هذا الحديث تقدم في باب : نوم الرجال في المسجد . مختصرا مقتصرا على ذكر نومه في المسجد ، ويأتي في فضل من تعار من الليل ، ومناقب nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، والأمن وذهاب الروع في المنام ، [ ص: 25 ] وأخرجه مسلم والأربعة .
ومحمود (خ ، م ، ت ، س ، ق ) الذي يروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق هو ابن غيلان . وجعل خلف هذا الحديث في مسند nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، وجعل بعضه في مسند حفصة ،
وأورده ابن عساكر في مسند nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=14171والحميدي في مسند حفصة ، وذكر في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أنها من مسند nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر . وقال : إذ لا ذكر فيها لحفصة . فحاصله أنهم جعلوا رواية سالم من مسند حفصة ، ورواية nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع من مسند nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر .
إذا تقرر ذلك ; فالكلام عليه من أوجه :
أحدها :
إنما كانت الرؤيا تقص على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; لأنها من الوحي ، وهي جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ، كما نطق به عليه أفضل الصلاة والسلام ، فكان أعلم بذلك من كل أحد ، وتفسيره من العلم الذي يجب الرغبة فيه .
جواز النوم في المسجد لقوله : (وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) . وفي رواية : أعزب . ولا كراهة فيه عند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : وقد رخص قوم من أهل العلم فيه . وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : لا تتخذه مبيتا ومقيلا .
وذهب إليه قوم من أهل العلم .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : وذلك لمن كان له مأوى ، فأما الغريب فهي داره ، والمعتكف فهو بيته ، ويجوز للمريض أن يجعله الإمام في المسجد إذا أراد افتقاده ، كما كانت المرأة صاحبة الوشاح ساكنة في المسجد ، وكما ضرب الشارع قبة لسعد في المسجد حتى سال الدم من جرحه .
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك nindex.php?page=showalam&ids=16338وابن القاسم يكرهان المبيت فيه للحاضر القوي ، وجوزه nindex.php?page=showalam&ids=16338ابن القاسم للضعيف الحاضر . وقال بعض المالكية : من نام فاحتلم ينبغي أن يتيمم لخروجه منه .
وفيه : الانطلاق بالصالح إليها في المنام ; تخويفا .
[ ص: 27 ] ومعنى : (فإذا هي مطوية كطي البئر ) . يعني : مبنية الجوانب ، فإن لم تبن فهي القليب .
والقرنان : منارتان عن جانبي البئر تجعل عليها الخشبة التي تعلق عليها البكرة .
وقوله : (فإذا فيها أناس قد عرفتهم ) . (إنما أخبرهم ; ليزدجروا ) سكوته عن بيانهم ، إما أن يكون لئلا يغتابهم إن كانوا مسلمين ، وليس ذلك بما يختم عليهم بالنار ، وإما أن يكون ذلك تحذيرا كما حذر nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، نبه عليه ابن التين .
وفيه : الاستعاذة من النار ، وأنها مخلوقة الآن ، لقوله : (فجعلت أقول : أعوذ بالله من النار ) .
ومعنى (لم ترع ) لم تخف . أي : لا روع عليك ولا ضرر ولا فزع .
خامسها :
إنما قصها على حفصة أخته أم المؤمنين أن تذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وفيه : استحياء nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أن يذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضيلته بنفسه .
وقوله : فقال : ( "نعم الرجل عبد الله " ) فيه : القول بمثل هذا إذا لم يخش أن يفتتن بالمدح .
سادسها :
قوله : ( "لو كان يصلي من الليل " ) . فيه : فضيلة قيام الليل ، وهو ما بوب عليه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وهو منج من النار .
[ ص: 28 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب : وإنما فسر الشارع هذه الرؤيا في قيام الليل -والله أعلم- من أجل قول الملك : لم ترع . أي : لم تعرض عليك لأنك مستحقها ، إنما ذكرت بها . ثم نظر الشارع في أحوال عبد الله فلم ير شيئا يغفل عنه من الفرائض فيذكر بالنار ، وعلم مبيته في المسجد ، فعبر بذلك ; لأنه منبه على قيام الليل فيه بالقرآن ، ألا ترى أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى الذي علمه ونام عنه بالليل تشدخ رأسه بالحجر إلى يوم القيامة في رؤياه - صلى الله عليه وسلم - .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : إنما فسر الشارع من رؤية عبد الله بالنار أنه ممدوح ; لأنه عرض على النار ثم عوفي منها وقيل له : لا روع عليك ، وهذا إنما هو لصلاحه وما هو عليه من الخير غير أنه لم يكن يقوم من الليل ، إذ لو كان ذلك لما عرض على النار ولا رآها ، ثم إنه حصل لعبد الله من تلك الرؤيا يقين مشاهدة النار والاحتراز منها ، والتنبيه على أن قيام الليل بما يتقى به النار ، ولذلك لم يترك قيام الليل بعد ذلك .