هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في مواضع فوق العشرة، أخرجه هنا كما ترى، وفي أحاديث الأنبياء عن nindex.php?page=showalam&ids=16696عمرو بن محمد، وفي العلم أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=15796خالد بن خلي، عن nindex.php?page=showalam&ids=16944محمد بن حرب، وفي التوحيد عن nindex.php?page=showalam&ids=15241عبد الله بن محمد، عن أبي عمرو كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري به.
[ ص: 366 ] وفي أحاديث الأنبياء أيضا، عن nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني، وفي النذور، والتفسير عن nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي، وفي التفسير أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة، وفي العلم أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=15241عبد الله بن محمد، عن nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد (بن جبير) عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مختصرا، وفي التفسير، والإجارة، والشروط عن nindex.php?page=showalam&ids=12396إبراهيم بن موسى، عن nindex.php?page=showalam&ids=17248هشام بن يوسف، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج، عن يعلى بن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار عن سعيد به.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في أحاديث الأنبياء عن nindex.php?page=showalam&ids=15708حرملة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عن يونس، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري به، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16696عمرو الناقد nindex.php?page=showalam&ids=12418وابن راهويه، وعبيد الله بن (سعيد ) وابن أبي عمر عن nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار، عن nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير، وعن الناقد أيضا، وعن محمد بن عبد الأعلى، عن nindex.php?page=showalam&ids=17116معتمر، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=15896رقبة، عن أبي إسحاق، عن nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير به.
[ ص: 367 ] الوجه الثاني: في التعريف برواته غير ما سلف:
فأما يعقوب بن إبراهيم فهو: أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري الورع الحجة، روى عن أبيه nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة، وعنه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وغيره، مات سنة ثمان ومائتين بفم الصلح.
وأما محمد بن غرير فوالده -بغين معجمة ثم راء مهملة مكررة بينهما ياء مثناة تحت- وهو أبو عبد الله محمد بن غرير بن الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف المدني يعرف بالغريري .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : هو مدني، وقال غيره. هو من أهل سمرقند، روى عن يعقوب بن إبراهيم الزهري، nindex.php?page=showalam&ids=17098ومطرف بن عبد الله، وعنه: nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره.
قال nindex.php?page=showalam&ids=15094الكلاباذي : أخرج له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في ثلاثة مواضع: هنا، وفي الزكاة، وفي بني إسرائيل ولم يخرج له باقي الكتب الستة (شيئا) فهو من الأفراد.
[ ص: 368 ] الوجه الثالث: في الأسماء الواقعة في أثنائه:
أما موسى -صلوات الله وسلامه عليه- فهو: موسى بن عمران ابن يصهر بن قاهث بن لاوى، وقيل: عمران، وهو: عمرم بن قاهث ابن يصهر بن عازر بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - صلى الله عليهم - وموسى مفعل فهو مصروف في النكرة، قاله nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو ابن العلاء .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : هو فعلى والنسبة إليه موسوي وموسي فيمن قال: يمني. وكان عمر عمران حين توفي مائة وسبعة وثلاثين سنة قال أهل التاريخ: لما مات الريان بن الوليد فرعون مصر الأول صاحب يوسف الذي ولاه الخزائن، وأسلم على يده وملك قالوس صاحب يوسف الثاني، دعاه يوسف -عليه السلام- فلم يسلم.
ثم هلك فملك بعده أخوه الوليد بن مصعب، وكان أعتى من أخيه، وكثر أولاد بني إسرائيل بعد يوسف، وأقاموا بمصر تحت أيدي العمالقة وهم على بقايا من دينهم مما كان يوسف ويعقوب وإسحاق وإبراهيم شرعوه لهم متمسكين به، حتى كان فرعون موسى الذي بعثه الله إليه، ولم يكن في الفراعنة أعتى منه ولا أطول عمرا في الملك منه، عاش فيهم أربعمائة سنة.
ومر - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به على موسى في السماء السادسة، ووصفه فقال: "هو آدم طوال جعد، كأنه من رجال شنوءة" كما هو ثابت في الصحيحين، وشنوءة : من الأزد سموا به; لأنهم تشانئوا أي: [ ص: 369 ] تباعدوا وتباغضوا، وفي "الصحيح" أيضا في صفته أنه ضرب من الرجال أي: جسمه ليس بالضخم ولا بالضئيل.
والجعد المراد به جعودة الجسم لا الشعر، وقد قيل في قوله تعالى: فلا تكن في مرية من لقائه [السجدة: 23] أي: لقاء موسى ليلة الإسراء، قاله nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، والهاء على هذا عائدة على موسى . وقال الحسن : المعنى ولقد آتينا موسى الكتاب [السجدة: 23] فأوذي وكذب فلا تكن في مرية إنك ستلقى مثل ما لقيه من ذلك.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي : وكان عمر موسى -عليه السلام- حين توفي مائة وعشرين [ ص: 370 ] سنة، ولما كبر موسى قتل القبطي، ثم خرج خائفا فلما ورد ماء مدين جرى له ما قص الله في كتابه. قال بعضهم: ولم يقرب امرأة للاستمتاع من حين سمع كلام الرب -جل جلاله- ومكث بعد أن كلم أربعين ليلة لا يراه أحد إلا مات من النور.
وأما الخضر فالكلام عليه في مواضع:
أحدها: في ضبطه وهو: بفتح أوله وكسر ثانيه، ويجوز كسر أوله، وإسكان ثانيه كما في (كبد).
والفروة: الأرض اليابسة أو الحشيش اليابس، قال ابن فارس: الفروة: كل نبات مجتمع إذا يبس.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : الفروة: وجه الأرض أنبتت واخضرت بعد أن كانت جرداء. وفيه قول آخر; لأنه إذا جلس اخضر ما حوله قاله عكرمة، وقول آخر: أنه إذا صلى اخضر ما حوله.
ثالثها: في اسمه وفيه خمسة أقوال: [ ص: 371 ] أحدها: بليا -بباء موحدة مفتوحة ثم لام ساكنة ثم مثناة تحت- بن ملكان -بفتح الميم وسكون اللام- بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح -عليه السلام-، حكاه ابن قتيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه .
وحكاه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي عن وهب : إيليا بدل بليا، فهذا قول آخر، وكان أبوه من الملوك.
ثانيها: الخضر بن عاميل، قاله nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار .
ثالثها: أرميا بن خلقيا، قاله nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ووهاه nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري بأن أرميا كان في زمن بختنصر وبين عهد موسى وبختنصر زمن طويل.
رابعها: إلياس، قاله يحيى بن سلام، ووهاه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي .
خامسها: اليسع، قاله مقاتل وسمي بذلك; لأن علمه وسع ست سماوات وست أرضين ووهاه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي أيضا، واليسع: اسم أعجمي ليس بمشتق.
وفيه قول سادس: أن اسمه أحمد حكاه القشيري ووهاه nindex.php?page=showalam&ids=13138ابن دحية، بأنه لم يتسم أحد قبل نبينا - صلى الله عليه وسلم - بذلك.
[ ص: 372 ] وسابع: أن اسمه عامر حكاه nindex.php?page=showalam&ids=13138ابن دحية في كتابه: "مرج البحرين".
وثامن: أنه (حضرون) بن قابيل بن آدم حكاه هو أيضا، وقيل: إنه أبو العباس .
رابعها: في أي وقت كان؟
روى nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: الخضر بن آدم لصلبه، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : (قيل) إنه الرابع من أولاده. وقيل: إنه من ولد عيص، حكاه nindex.php?page=showalam&ids=13138ابن دحية .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي عن أبي صالح، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه من سبط هارون، وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق . وروى محمد بن أيوب، عن nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة أنه ابن فرعون موسى وهذا بعيد، nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة، وابن أيوب مطعون فيهما.
وقال عبد الله بن شوذب : إنه من ولد فارس.
[ ص: 373 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : كان في أيام أفريدون، قال: وقيل: كان على مقدمة ذي القرنين الأكبر الذي كان أيام إبراهيم الخليل -عليه السلام-.
وذو القرنين عند قوم هو أفريدون. وقال بعض أهل الكتاب: إنه ابن خالة ذي القرنين ووزيره، وأنه شرب من ماء الحياة، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي أيضا اختلافا هل كان في زمن إبراهيم الخليل أم بعده بقليل أو بكثير؟ وذكر بعضهم أنه كان (في) زمن سليمان، وأنه المراد بقوله: قال الذي عنده علم من الكتاب [النمل: 40] حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي .
واختلف أيضا هل كان مرسلا أم لا؟ على قولين، وأغرب ما قيل: إنه من الملائكة، والصحيح أنه نبي، وجزم به جماعة.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي : هو نبي على جميع الأقوال معمر محجوب عن الأبصار وصححه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي أيضا في كتابه فيه، لقوله تعالى حكاية عنه: وما فعلته عن أمري [الكهف: 82] فدل على أنه نبي أوحي إليه، ولأنه أعلم من موسى -أي: في علم مخصوص- ويبعد أن يكون ولي أعلم من نبي، وإن كان يحتمل أن يكون أوحي إلى نبي في ذلك العصر (يأمر) الخضر بذلك.
سادسها: في حياته وقد أنكرها جماعة منهم: nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وإبراهيم الحربي وابن المنادى، وأفردها nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي بالتأليف، والمختار بقاؤها.
[ ص: 374 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : هو حي عند جماهير العلماء والصالحين والعامة معهم في ذلك، وإنما شذ بإنكارها بعض المحدثين.
[ ص: 375 ] ونقله النووي عن الأكثرين، وقيل: إنه لا يموت إلا في آخر الزمان حين يرفع القرآن، وفي "صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " في حديث الدجال أنه يقتل رجلا ثم يحييه. قال إبراهيم بن سفيان راوي كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : يقال: إنه الخضر. وكذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر في "مسنده".
وأما الحر بن قيس فهو: -بحاء مهملة- بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري ابن أخي عيينة، له وفادة وكان من جلساء nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، واستأذن لعمه.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب بن قيس، فهو أبو المنذر، أقرأ الأمة.
الوجه الرابع:
فتى موسى هو: يوشع بن نون بن أفرايم بن يوسف كذا ذكره القتبي، وقال مقاتل : يوشع بن نون بن اليشامع بن عيهود بن عيزار بن شوتلخ بن أفرايم بن يوسف .
[ ص: 376 ] والصخرة: هي التي دون نهر الرين بالمغرب .
الوجه الخامس:
مراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بالتبويب الرحلة والسفر في طلب العلم برا وبحرا، فإن موسى - صلى الله عليه وسلم - اتبع الخضر للتعلم منه حال ركوب السفينة ودونها.
السادس: في ألفاظه ومعانيه:
المماراة: المجادلة، يقال: ماريت الرجل أماريه مراء، وهي هنا: الاختلاف، يقال: تماريا إذا اختلفا.
وقوله: (فدعاه nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ) فسره بعضهم بأنه قام إليه، ويحتمل أن يكون المراد به النداء.
وقوله: (في ملإ من بني إسرائيل)، قال القاضي : أي: في جماعتهم.
[ ص: 377 ] أما على رواية: "هل تعلم أحدا أعلم منك؟ قال: لا". فلا عتب عليه إذ أخبر عما يعلم، وأما على رواية: "أي الناس أعلم؟ فقال: أنا" فهو راجع إلى ما اقتضاه شهادة الحال، ودلالة النبوة، وكان منها بالمكان الأرفع والمرتبة العليا من العلم.
وقيل: المراد بقوله: (أنا) أي: بوظائف النبوة، وأمور الشريعة، وسياسة الأمة، والخضر أعلم منه بأمور أخر من علوم غيبية كما ذكر من خبره، وكان موسى أعلم على الجملة والعموم مما لا يمكن جهل الأنبياء بشيء منه، والخضر أعلم على الخصوص بما أعلم من الغيوب وحوادث القدر مما لا يعلم الأنبياء منه إلا ما أعلموا من غيبه.
ولهذا قال له الخضر : "إنك على علم من علم الله (علمكه الله) لا أعلمه، وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه". ألا تراه لم يعرف موسى بني إسرائيل حتى عرفه بنفسه إذ لم يعرفه الله به، وهذا مثل قول نبينا - صلى الله عليه وسلم -: "إني لا أعلم إلا ما علمني ربي".
[ ص: 378 ] ومعنى قوله فيما أوردناه: "فعتب الله عليه وآخذه به" وأصل العتب المؤاخذة، يقال فيه: عتب عليه، إذا واخذه وذكره له والمؤاخذة والعتب في حق الله تعالى محال، فالعتب هنا عدم رضا قوله شرعا ودينا، وقد عتب الله عليه إذ لم يرد رد الملائكة لا علم لنا إلا ما علمتنا [البقرة: 32].
[ ص: 379 ] وقيل جاء هذا; تنبيها لموسى وتعليما لمن بعده ودليلا يقتدي به غيره في تزكية نفسه والعجب بحاله فيهلك، وإنما ألجئ موسى للخضر للتأديب لا للتعليم. قال أبي: أعجب موسى بعلمه فعاقبه الله بما لقي من الخضر .
السابع: في فوائده:
الأولى: الرحلة والسفر لطلب العلم برا وبحرا وهو المراد بالتبويب كما سلف، وسيأتي أيضا رحلة nindex.php?page=showalam&ids=36جابر، والمراد: التنبيه على شرف العلم حتى جازت المخاطرة في طلبه بركوب البحر، وركبه الأنبياء في طلبه، بخلاف ركوبه في طلب الدنيا فهو مكروه عند بعضهم واستثفله الكل.
السادسة: حمل الزاد وإعداده في السفر خلافا لمن منعه، وستكون لنا عودة إلى هذا الحديث في موضع آخر من المواضع التي كرره فيها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إن شاء الله تعالى ذلك وقدره.