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، قال: نعرف انقضاء صلاة رسول الله بالتكبير. ثم ساقه به.
قال عمرو: فذكرت لأبي معبد فأنكره، وقال: لم أحدثك بهذا. قال عمرو: فقد أخبرتنيه قبل ذلك .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي: كأنه نسيه بعد ما حدثه إياه .
[ ص: 301 ] قلت: ولا يقدح ذلك إذا كان الراوي عنه ثقة عند الجمهور خلافا للكرخي.
و (أبو معبد) اسمه: نافذ -بالذال المعجمة- مات سنة أربع أو تسع ومائة ، والحديث دال على ما ترجم له.
ووجهه تقريره - صلى الله عليه وسلم - ذلك من غير تكبر منه، وإن نقل عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وعبيدة أنه محدث، فالسلف على خلافه.
ووجه الجهر التعليم، ثم ظاهره المداومة.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي: وأختار للإمام والمأموم أن يذكر الله تعالى من الفراغ من الصلاة ويخفيان ذلك، إلا أن يقصدا التعليم فيعلما ثم يسرا ، وفيه أنه لم يكن يسمع جهر الصوت بتبليغ السلام، والذكر أعم من التكبير وغيره، وإنما لم يحضر nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الجماعة لصغره.
وقول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: (إن رفع الصوت بالذكر ..) إلى آخره يدل أنه لم يكن يفعل ذلك الصحابة حين حدث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس به، إذ لو كان يفعل ذلك الوقت لم يكن، لقوله: (إن ذلك كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). معنى، وهذا كما كان nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة يكبر في كل خفض ورفع، ويقول: أنا أشبهكم صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فالتكبير إثر الصلاة، مثل هذا مما لم يواظب الشارع عليه طول حياته، وفهم أصحابه أن ذلك ليس بلازم فتركوه؛ خشية أن يظن أن من قصر علمه أنه مما لا تتم الصلاة إلا به، فلذلك كرهه من كرهه من الفقهاء؛ قاله nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال .
وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا مطولا، وفي رواية له أدرج قول أبي صالح: ثم رجع فقراء المهاجرين إلى آخره، وفي آخره يقول سهيل: إحدى عشرة، إحدى عشرة، إحدى عشرة. فجميع ذلك كله ثلاث وثلاثون . nindex.php?page=showalam&ids=12070وللبخاري في كتاب الأدعية: nindex.php?page=hadith&LINKID=655854 "تسبحون في كل صلاة عشرا وتحمدون عشرا وتكبرون عشرا" ثم قال: ورواه أبو صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء .
قلت: أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، وفي nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في الأول: "والله أكبر أربعا وثلاثين، ولا إله إلا الله عشرا" ثم قال: حسن غريب .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني: ورواه منصور nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم موقوفا، وهو الصواب، فلعل لأجل ذا لم يخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وقال: صحيح الإسناد .
[ ص: 304 ] إذا تقرر ذلك فالكلام عليه من أوجه:
أحدها:
(الدثور): بضم الدال. الأموال الكثيرة، واحدها (دثر) بالإسكان، وحكي التحريك. قال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده: لا يثنى ولا يجمع ، وخالفه أبو عمر المطرز، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: الدثور: الغنى، والدثور الاندراس، وهو من الأضداد.
والدرجات يجوز أن تكون حسية ومعنوية.
و (النعيم): ما يتنعم به. و (المقيم): الدائم. والسبقية يحتمل أن تكون في المعنى أو الزمن.
وقوله: "كل صلاة" تشمل الفرض والنفل، وإن وقع التقييد في حديث nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة بالمكتوبة.
وقوله: (فرجعت إليه) هو أبو صالح الراوي، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وظاهر الحديث أولى من تأويله كما قاله القاضي .
[ ص: 305 ] لسبقه قبل الأغنياء بخمسمائة عام، وهم مسئولون .
الثالث:
فيه فضل الذكر أدبار الصلوات، فإنه وقت فاضل، وفيه غير ذلك كما أوضحته في "شرح العمدة" ، فراجعه منه، وستكون لنا عودة إليه في كتاب الرقاق وغيره إن شاء الله تعالى.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن عبد الملك بهذا، وعن nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم، عن القاسم بن مخيمرة، عن وراد بهذا. وقال: الجد غنى.
وذكره في الدعوات والرقاق والاعتصام وغيرها كما ستعلمه .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: كان إذا فرغ من الصلاة وسلم قال ذلك ، وفي أخرى nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري: كان يقولها في دبر كل صلاة . ولم يقل: مكتوبة. وأدخله nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب القدر ، وكذا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك لأجل: "لا مانع لما أعطيت .. ". إلى آخره .
nindex.php?page=showalam&ids=14946والقاسم هذا احتج به nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم والأربعة، واستشهد به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري كما ترى.
والتعليقان أخرجهما السراج في "مسنده" بإسناد صحيح، قال في الأول: حدثنا معاذ بن المثنى، حدثني أبي، ثنا أبي، عن عبد الملك .
[ ص: 307 ] وقال في الثاني: حدثنا أبو المثنى، حدثني أبي، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم بن عتيبة .
و nindex.php?page=showalam&ids=16004 (سفيان) السالف هو: الثوري. كما قاله خلف nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي، nindex.php?page=showalam&ids=13114ولابن خزيمة: لا إله إلا الله. ثلاث مرات .
وفي الباب حديث nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وغير ذلك مما محله "عمل اليوم والليلة" nindex.php?page=showalam&ids=15397للنسائي ، وأبي نعيم ، وغيرهما .
و (دبر): بضم الدال والباء، وتسكن.
و (الجد): بفتح الجيم على الأشهر: الغنى والحظ، وحكي الكسر فيهما، أي: الاجتهاد في الدنيا.
و (منك): على بابها، بمعنى: البدل، ولا بمعنى: عندك، كما في "الصحاح"، المعنى: لا ينفع ذا المال ماله إن أنت أردته بسوء، وقد أوضحت الكلام عليه في "شرح العمدة"، فليراجع منه أيضا .