زاد ابن نمير : حدثنا عبيد الله عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع : فيصلي فيه ركعتين . [انظر : 1191 - مسلم : 1399 - فتح: 3 \ 69]
ثم ذكره بزيادة : فيصلي فيه ركعتين .
فأما الحديث الأول فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وكذا الثالث والثاني أخرجاه .
وزعم nindex.php?page=showalam&ids=14704الطرقي أن nindex.php?page=showalam&ids=11998أبا داود أخرجه ولم يعزه ابن عساكر إليه . وفي "أخبار المدينة " لابن شبة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يأتيه صبيحة سبع عشرة من رمضان .
ومنع ابن التين القصر فقال : هو ممدود على كل حال . وهو من عوالي المدينة قريب منها . وقال في "المطالع " : إنه على ثلاثة أميال منها . قال : وأصله باسم بئر هناك ، وألفه واو .
[ ص: 241 ] وقال البكري : وقباء موضع آخر في طريق مكة من البصرة ، وهو مسجد بني عمرو بن عوف ، وهو أول مسجد أسس على التقوى على قول ستعلمه . وأول من وضع فيه حجرا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم أبو بكر ، ثم nindex.php?page=showalam&ids=2عمر .
والحديث دال على فضله ، وفضل مسجده والصلاة فيه ، وزيارته راكبا وماشيا ، وهكذا جميع المواضع الفاضلة تزار كذلك .
وأصل مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك كراهة تخصيص شيء من الأوقات بشيء من القرب إلا ما ثبت به توقيف ، حكاه nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي .
وقال النووي : الصواب جواز تخصيص بعض الأيام (بالزيارة ) ، وكره ابن مسلمة المالكي ذلك . ولعله لم تبلغه الأحاديث .
ثم إتيانه مسجد قباء دال على أن ما قرب من المساجد الفاضلة التي في المصر لا بأس أن يؤتى ماشيا وراكبا ، ولا يكون فيه ما نهى أن تعمل المطي إليه ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي ، قال : ولم يذكر فيه أنه كان يصلي فيه إذا أتاه ضحى ، وكان هو يصلي فيه ; لئلا يخرج منه حتى يصلي . وقال بعضهم : إتيانه إياه مع أن مسجده أفضل ; لتكثر المواضع التي يتقرب إلى الله فيها .
[ ص: 242 ] وقال ابن رشد : إنما كان يأتيه لمواصلة الأنصار ، والاجتماع بهم فيه ، لا لصلاة فريضة ، ولا نافلة ; لأن صلاة الفريضة في مسجده ، والنافلة في بيته أفضل .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : ما روي من إتيانه ليصلي فيه ليس من كلامه - صلى الله عليه وسلم - ، فيحتمل أن يكون الراوي قاله من عنده ; لعلمه أنه (لا يجلس ) فيه إلا صلى فيه قبل أن يجلس . على أن قوله : (فيصلي فيه ) حرف انفرد به واحد من الرواة ، وعسى أن يكون وهما ; لأن الجماعة أولى بالحفظ من الواحد . فأما صلاته في بيته التطوع فأفضل من الصلاة في مسجده . ومسجده فوق مسجد قباء في الفضل ، فتكون صلاته في مسجد قباء لأجل التحية .
وجاء في مسجد قباء : "صلاة فيه كعمرة "رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث أسيد بن ظهير الأنصاري - رضي الله عنه - . قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=3753سهل بن حنيف : وحديث أسيد غريب ، لا نعرف له شيئا يصح غيره .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=131أبي أمامة بن سهل ، عن أبيه مرفوعا ، وروي (عن ) nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر أنهما قالا ذلك .
أحدهما : أنه مسجد المدينة ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وابن المسيب ، ومالك في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب .
ووجهه ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث أنيس بن أبي يحيى ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : امترى رجل من بني خدرة ، ورجل من بني عمرو بن عوف في المسجد الذي أسس على التقوى ، فقال الخدري : هو مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وقال الآخر : هو مسجد قباء . فأتيا رسول الله- صلى الله عليه وسلم - في ذلك ، فقال : "هذا -يعني : مسجده- وفي ذلك خير كثير " قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : حديث حسن صحيح .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن ربيعة بن عثمان ، حدثني عمران بن أبي أنس ، عن سهل قال : اختلف رجلان فذكره .
[ ص: 244 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد ، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني عن كثير بن الوليد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15786خارجة بن زيد بن ثابت ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله . وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك بن أنس .
والثاني : أنه مسجد قباء ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري -فيما حكاه ابن التين - nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ، والحسن فيما حكاه ابن النقيب . قال تعالى : لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه وهذا يقتضي السبق ، ومسجد قباء أسبق فيه رجال يحبون أن يتطهروا [التوبة : 108] وهم أهل مسجد قباء . كما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث أبي صالح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . وقال : غريب من هذا الوجه ، وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب ، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس ، ومحمد بن عبد الله بن سلام . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب ، nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر ، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس ، وكذا nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي من حديثهم .
[ ص: 245 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : وثبت أن ناسا من المنافقين بنوا مسجدا ، وكانوا ينتمون إلى بني عمرو بن عوف ، وقالوا : يا رسول الله ، بنيناه لذي العلة والحاجة ، والليلة المطيرة ، وقصدوا الفرار به عن مسجد قباء ، فاعتذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسفره ، وأخرهم إلى قدومه . فلما قدم أنزل الله : لا تقم فيه أبدا الآية . قال : ولا خلاف أنهم أهل قباء . والأثر مشهور جدا صحيح عن جماعة لا يحصون عدا ، فهو أولى من العمل بحديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد .
وبوب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في باب هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم - : أسس النبي - صلى الله عليه وسلم - في بني عمرو بن عوف المسجد الذي أسس على التقوى . ولا شك أن أولئك الرجال قد كانوا في مسجده - صلى الله عليه وسلم - ; لأن مسجده كان معمورا بالمهاجرين والأنصار ، وما سواهم ممن صحبه ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي .
قال : والحديث الذي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي روي عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، وهو منقطع لا تقاوم بمثله الأحاديث المتصلة ، قال : فثبت أنه مسجد المدينة لا مسجد قباء .
[ ص: 246 ] قال السهيلي وغيره : ويمكن أن يكون كلا منهما أسس على التقوى ، غير أن قوله : من أول يوم يرجح الأول ; لأن مسجد قباء أسس قبل مسجده ، غير أن اليوم قد يراد به المدة والوقت ، وكلاهما أسس على هذا من أول يوم ، أي : من أول عام من الهجرة .
وقد اختلف فيمن نذر الصلاة في مسجد قباء ، فذكر nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه أوجبه فيه . وفي كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12927ابن المواز : لا ، إلا أن يكون قريبا جدا فليأته ، فليصل فيه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب : قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : إن كان معه في البلد مشى إليه وصلى فيه .
وقال ابن التين : أوجب nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مشيه على من نذره من المدينة .
قال : ولا خلاف أن إتيانه قربة لمن قرب منه ، وليس ذلك بمخالف للنهي عن شد الرحال لغير الثلاثة ; لأن إتيانه من المدينة ليس من باب شد الرحال ، ولا إعمال المطي ; لأنه من صفات الأسفار المتباعدة ، وقطع المسافات الطويلة ، ولا يدخل في ذلك أيضا ركوبه إلى مسجد قريب لجمعة وغيرها ; لأنه جائز إجماعا ، بل هو واجب في بعض الأحيان .
ولو أن آتيا أتى قباء من بلد بعيد ، وتكلف فيه من السفر ما يوصف بشد الرحال ، وإعمال المطي لكان مرتكبا للنهي على هذا القول .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=80محمد بن مسلمة في "المبسوط " : من نذر أن يأتي مسجد قباء فيصلي فيه لزمه ذلك . والأول أظهر .