ثم ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: انخسفت الشمس.. الحديث
الشرح:
أما فعل nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16769غندر، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن [ ص: 340 ] جريج، عن سليمان الأحول، عن nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس أن الشمس انكسفت على عهد nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، فصلى على صفة زمزم ركعتين، في كل ركعة أربع سجدات.
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي عن سفيان، عن سليمان الأحول به، وقال: ست ركعات في أربع سجدات.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي: روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16397عبد الله بن أبي بكر، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان قال: رأيت nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس صلى على ظهر زمزم في كسوف الشمس ركعتين، في كل ركعة ركعتين. قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي: إذا كان عطاء، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر، وصفوان، والحسن يروون عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس خلاف ما روى nindex.php?page=showalam&ids=13726سليمان الأعمش كانت رواية ثلاثة أولى أن تقبل. ولو ثبت عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أشبه أن يكون nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فرق بين خسوف الشمس والقمر وبين الزلزلة، فقد روي أنه صلى ثلاث ركعات في كل ركعة.
وقال ابن التين: صفة زمزم موجزة قيل: كانت أبنية، فصلى فيها nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس.
وعلي بن عبد الله بن عباس تابعي ثقة روى له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم والأربعة، [ ص: 341 ] ولد ليلة قتل علي، وكان أجمل قرشي في الدنيا. وقال علي بن أبي حملة: كان يسجد كل يوم ألف سجدة، ورأيته آدم جسيما بين عينيه أثر السجود، مات سنة ثماني عشرة ومائة، وقيل: سنة إحدى عشرة ومائة بالبلقاء.
وأثر nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر كأنه يريد ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة، عن عاصم بن عبيد الله قال: رأيت nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يهرول إلى المسجد في كسوف، ومعه نعلاه يعني: لأجل الجماعة.
وأما الحديث فأخرجه في بدء الخلق والنكاح، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي أيضا. ووقع في بعض نسخ nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود، عن عطاء، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وهو وهم كما نبه عليه ابن عساكر.
إذا تقرر ذلك ; فالكلام عليه من أوجه:
أحدها:
قوله: ( انخسفت الشمس ) كذا هنا، وفي nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: ( انكسفت )، وهنا: "لا يخسفان"، وفي nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: "ينكسفان".
[ ص: 342 ] وقوله: ( فقام قياما طويلا ) سببه - والله أعلم - طول زمن الكسوف.
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة: فأطال القراءة.
وقوله: ( نحوا من سورة البقرة ) وفي nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: قدر سورة البقرة. وفي بعض نسخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: نحوا من قيام سورة البقرة. وهو دال على استحباب ذلك، وأن القراءة كانت سرا. وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة: فحزرت قراءته، فرأيت أنه قرأ سورة البقرة. والحزر والنحو يوهم عدم السماع، وكونها سرية، وقد يقال: كان nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس صغيرا ومقامه آخر الصفوف، فاحتاج إلى الحزر.
وبالسر فيها قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي والكوفيون كما ستعلمه في موضعه.
الثاني:
( تكعكعت ): معناه عند أهل اللغة: احتبست وتأخرت ورائي. يقال: كع الرجل، إذ نكص على عقبيه. وعند الفقهاء: تقهقرت، وكل قريب. أصل تكعكع تكعع فأدخلت الكاف ; لئلا يجمع بين حرفين متماثلين، كذا ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي. وهو في الحقيقة ثلاثة أحرف مثل دساها أصله دسسها، فأبدلت من إحدى السينات ياء ; لئلا تجتمع ثلاثة أحرف، وكذا كبكبوا أصله: كببوا فاجتمع ثلاث باءات، أبدلت من الوسطى كافا كذلك أبدل العين الوسطى كافا، وهي عين الفعل ويقال: كاع يكيع، وأصله: من الجبن، يجمع الرجل عن الأمر إذا جبس وتأخر.
[ ص: 343 ] الثالث:
فيه أن الجنة مخلوقة إذ ذاك، وأن فيها ثمارا موجودة، وكذا النار حقيقة ببينة التناول الذي رأوه يفعله، وإخبار الصادق حق لا شك فيه ولا مرية، فخلق الرب جل جلاله له إدراكا أدركهما به في جهة الحائط الذي أشار إليه، كما فرج له عنبيت المقدس ليلة الإسراء، فجعل يخبرهم عنه.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد في قوله تعالى: وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض [الأنعام: 75] قال: فرجت له السماوات، حتى نظر إلى ما فيهن، حتى انتهى بصره إلى العرش، وفرجت له الأرضون السبع فنظر إلى ما فيهن. وإنما لم يأخذ العنقود ; لأن طعام الجنة باق أبدا لا يفنى، ولا يكون شيء من دار البقاء في دار الفناء. وقد قدر الرب جل جلاله أن رزق الدنيا لا ينال إلا بتعب ونصب، فلا يبدل القول لديه. وأيضا فطعام الجنة شوق الرب إليه عباده، ووعدهم به ; جزاء لأعمالهم الصالحة، والدنيا ليست دار جزاء، ولذلك لم يأخذه.
وقوله: ( "لو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا" ) ويريد أنهم كانوا يأكلون منه، ويأكل منه من بعدهم حتى تنقضي الدنيا ; لأنه كان لا يفنى ولا ينقطع بموته. و ( لو ) عند العرب لامتناع الشيء بامتناع غيره كقوله: nindex.php?page=hadith&LINKID=665989 "لو كان بعدي نبي لكان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر"، ولا سبيل إلى أن يكون بعده نبي، [ ص: 344 ] كما لا سبيل إلى أن يكون nindex.php?page=showalam&ids=2عمر نبيا. وروى nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر بإسناده إلى عتبة بن عبد السلمي حديثا فيه أن أعرابيا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عظم عنقود الجنة، فقال له: "مسيرة الغراب شهرا لا يقع ولا يعثر".
وقوله: ( "وأريت النار" ) كذا هنا، في الجنة ( رأيت )، وفي النار ( أريت )، أما ( رأيت ): فإنه فعل مسمى الفاعل، وفاعله الرائي، كأن في الجنة عرضت له ولا حائل بينه وبينها، فوقع بصره عليها فرآها، وأما ( أريت ) فإنه فعل ما لم يسم فاعله، وقد أقيم المفعول الذي هو الرائي على الحقيقة مقام الفاعل، فكأن الجنة عرضت عليه ثم كشف عن بصره فرآها، ورؤياه النار كان من الباب الذي يدخل منه العصاة من المسلمين.
وقوله: ( "فلم أر كاليوم قط أفظع" ) الكاف في "كاليوم" موضع نصب، التقدير: فلم أر منظرا مثل منظر شيء اليوم.
و"أفظع" بالفاء والظاء المعجمة أي أهول وأشد، ووقع في موضع من "المطالع" بالضاد المعجمة.
الرابع:
قوله: ( قيل: يكفرن بالله ؟ قال: "يكفرن العشير" ) كذا في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بالواو في "يكفرن العشير" وأثبتها nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، ورواية [ ص: 345 ] nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي، nindex.php?page=showalam&ids=16338وابن القاسم، nindex.php?page=showalam&ids=16472وابن وهب، وأكثر الرواة حذفها ; لما فيه من إثبات الكفر بالله، ولعله إخبار عن أكثرهن لا عن الكل. وأجيب عن رواية nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى بأن السائل لما قال: أيكفرن بالله ؟ لم يجب عنه ; لإحاطة العلم بأن منهن من يكفر كالرجال، فلم يحتج إلى ذلك ; لأن المقصود من الحديث غيره.
فإن قلت: إذا كان أكثر أهلها النساء، كيف يلتئم مع حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة: "إن أدنى أهل الجنة من له زوجتان من الدنيا" ومقتضاه أن النساء ثلثا أهل الجنة ؟ فالجواب أن عمل حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة على ما بعد خروجهن من النار، أو خرج مخرج التغليظ والتخويف، وفي هذا نظر ; لأنه أخبر أن الرؤية حاصلة. وأجاب بعضهم بأنه لعله مخصوص ببعض النساء دون بعض، وقد سلف طرف من شرح الحديث في الحيض.
تنبيهات:
أحدها: سنة صلاة الكسوف أن تصلى جماعة، وهو ما عقد له البخاري الباب، وفي المسجد للاتباع، فإن تخلف الإمام عنها فليقدموا من يصلي بهم جماعة، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد، nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور. وقد صلى nindex.php?page=showalam&ids=16330عبد الرحمن بن أبي ليلى، وسليمان التيمي، كل واحد منهما بأصحابه.
[ ص: 346 ] وفي "المدونة": يصليها أهل القرى والمسافرون بإمام، إلا أن يعجل بالمسافرين السير، فتصليها المرأة في بيتها. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب: ومن لم يقدر أن يصليها مع الإمام من النساء والضعفاء، فإنهم يصلونها فرادى وبإمام، وكره nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري أن يجمع النساء، وقال: يصلون وحدانا ولا يجمعهن رجل.
وقول من استحب الجماعة فيها للنساء وغيرهن أولى ; لأن سنتها الجماعة لكل من صلاها، فكذلك النساء.
وأغرب بعضهم فجعل الجماعة فيها شرطا كالجمعة، حكاه nindex.php?page=showalam&ids=12441إمام الحرمين عن الصيدلاني، والذي في كتابه حكايته وجهين في أنها هل تصلى في كل مسجد أو لا تكون إلا في جماعة واحدة كالخلاف في العيد.
ثانيها: اختلف العلماء في صفة صلاة الكسوف، وقد سلف أول الباب الخلاف فيها. وقد رويت في صلاة الكسوف أحاديث مختلفة، فقال بها قوم من الفقهاء، وزعم بعضهم أن القول بها كلها جائز ; لأنه - صلى الله عليه وسلم - صلى الكسوف مرات كثيرة، وخير أمته في العمل بأي ذلك شاءوا، منها أنه صلى ثلاث ركعات في ركعة، وأربعا في ركعة، [ ص: 347 ] وخمسا في ركعة، وستا في ركعة، وثمانيا في ركعة ; لأنه كان يزيد في الركوع إذا لم ير الشمس تنجلي، فإذا انجلت سجد فيها، فمن هنا زيادة الركعات، فيقال لهم: أكثر تلك الأحاديث ضعاف، وأصح ما في أحاديث صلاة الكسوف ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، وما رواه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في "الموطأ"، وبه قال أهل المدينة عملا قرنا بعد قرن. واحتج nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي لأصحابه بالقياس على سائر الصلوات من التطوع، وجوابه أن هذه خصت بأمور، كصلاة الخوف والعيد والجنازة، ولا مدخل للنظر في ذلك.
الثالث: قوله في صفة القيام الثالث والرابع: ( دون القيام الأول )، يريد الذي يليه، ووجه ذلك أن وصفه بأنه دون القيام الذي يليه أبين في موضعه ; لأنا إن صرفناه إلى أول قيامه لم يعلم إن كان تقدير الثاني أكثر منه أو أقل، فكانت إضافته إلى الذي يليه أولى.
الرابع: فيه أن يسير العمل في الصلاة لا يفسدها، وهو إجماع، فإنه - صلى الله عليه وسلم - تناول، ثم تكعكع، والتناول مد اليد للأخذ، وفي حديث آخر "لو اجترأت"، وهو دال على أنه تركه لما داخله من الهيبة وإعظام ما رأى.