71 [ ص: 341 ] 13 - باب: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
71 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15998سعيد بن عفير قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب، عن nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب قال: قال nindex.php?page=showalam&ids=15769حميد بن عبد الرحمن: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية خطيبا يقول: nindex.php?page=hadith&LINKID=650069سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله". [3116، 3641، 7312، 7460 - مسلم: 1037 - فتح: 1 \ 164]
هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا عن سعيد كما ترى، وأخرجه في الاعتصام عن nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل بن أبي أويس كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب، وفي الخمس عن nindex.php?page=showalam&ids=15678حبان بن موسى، عن nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الزكاة الفصلين الأولين، عن nindex.php?page=showalam&ids=15708حرملة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب [ ص: 342 ] كلاهما عن يونس، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، عن حميد .
والفصل الثالث وهو قوله: "ولن تزال" إلى آخره عن nindex.php?page=showalam&ids=16729عمير بن هانئ عن معاوية بألفاظ. وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فقال معاذ : بالشام .
nindex.php?page=showalam&ids=17080ولمسلم أيضا: "لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله".
ورواه غير معاوية من الصحابة ستة: عمر وابنه عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس، ذكرهم nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في كتاب "الفقيه والمتفقه".
رواه عن معاوية جماعة عددهم هو nindex.php?page=showalam&ids=13332وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"، منهم معبد الجهني بزيادة: "ويزهده في الدنيا ويبصره بعيوبه".
ثانيها:
قوله: (عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب قال nindex.php?page=showalam&ids=15769حميد بن عبد الرحمن ) كذا وقع هنا في جميع النسخ بلفظ (قال) لم يذكر فيه لفظ السماع، وجاء في "صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، حدثني حميد بلفظ التحديث (وأثبت الدمياطي).
[ ص: 343 ] وقد اتفق أصحاب الأطراف وغيرهم على أنه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، عن حميد فتنبه لذلك، وقد وقع nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري مثل هذا في كتاب التوحيد في باب: قوله -عليه السلام-: "رجل آتاه الله القرآن" فقال فيه: (حدثنا) علي بن عبد الله، (ثنا) سفيان، قال nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري . وذكر الحديث، ثم قال: سمعت من سفيان مرارا لم أسمعه يذكر الخبر وهو من صحيح حديثه. لكن يمكن أن يقال: سفيان مدلس. فنبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لأجل ذلك.
ثالثها: في التعريف برواته غير من سلف:
أما معاوية (ع) فهو خال المؤمنين، أبو عبد الرحمن بن أبي سفيان صخر بن حرب الخليفة الأموي كاتب الوحي، أسلم عام الفتح، وعاش ثماني وسبعين سنة، ومات سنة ستين في رجب. ومناقبه جمة، وليس في الصحابة معاوية بن صخر غيره، وفيهم: معاوية فوق العشرين.
[ ص: 344 ] وأما حميد فقد سلف.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب: فهو الإمام أبو محمد عبد الله (ع) بن وهب الفهري مولاهم المصري، أحد الأعلام طلب للقضاء فختن نفسه وانقطع، وهو أفقه من nindex.php?page=showalam&ids=16338ابن القاسم، روى عن: يونس nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج وغيرهما، وعنه: nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح والربيع وخلق، مات سنة سبع وتسعين ومائة، وولد سنة خمس وعشرين، وقيل: سنة أربع وفيها مات nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، ولم يكتب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك الفقيه لأحد إلا إليه.
وقال ابن أبي حاتم: نظرت في نحو ثمانين ألف حديث من حديثه فلا أعلم أني رأيت حديثا لا أصل له، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح : حدث بمائة ألف حديث، قال الخليلي: و"موطئه" يزيد على كل من روى عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، وعنده الفقه الكثير، ونظر الشافعي في كتبه ونسخ منها.
[ ص: 345 ] فائدة:
ليس في الصحيحين nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب غيره فهو من أفرادهما، وفي nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عبد الله بن وهب الأسدي تابعي، وفي ( nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ) nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب، عن nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري وصوابه ابن موهب، وفي الصحابة nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب خمسة فاعلم ذلك.
وأما سعيد بن عفير فهو الحافظ أبو عثمان سعيد بن كثير بن عفير -بالعين المهملة المضمومة ثم فاء- الأنصاري المصري يروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث، وعنه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، وروى nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي عن رجل عنه، قال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم : صدوق ليس بالثبت، كان يقرئ من كتب الناس، عاش ثمانين سنة ومات سنة ست وعشرين ومائتين.
[ ص: 346 ] رابعها:
(الفقه) الفهم، يقال فقه -بفتح القاف- إذا سبق غيره إلى الفهم، وبكسرها إذا فهم، وبضمها إذا صار له سجية، ومنه فقيه فعيل بمعنى: فاعل، وقوله: ("من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين") هو شرط وجزاؤه، وهما مجزومان، ومن لا يريد به خيرا فلا يفقهه فيه وأتى بالخير منكرا; لأنه أبلغ، فكأنه قال: على النفي لا يريد به خيرا من الخير، والمراد (بالدين): الإسلام، ومنهم من فسر الفقه في الدين بالفقه في القواعد الخمس ويتصل بها الفروع.
خامسها:
معنى قوله -عليه السلام-: ("وإنما أنا قاسم"): لم أستأثر بشيء من مال الله، وهو كقوله في الحديث الآخر: "ما لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس، وهو مردود عليكم"، وإنما قال ذلك; تطييبا لقلوبهم لمفاضلته بالعطاء، فالمال لله، والعباد لله وأنا قاسم بإذنه ماله بينكم وهو معنى قوله بعده: "والله يعطي فمن قسمت له قليلا أو كثيرا فبقضاء الله" وفيه إيماء كما قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي إلى أنه يعطي بالوحي، ويجوز أن يكون باجتهاده ولا يخطأ اجتهاده.
[ ص: 348 ] وقد سلف قول معاذ في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أنهم بالشام، وقال مطرف: كانوا يرون أنهم أهل الشام، ورواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم السالفة: "لا يزال أهل الغرب" قال nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني : المراد بهم: العرب; لأنهم من أهل الغرب. وهو: الدلو، وقيل: المراد: الغرب من الأرض، وقيل المراد بهم أهل الشدة والجلد، وغرب كل شيء: حده.
وفي "الصحيح" أيضا: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق"، قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : هم أهل العلم. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: إن لم يكونوا أهل الحديث فما أدري من هم؟
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : وأراد nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بأهل الحديث أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهبهم.
[ ص: 349 ] قال النووي : ويحتمل أن تكون هذه الطائفة متفرقة من أنواع المؤمنين فمنهم: شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، ومنهم آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع من الخير، ولا يلزم اجتماعهم بل يكونوا متفرقين.
وقيل: معنى قوله: "ولن تزال هذه الأمة.. " إلى آخره أن الله يحمي إجماعها عن الخطأ حتى يأتي أمر الله، ولا يسمى أمة إلا من يعتد بإجماعه.
سابعها: في فوائده:
الأولى: فضل العلماء على سائر الناس، وفضل الفقه على سائر العلوم ; لأنهم الذين يخشونه تعالى من عباده فيتجنبون معاصيه، ويديمون طاعته; لمعرفتهم بالوعد والوعيد وعظم النعمة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر للذي قال له فقيه: إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة.
[ ص: 352 ] الرابعة: فيه إخباره -عليه السلام- بالمغيبات، وقد وقع ما أخبر به، ولله الحمد، فلم تزل هذه الطائفة من زمنه وهلم جرا، ولا تزول حتى يأتي أمر الله تعالى.