79 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12137محمد بن العلاء قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11804حماد بن أسامة، عن nindex.php?page=showalam&ids=15526بريد بن عبد الله، عن nindex.php?page=showalam&ids=11935أبي بردة، عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى، nindex.php?page=hadith&LINKID=650077عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقية قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماء، ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به". قال أبو عبد الله : قال إسحاق : وكان منها طائفة قيلت الماء. قاع: يعلوه الماء، والصفصف: المستوي من الأرض. [ مسلم: 2282 - فتح: 1 \ 175]
هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الفضائل من حديث حماد أيضا.
ثانيها: في التعريف برواته:
وقد سلف التعريف بهم خلا شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وشيخ شيخه. أما شيخه فهو: nindex.php?page=showalam&ids=12137محمد بن العلاء (ع)، nindex.php?page=showalam&ids=12137أبو كريب الهمداني الكوفي . روى عنه: nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا والأربعة وغيرهم وهو صدوق لا بأس به، وهو مكثر. قال أبو العباس بن سعيد : ظهر له بالكوفة ثلاثمائة ألف حديث، مات سنة ثمان وأربعين ومائتين.
وأما شيخ شيخه فهو: nindex.php?page=showalam&ids=11804أبو أسامة، (ع) حماد بن أسامة بن زيد الهاشمي القرشي الكوفي، مولى الحسن بن علي أو غيره.
روى عن بريد وغيره، وأكثر عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة، له عنه ستمائة حديث. وعنه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد وغيرهما.
وكان ثقة ثبتا صدوقا. روي عنه أنه قال: كتبت بأصبعي هاتين مائة ألف حديث.
مات سنة إحدى ومائتين وهو ابن ثمانين سنة فيما قيل، وليس في الصحيحين من هو بهذه الكنية سواه.
[ ص: 408 ] وفي nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : أبو أسامة الرقي النخعي زيد بن علي بن دينار صدوق. وليس في الكتب الستة من اشتهر بهذه الكنية سواهما.
وبريد -بضم أوله- nindex.php?page=showalam&ids=11935وأبو بردة، اسمه: عامر، على الأصح كما سلف.
nindex.php?page=showalam&ids=110وأبو موسى اسمه: عبد الله بن قيس كما سلف كل ذلك في باب: أي الإسلام أفضل؟
ثالثها: قوله: (قال إسحاق ): كذا وقع في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري غير منسوب في غير ما موضع منه، وهو من المواضع المشكلة في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، وهو يروي عن إسحاق جماعة، وقيل: إنه nindex.php?page=showalam&ids=12418ابن راهويه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14050أبو علي الجياني : روى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وإسحاق بن إبراهيم السعدي، nindex.php?page=showalam&ids=15106وإسحاق بن منصور الكوسج، عن nindex.php?page=showalam&ids=11804حماد بن أسامة . وروى nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=15106إسحاق بن منصور الكوسج، عن حماد أيضا هذا كلامه. وإسحاق هذا لا يخرج عن أحد هؤلاء ويظهر أن يكون nindex.php?page=showalam&ids=12418ابن راهويه ; لإكثار nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عنه. وقد حكى الجياني عن nindex.php?page=showalam&ids=12757ابن السكن الحافظ أن ما كان في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن إسحاق غير منسوب، فهو nindex.php?page=showalam&ids=12418ابن راهويه .
رابعها: في ضبط ألفاظه ومعانيه:
فـ "الغيث": المطر وغيثت الأرض فهي مغثة ومغيوثة، يقال: غاث الغيث الأرض إذا أصابها، وغاث الله البلاد يغيثها غيثا.
[ ص: 409 ] قوله: "نقية" هو- بنون مفتوحة ثم قاف مكسورة ثم ياء مثناة تحت- أي: طيبة كما جاء في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وغيره بثاء مثلثة، ثم غين معجمة، ثم باء موحدة.
قال: وهو: مستنقع الماء في الجبال والصخور.
قال القاضي : وهو تصحيف ولم نروه إلا "نقية" -بالنون - والذي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي فيه قلب للمعنى; لأن الثغاب لا تنبت، وإنما يمكن حمله على الطائفة الثانية دون الأولى، وذكر بعضهم: "بقعة" بدل ذلك، والصحيح الأول وهو الرواية.
وقوله: (قبلت الماء) هو بالموحدة بعد القاف (والكلأ): مقصور مهموز، يقع على الرطب واليابس من النبات كما قاله الجوهري وغيره، ويطلق العشب والخلا على الرطب منه. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وابن فارس : يقع الخلا على اليابس. وهو شاذ ضعيف، كما قاله النووي .
ويقال لليابس: الهشيم والحشيش. قال الجوهري : ولا يطلق الحشيش على الرطب. وهو ما نقله البطليوسي في "أدب الكاتب" عن nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي، ونقل عن أبي حاتم إطلاقه عليه.
[ ص: 410 ] وقوله: "أجادب": هو: -بالجيم والدال المهملة- جمع جدب على غير قياس، وقياسه أن يكون جمع أجدب كما قالوا في جمع حسن: محاسن، وقياسه أن يكون جمع محسن، وفيه رواية ثانية: أنها بالمعجمة، حكاها القاضي، nindex.php?page=showalam&ids=14228والخطابي وقال: هي صلاب الأرض التي تمسك الماء.
قال القاضي : لم يرو هذا الحرف في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وغيره إلا بالدال المهملة من الجدب الذي هو ضد الخصب. وعليه شرح الشارحون وصحفه، فقال بعضهم: أحارب -بالحاء والراء المهملتين - وليس بشيء كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي .
وقال بعضهم: أجارد -بالجيم والراء والدال- وهو صحيح المعنى إن ساعدته الرواية. قال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : الأجارد من الأرض: التي لا تنبت الكلأ، معناه: أنها جرداء بارزة لا يسترها النبات. وقال بعضهم: إنما هي أخاذات -بالخاء والذال المعجمتين سقط منها الألف- جمع أخاذة وهي: المساكات التي تمسك الماء كالغدران.
وقوله: (وسقوا) (يقال): سقى وأسقى بمعنى، وقيل: سقاه: ناوله (ليشرب) وأسقاه: جعل له سقيا.
وقوله: (طائفة أخرى) أي: قطعة أخرى.
[ ص: 411 ] و"القيعان" -بكسر القاف- جمع قاع وهي الأرض المستوية، وقيل: الملساء، وقيل: التي لا نبات فيها. ويجمع أيضا على قوع وأقواع.
والقيعة: -بكسر القاف- بمعنى القاع، والفقه: الفهم كما سلف.
وقوله: (من فقه): ضم القاف فيه أشهر من كسرها، والوجهان مرويان.
وقوله: (قال إسحاق: وكان منها طائفة قيلت الماء) قيده الأصيلي: بالمثناة تحت. قال: وهو تصحيف منه، وإنما هو بالباء الموحدة. وقال غيره: معناه: شربت القيل، وهو شرب نصف النهار، يقال: قيلت الإبل: إذا شربت نصف النهار. وقيل معناه: جمعت وحبست.
قال القاضي : ورواه سائر الرواة غير nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي : قبلت. يعني: -بالموحدة- في الموضعين أول الحديث. وفي قول إسحاق، فعلى هذا إنما خالف إسحاق في لفظ (طائفة) جعلها مكان (نقية).
قوله: (والمصطف): المستوي من الأرض، كذا وقع في نسخ والصواب (والصفصف): المستوي من الأرض وكذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب التفسير في سورة طه، وهذا إشارة إلى تفسير قوله تعالى: قاعا صفصفا [طه: 106].
خامسها: هذا الحديث من بديع كلامه ووجيزه وبليغه - صلى الله عليه وسلم - في السبر والتقسيم ورد الكلام بعضه على بعض، فإنه ذكر ثلاثة أمثلة ضربها في الأرض، اثنان منها محمودان، ثم جاء بعده بما تضمنه ذلك فقال: "فذلك مثل من فقه في دين الله" إلى آخره، فهو جامع لمراتب الفقهاء والمتفقهين، فالأول: مثل الأرض التي قبلت الماء وأنبتت الكلأ [ ص: 412 ] والعشب الكثير، فانتفعت بالري والتريي في نفسها، وانتفع الناس بالرعي بما أنبتت، فهذا كالذي فقه في نفسه، وكان قلبه نقيا من الشكوك، فعلم ما يحمله وعلمه الناس.
والثاني: مثل الأرض التي أمسكت الماء، فانتفع الناس به فشربوا وسقوا وزرعوا، فهذا كالذي حمل علما وبلغه غيره، فانتفع به ذلك الغير.
قال القاضي : قوله: (وزرعوا) راجع إلى المثال الأول أيضا; إذ ليس في المثال الثاني أنها أنبتت شيئا.
قلت: لكن المراد أنهم انتفعوا بالماء فزرعوا عليه، فلا حاجة إلى كونها أنبتت.
والثالث: مثل الأرض السباخ التي لا تنبت كلأ ولا تمسك ماء، فهذا كالذي سمع العلم فلم يحفظه ولم يعه، فلم ينتفع ولم ينفع غيره.