990 1037 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى قال: حدثنا حسين بن الحسن قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16453ابن عون عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال: اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا. قال: قالوا: وفي نجدنا. قال: قال: اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا. قال: قالوا: وفي نجدنا قال: قال: هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان. [7094 - فتح: 2 \ 521]
[ ص: 284 ] وقوله: ( "وتكثر الزلازل" ) هو جمع زلزلة: وهي حركة الأرض بتحرك الموضع منها حتى ربما سقط البناء. وظهورها والآيات وعيد من الرب جل جلاله لأهل الأرض: وما نرسل بالآيات إلا تخويفا [الإسراء: 59]، وكذا قال - صلى الله عليه وسلم - إنه وعيد شديد لأهل الأرض. والتخويف والوعيد بهذه الآيات إنما يكون عند المجاهرة بالمعاصي والإعلان بها، ألا ترى قول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر حين زلزلت المدينة في أيامه: يا أهل المدينة، ما أسرع ما أحدثتم ; والله لإن عادت لأخرجن من بين أظهركم ; فخشى أن تصيبه العقوبة معهم. كما قالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة لرسول الله: nindex.php?page=hadith&LINKID=653097أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: "نعم، إذا كثر الخبث" وإذا هلكت العامة بذنوب الخاصة بعث الله الصالحين على نياتهم.
واختلف في الصلاة عند الزلزلة والنار وسائر الآيات كما قال nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر، فقالت طائفة: يصلى عندها كما في الكسوف، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه صلى في الزلزلة بالبصرة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: إذا سمعتم هذا من السماء فافزعوا إلى الصلاة. وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وإسحاق nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبي ثور، وكان nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي لا يريان ذلك. وروى nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا صلى في الزلزلة جماعة، ثم قال: إن صح قلت به، فمن [ ص: 285 ] أصحابه من قال: هذا قول آخر له في الزلزلة وحدها، ومنهم من عمم في جميع الآيات، لكنه لم يصح عن علي، ولو ثبت فعل علي للصلاة منفردا، ولنا ما جاء عن غير علي من نحو هذا، وقال الكوفيون: الصلاة في ذلك حسنة، وحديث الكسوف "فإذا رأيتم شيئا من ذلك" يعم الزلازل وجميع الآيات، لكن رواية "فإذا رأيتموهما" يعني: الشمس والقمر تأباه، وما صلى الشارع إلا في الشمس والقمر، وهو المنقول عن فعله.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي: قال الله تعالى ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر [فصلت: 37] الآية، وقال: إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر [البقرة: 214] الآية. مع ذكر غيرها من الآيات في كتابه، فذكر الآيات ولم يذكر معها سجودا إلا مع الشمس والقمر، وأمر أن لا يسجد لهما وأمر أن يسجد له. فاحتمل أمره أن يسجد له عند ذكر الشمس والقمر، أن يؤمر بالصلاة عند حادث فيهما. واحتمل أن [ ص: 286 ] يكون إنما نهى عن السجود لهما كما نهى عن عبادة ما سواه، فدل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن يصلى عند كسوفهما فاشتبه ذلك الاختصاص بهما، ولا يفعل في شيء غيرهما، هذا معنى كلامه ملخصا.
وقال ابن التين: استحب بعض العلماء أن يفزع إلى الصلاة عند الزلازل والظلمة. نص عليه عند nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب في الظلمة والريح الشديدة، وقال: يصلون أفرادا وجماعة، وكره في "المدونة" السجود عند الزلازل وسجود الشكر. ويروى عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك جواز السجود عند الشكر، وعلى هذا يجوز عند الزلازل أن يسجد خوفا.
وقوله: "ويتقارب الزمان" في معناه أربعة أقوال، حكاها nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي:
أحدها: أنه قرب القيامة، والمعنى إذا اقتربت القيامة كان من شرطها الشح والهرج.
ثانيها: أنه قصر مدة الأزمنة عما جرت به العادة، كما جاء حين تكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم.
ثالثها: أنه قصر الأعمار يعني: قلة البركة فينا.
رابعها: أنه تقارب أحوال الناس في غلبة الفساد عليهم. ويكون المعنى: يتقارب أهل الزمان أي: تتقارب صفاتهم في القبائح. ولهذا ذكر على أثره الهرج والشح.
وقال ابن التين: قيل: إن الأيام والليالي والساعات تقصر.
ويحتمل أن يريد تقارب الآيات بعضها من بعض، وقرب الساعة. قال [ ص: 287 ] تعالى: اقترب للناس حسابهم [الأنبياء :1]، وقال: اقتربت الساعة [القمر :1].
وقال المنذري في "حواشيه": قيل: معناه: تطيب تلك الأيام، حتى لا تكاد تستطال بل تقصر. وقيل: على ظاهره من قصر مددها.
وقيل: تقارب أحوال أهله في قلة الدين حتى لا يكون فيهم من يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن منكر ; لغلبة الفسق وظهور أهله.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي: وقد يكون معناه في ترك طلب العلم خاصة.
وقوله: ( "يكثر الهرج وهو القتل" ). " قال ابن التين: الهرج ساكن الراء: القتل، كما ذكر وبتحريكها: أن تظلم عينا البعير من شدة الحر.
وقوله: ( "حتى يكثر فيكم المال فيفيض" ) الفيض: الكثيرة، كما قاله أهل اللغة. قال صاحب "المطالع": يفيض المال أي: يكثر حتى يفضل منه بأيدي ملاكه ما لا حاجة لهم به. وقيل: بل ينتشر في الناس ويعمهم، وهو الأولى.
وقد سلف نحو هذا الحديث في باب رفع العلم، فليراجع منه.
وفي الحديث أشراط من الساعة قد ظهرت، قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: ونحن في ذلك قد قبض العلم، وظهرت الفتن، وعمت وطبقت، وكثر الهرج - وهو القتل - وكثر المال، ولا سيما عند أراذل الناس، كما جاء في الحديث nindex.php?page=hadith&LINKID=664505 "عند تقارب الزمان يكون أسعد الناس في الدعاء لكع بن لكع"، "ويتطاول، [ ص: 288 ] رعاة الإبل البهم في البنيان"، وقد شاهدناه عيانا، أعاذنا الله من سوء المنقلب، وختم أعمالنا بالسعادة والنجاة من الفتن. هذا لفظه.
فكيف لو أدرك زماننا هذا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأما الحديث الثاني فيأتي نحوه في الفتن، من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في المناقب، وقال: حسن صحيح غريب. قال: وقد روي هذا الحديث أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في نسخ وقف هذا الحديث على nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، وفي نسخة nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي رفعه، قال nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي: وقد اختلف على nindex.php?page=showalam&ids=16453ابن عون فيه، فروي عنه مسندا وموقوفا على nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر من قوله.
والخلاف إنما وقع من حسين بن حسن، فإنه هو الذي روى الوقف، أما غيره فرواه مرفوعا.
قلت: وحسين هذا ثقة، مات سنة ثماني وثمانين ومائة، بعد معتمر لسنة.
[ ص: 289 ] ونقل nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال عن nindex.php?page=showalam&ids=14933القابسي أنه سقط من الحديث ( عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) ; لأن مثل ذلك لا يدرك بالرأي. وهذا نقله ابن التين عن أبي الحسن.
إذا علمت ذلك ; فالشام مأخوذ من اليد الشومى، وهي اليسرى أي: عن يسار الكعبة. واليمن مأخوذ عن اليمين ; لأنها عن يمين الكعبة. قال nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي: ما كان عن يمينك إذا خرجت من الكعبة فهو يمن، وما كان عن يسارك فهو شام. قال: وقيل: إنما سمي اليمن ; لأنه عن يمين الشمس.
وقوله: ( قالوا: وفي نجدنا قال: "اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا"، قالوا: وفي نجدنا. قال: "هنالك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان" ) وفي رواية أخرى: ( ذكر ذلك مرتين )، وفي أخرى: ( ثلاثا )، وفي رواية عبيد الله، عن أبيه nindex.php?page=showalam&ids=16453عبد الله بن عون - أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي - فلما كان في الثالثة أو الرابعة قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا، قال: أظنه قال: "وفي نجدنا" قال: بها الزلازل والفتن.
وخصت الفتن بالمشرق ; لأن الدجال ويأجوج ومأجوج يخرجون من هناك.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن nindex.php?page=showalam&ids=16446ابن طاوس، عن أبيه، عن كعب قال: يخرج الدجال من العراق، وقال عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص: يخرج الدجال من كور من الكوفة.
[ ص: 290 ] و ( قرن الشيطان ) ذهب nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي إلى أن له قرنا حقيقة، يطلع مع الشمس، ويحتمل أن يريد بالقرن قوة الشيطان وما يستعين به على الإضلال. ولا يمتنع أن يخلق الله شيئا يسمى شيطانا تطلع الشمس بين قرنيه، ويحتمل أن يريد به قبائل من الناس يستعين بهم الشيطان على كفره.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: أمته وحزبه، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب: إنما ترك الدعاء لأهل المشرق - والله أعلم - ليضعفوا عن الشر الذي هو موضوع في جهتهم ; ولاستيلاء الشيطان بالفتن فيها كما دعا على أهل مكة بسبع كسبع يوسف ; ليؤذيهم بذلك. وكذا دعا أن ينقل الحمى إلى الجحفة. وذلك والله أعلم لما رآه من إرداف السوداء في المنام، فتأول أنهم أحق بمثل هذا البلاء ; ليضعفوا عما كانوا عليه من أذى الناس، وإنما لم يقل: في نجدنا ; لأنه لا يحب أن يدعو بما سبق في علم الله خلافه ; لأنه لا يبدل القول لديه.
وقول ( "هناك الزلازل" ) يعني: ما كان بتلك الجهة من الحروب والفتن.