وهذا الحديث أخرجه أيضا في الحج عن موسى، عن nindex.php?page=showalam&ids=17287وهيب، عن nindex.php?page=showalam&ids=16446عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم فيه عن محمد بن حاتم، عن بهز، عن nindex.php?page=showalam&ids=17287وهيب به.
هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في العلم أيضا عن ابن نمير وغيره; عن إسحاق بن سليمان ; كلاهما عن حنظلة هو ابن أبي سفيان الجمحي به.
[ ص: 427 ] ثانيها: في التعريف برواته:
وقد سلف التعريف بهم خلا nindex.php?page=showalam&ids=17140مكي بن إبراهيم وهو: أبو السكن مكي (ع) بن إبراهيم بن بشير-بفتح الباء- ابن فرقد البلخي الحنظلي الحافظ، أخو إسماعيل ووالد الحسن ويعقوب .
سمع حنظلة وغيره من التابعين، وهو أكبر شيوخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من الخراسانيين; لأنه روى عن التابعين وروى nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم والأربعة عن رجل عنه، وعنه روى أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وغيره، وهو ثقة ثبت. روي عنه أنه قال: حججت ستين حجة، وتزوجت ستين امرأة، وجاورت بالبيت عشر سنين، وكتبت عن سبعة عشر من التابعين، ولو علمت أن الناس يحتاجون إلي (لما) كتبت عن أحد دون التابعين.
قال: خرج بي أبي وأنا ابن إحدى عشرة سنة لم أعقل الطلب، فلما بلغت سبع عشرة سنة أخذت في الطلب ولد سنة ست وعشرين ومائة، ومات سنة أربع عشرة أو خمس عشرة ومائتين ببلخ. وليس في الكتب الستة مكي بن إبراهيم غيره.
ثالثها: قد سلف أن معنى قبض العلم : قبض أهله. وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم "وينقص العلم" وكأنه -والله أعلم- قبل قبضه.
وقيل: أصله الكثرة في الشيء، ومنه قولهم في الجماع: بات يهرجها ليلة جمعا. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد : الهرج: الفتنة آخر الزمان.
وقوله: (فقال هكذا بيده، فحرفها، كأنه يريد القتل). جاء في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : قالوا: وما الهرج؟ قال: "القتل".
رابعها: فيه وفيما قبله وفي الحديث الذي بعده، فإن فيه الإشارة أيضا دلالة على أن الإشارة كالنطق، وسيأتي في كتاب الطلاق -إن شاء الله وقدره- حكم الإشارة بالطلاق وبسط هذه القاعدة وما يستثنى منها في حق من لا قدرة له على النطق، وفي حديث أسماء الآتي دلالة على جواز الإشارة في الصلاة والعمل القليل فيها، ومنه استنبط nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري الفتيا بالإشارة .
هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في عدة مواضع، هنا كما ترى، وفي الطهارة عن إسماعيل عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، وفي الكسوف عن nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، وفي الاعتصام عن nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، وفي الجمعة في باب: من قال في الخطبة: أما بعد، وقال فيه محمود : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=11804أبو أسامة .
وفي الخسوف: وقال nindex.php?page=showalam&ids=11804أبو أسامة، وفي السهو في باب الإشارة في الصلاة عن يحيى بن سليمان، عن ابن (وهب )، عن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري مختصرا. وفي الخسوف مختصرا: عن الربيع بن يحيى، عن nindex.php?page=showalam&ids=15908زائدة، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11980موسى بن مسعود، عن زائدة مختصرا، وتابعه علي [ ص: 430 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=16379الدراوردي وعن محمد المقدمي، عن عثام في العتاقة.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الخسوف عن nindex.php?page=showalam&ids=12137أبي كريب، عن ابن نمير، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12508أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب، عن nindex.php?page=showalam&ids=11804أبي أسامة، كلهم عن هشام به.
ثانيها: في التعريف برواته:
وقد سلف التعريف بهم غير أسماء وفاطمة.
أما أسماء فهي: بنت الصديق، وأم nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير من المهاجرات، هاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبد الله.
روى عنها ابناها nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة وعبد الله، وحفيدها عباد . عمرت نحو المائة، ولم يسقط لها سن ولم يتغير لها عقل، وقصتها مع الحجاج مشهورة، وعاشت بعد صلب ابنها عشر ليال، ماتت بمكة سنة ثلاث وسبعين.
وهي ذات النطاقين، وكان مولدها قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة.
وأسلمت بعد سبعة عشر إنسانا. وطلقها nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير، قيل: لكبر سنها. وقيل: لأنه ضربها فصاحت بابنها عبد الله، فلما رآه قال: أمك طالق إن دخلت. فقال عبد الله : تجعل أمي عرضة ليمينك، ودخل وخلصها فبانت منه. وقيل: إن عبد الله قال لأبيه: مثلي لا توطأ أمه. فطلقها، وفيه نظر.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عنها ويأتي في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في الغيرة، قالت: تزوجني nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه، فكنت أعلفه وأكفيه مؤنته وأسوسه وأدق النوى لناضحه وأعلفه [ ص: 431 ] وأستقي الماء وأخرز غربه وأعجن، وكنت أنقل النوى على رأسي من أرضه وهي على ثلثي فرسخ وفي طريق، ولم يكن علي أشد من سياسة الفرس .
روي لها ستة وخمسون حديثا، انفرد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بأربعة، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم بمثلها، واتفقا على أربعة عشر.
وأما فاطمة: فهي بنت المنذر بن الزبير بن العوام زوج هشام بن عروة، روت عن جدتها أسماء . وعنها زوجها هشام ومحمد بن إسحاق، وأنكر عليه ونسب إلى الكذب في ذلك ولكنه ممكن، وهي تابعية ثقة، قال هشام: هي أكبر مني بثلاث عشرة سنة. وقال مرة: أدخلت علي وهي بنت تسع سنين، فليحرر.
و (الغشي): قال القاضي: رويناه في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وغيره بكسر الشين مع تشديد الياء، وإسكان الشين والياء، وهما بمعنى الغشاوة. ورواه بعضهم بالعين المهملة، وليس بشيء كما نبه عليه صاحب "المطالع".
[ ص: 432 ] ومعنى (تجلاني): علاني، وأصله تجللني، وجل الشيء وجلاله: ما غطي به، وذلك لطول القيام وكثرة الحر، ولذلك قالت: فجعلت أصب على رأسي الماء.
وفيه: أن الغشي الخفيف لا ينقض الطهارة . وقد عقد له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بابا كما ستعلمه في الطهارة.
وفيه: أن الجنة والنار مخلوقتان الآن ; وهو مذهب أهل السنة، وسيأتي بسط ذلك في باب صفة الجنة والنار -إن شاء الله ذلك وقدره- وهي خارجة عن أقطار السماوات والأرض وسقفها عرش الرحمن، والمراد بعرضها في قوله تعالى: وجنة عرضها السماوات والأرض [آل عمران: 133] السعة، كما قيل، لا ضد الطول.
وقوله: (مثل أو- قريب) كذا في كثير من نسخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . قال القاضي : وكذا رويناه عن الأكثر في "الموطأ"، ورويناه عن بعضهم: "مثلا أو قريبا"، (ولبعضهم "مثل، أو قريبا"، وهو الوجه وقال ابن مالك : يروى في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري "أو قريب" بغير تنوين والمشهور "أو قريبا".
[ ص: 433 ] ووجهه أن يكون أصله مثل فتنة الدجال أو قريبا من فتنة الدجال، فحذف ما كان مثل مضافا إليه، وترك على هيئته قبل الحذف، وجاز الحذف لدلالة ما بعده، والمعتاد في صحة هذا الحذف أن يكون مع إضافتين كقول الشاعر:
أمام وخلف المرء من لطف ربه يذري عنه ما هو يحذر
وجاء أيضا في إضافة واحدة كما هو في الحديث.
وأما رواية "قريب" بغير تنوين فأراد مثل فتنة الدجال، أو قريب الشبه من فتنة الدجال، فحذف المضاف إليه، وبقي "قريب" على هيئته، وهذا الحذف في المتأخر لدلالة المتقدم عليه قليل مثل قراءة ابن محيصن (لا خوف عليهم) أي: لا خوف شيء وكقول الشاعر:
أقول لما جاءني فخره سبحان من علقمة الفاخر
أراد سبحان الله فحذف المضاف إليه، وترك المضاف بحاله.
وفيه: دلالة على إثبات عذاب القبر، وهو مذهب أهل السنة، وفيه المساءلة في القبر . قال أبو المعالي : تواترت الأخبار ولم يزل ذلك مستفيضا قبل ظهور أهل البدع، والسؤال يقع على أجزاء يعلمها الله تعالى من القلب وغيره يحييها الله تعالى ويوجه السؤال عليها.
و"المسيح": -بفتح الميم كما في المسيح عيسى -عليه السلام-- فهو مسيح الهدى، والدجال مسيح الضلالة. وفرق بعضهم بينهما فقال في الدجال: المسيح بكسر الميم مع التشديد والتخفيف بخلاف ( عيسى ) النبي -عليه السلام-.
وقيل: إن الدجال بالخاء المعجمة: الممسوخ العين، يقال: مسحه الله -بالمهملة- إذا خلقه خلقا حسنا بخلاف مسخه -بالمعجمة- فإنه عكسه، وقيل: سمي بالمهملة لمسح إحدى عينيه فيكون بمعنى ممسوح. وقيل: لمسحه الأرض فيكون بمعنى فاعل.
[ ص: 435 ] وأما عيسى -عليه السلام- فسمي بذلك لمسحه الأرض. وقيل: لأنه كان ممسوح الرجل لا أخمص له. وقيل: إن زكريا -عليه السلام- مسحه; فعلى الأول مسيح بمعنى فاعل، وعلى الثاني بمعنى مفعول.
وأما الدجال : فهو الكذاب سمي به; لتمويهه على الناس وتلبيسه عليهم. والدجل: طلي البعير بالقطران. فهو يموه بباطله، وسحره الملبس به. وقيل: لأنه يغطي الأرض بالجمع الكثير مثل دجلة تغطي الأرض بمائها.
والدجل: التغطية. يقال: دجل فلان الحق بباطله، أي: غطاه.
وقيل: سمي به لضربه نواحي الأرض، وقطعه لها. يقال: دجل الرجل بالتخفيف والتشديد مع فتح الجيم، ودجل بالضم أيضا مخففا.
وقوله: (يقال: ما علمك بهذا الرجل؟) إنما قال الملكان ذلك ولم يقولا: رسول الله، امتحانا وإغرابا عليه; لئلا يتلقن منهما إكرام النبي - صلى الله عليه وسلم - ورفع مرتبته فيعظمه هو تقليدا لا اعتقادا، ولهذا يقول المؤمن: هو رسول الله، والمنافق: لا أدري، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت
وقوله: (قد علمنا إن كنت لموقنا به) هو بكسر (إن) مخففة من الثقيلة. وقيل: المعنى: إنك مؤمن كما قال تعالى: كنتم خير أمة [آل عمران: 110]. قال القاضي: والأظهر أنها على بابها. والمعنى: إنك كنت موقنا. وقد يكون المعنى: لموقنا. أي: في علم الله كما قيل في قوله تعالى: وما كانوا مهتدين [البقرة: 16] وكما قيل في قوله تعالى: كنتم خير أمة .
وقوله: (نم صالحا) أي: لا روع عليك مما روع به الكفار من العرض على النار، أو غيره من عذاب القبر.