وقد سلف في التشهد ، وفيه هنا زيادة ، وهي قوله : (ويسلم بعضنا على بعض ) أي : يقول : السلام على فلان . ليس أنه يخاطبه ، فإن خاطبه بطلت . ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي وابن أبي زيد في "نوادره " . وقال ابن التين : لم أره لغيره .
وقوله : (من سمى قوما ) . يريد : ما كانوا يفعلونه أولا من مواجهة بعضهم بعضا ومخاطبتهم ، قبل أن يأمرهم الشارع بهذا التشهد ، فأراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ; ليعرفك أنه لما لم يأمر بإعادة تلك الصلاة التي سمى فيها [ ص: 275 ] بعضهم بعضا علم أنه من فعل هذا جاهلا أنه لا تفسد صلاته ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي : إنه من تكلم في صلاته ساهيا لم تفسد صلاته .
وقوله : (أو سلم على غيره وهو لا يعلم ) . يعني : لا يعلم المسلم عليه ، ولا يسمع السلام عليه . وأمره - صلى الله عليه وسلم - بمخاطبته في التحيات بقوله : "السلام عليك أيها النبي " وهو أيضا خطاب في الصلاة لغير المصلي ، لكن لما كان خطابه - صلى الله عليه وسلم - حيا وميتا من باب الخشوع ومن أسباب الصلاة المرجو بركتها ، لم يكن كخطاب المصلي لغيره .
وفي هذا دليل على أن ما كان من الكلام عامدا في أسباب الصلاة أنه جائز سائغ ، بخلاف قول nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، وإنما أنكر تسميتهم للناس بأسمائهم ; لأن ذلك يطول على المصلي ويخرجه بما هو فيه من مناجاة الرب إلى مناجاة الناس شخصا شخصا ، فجمع لهم هذا المعنى في قوله : "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين " فهو وإن خاطب نفسه فقد خاطب أيضا غيره معه ، لكنه بما يرجى بركته فيها ، فكأنه منها .
وقوله : (كنا نقول : التحية في الصلاة ) . صح عنه : كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد ، وفي ذلك دلالتان على فرضه : قوله : (قبل أن يفرض ) . والثاني : (أمره - صلى الله عليه وسلم - ) .
وأجاب ابن التين بما لا يظهر ، فقال : قوله : (قبل أن يفرض علينا ) إخبار عن اعتقاده أن التشهد فرض وليس بحجة . قلت : اعتقاد الصحابي مقدم على اعتقادك .
[ ص: 276 ] قال : وعلى أنه محمول على التقدير ، كأنه قال قبل أن تقدر ألفاظه ، وكذلك قوله : "قولوا : التحيات " معناه : التقدير . قلت : مجاز .
قال : وعلى أنه لو سلم أن ظاهره الوجوب لحملناه على الندب .
بدليل قوله : إذا جلست قدر التشهد ، فقد تمت صلاتك . قلت : مدرج ، والأصل حمله على الوجوب .
وقوله : ( "التحيات لله ، والصلوات والطيبات " ) أخذ به nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد ، وأخذ nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي بتشهد nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك بتشهد nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، وكله واسع ، وقد سلف ذلك .