وقد قيل في هذا الحديث : "من لم يرزأ في جسمه فليظن أن الله قد قلاه " ،ولكن روي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "لا يحزن أحدكم أن لا يراني في منامه إذا كان طالبا للعلم فله في ذلك العوض " .
وقال ابن التين : ذكر احتباس جبريل في هذا الباب ليس في موضعه .
قال : وقول الكافرة : أبطأ عليه شيطانه -يعني : جبريل- ففيه ما كان يلقى من الأذى .
وفيه : استعماله ما أمر به من الصبر ، وما ذكره ماش في الكافرة على ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم ، أن قائل ذلك امرأة أبي [ ص: 34 ] لهب ، فنزلت السورة . وقال : هذا إسناد صحيح ، إلا أني وجدت له علة فذكرها . وفي "تفسير سنيد بن داود " أن قائل ذلك nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، وفيه نظر ; لأن السورة مكية بالاتفاق .
وزعم أبو عبد الله محمد بن علي بن عسكر أن قائلة ذلك أحد عماته .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن nindex.php?page=showalam&ids=401جندب بن عبد الله قال : امرأة من أهله ، أو من قومه ودع محمد . nindex.php?page=showalam&ids=12563ولابن إسحاق أن المشركين سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخضر ، وذي القرنين ، والروح ، فوعدهم بالجواب إلى غد ، ولم يستثن ، فأبطأ عليه جبريل اثنتي عشرة ليلة ، وقيل أكثر من ذلك ، فقال المشركون : ودعه ربه ، فنزل جبريل بالضحى ، وقوله : ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا [الكهف : 23 - 24] .
ومعنى والضحى أي : ورب الضحى . وقيل : إنه يقسم بما شاء من خلقه .
و سجى [الضحى : 2] سكن ، أو استوى ، أو جاء ، أو غطى كل شيء ، أو أظلم ، أو ذهب ; أقوال ، يقال : سجى يسجو إذا سكن ، وإنما يسكن إذا غطيت ظلمته .
( ودعك ) [الضحى : 3] من التوديع ، ولا تستعمل ودعك إلا في قليل من الكلام ، ومن قرأ بتشديد الدال يقول : ما هو آخر عهدك بالوحي . ومن خفف يقول : ما تركك ; والمعنى واحد .
[ ص: 35 ] وقال أبو عبيدة : التشديد من التوديع ، والتخفيف من ودع يدع إذا سكن .
و قلى . يقال : قلاه يقليه ويقلاه قلاء وقلاء إذا أبغضه ; إذا كسرت قصرت ، وإذا فتحت مددت .