هذا الحديث أخرجه هنا عن عبد العزيز، عن nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال .
وأخرجه في صفة الجنة عن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=12430إسماعيل بن جعفر كلاهما عن عمرو به، وفيه: قلت: (يا رسول الله). والحديث من أفراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لم يخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
ثانيها: في التعريف برواته:
وقد سلف التعريف بهم خلا شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، وعمرو بن أبي عمرو .
[ ص: 487 ] أما عمرو (ع): فهو أبو عثمان عمرو بن أبي عمرو ميسرة، وميسرة مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي القرشي المدني .
عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك وغيره. وعنه: nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، nindex.php?page=showalam&ids=16379والدراوردي .
قال أبو زرعة : ثقة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم : لا بأس به. وأما nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين فقال: ضعيف ليس بالقوي وليس بحجة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : لا بأس به; لأن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا روى عنه، ولا يروي إلا عن صدوق ثقة. مات في أول خلافة المنصور وكانت أول سنة ست وثلاثين ومائة وزياد بن (عبيد) الله على المدينة .
وأما شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فهو أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس بن (سعد) بن أبي سرح بن حذيفة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن فهر أبو القاسم القرشي العامري الأويسي المديني الثقة .
روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بغير واسطة، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي عن رجل عنه، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الإصلاح عن محمد بن عبد الله مقرونا بالفروي عنه، عن nindex.php?page=showalam&ids=16936محمد بن جعفر . قال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم : مديني صدوق. وعنه قال: هو أحب إلي من nindex.php?page=showalam&ids=17320يحيى بن بكير .
[ ص: 488 ] ثالثها:
قوله: (قيل: يا رسول الله): كذا وقع في رواية أبي ذر، والصواب حذف قيل كما جاء عند nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي والقابسي ; لأن السائل هو nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة نفسه، وقد أسلفنا أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري رواه مرة بلفظ: (قلت: يا رسول الله).
رابعها:
قوله: "أول منك" يجوز في أول الرفع على الصفة والنصب على الظرف، والرواية بالرفع. وذكر بعضهم أنه روي بالنصب أيضا، أي: قبلك.
قال nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : معنى أول منك: أقدم منك. وقال السيرافي : يقال:
هذا أول منك، ورأيت أول منك، ومررت بأول منك، فإذا حذفوا منك قالوا: هو الأول، ولا يقولوا: الأول منك; لأن الألف واللام تعاقب منك.
وقال أبو علي الفارسي : أول تستعمل اسما وصفة، فإن استعملت صفة كانت بالألف واللام أو بالإضافة أو بـ (من) ظاهرة أو مقدرة، فإن كانت بـ (من) جرت في الأحوال كلها على لفظ واحد تقول: هذا أول من زيد. والزيدان أول من العمرين، ولا ينصرف لوزن الفعل والصفة.
قال: وإن شئت نصبت أول على الظرف، وإن كان معناه الصفة تقول: رأيت زيدا أول، تريد أول من عامنا، فأول بمنزلة قبل، كأنك قلت: رأيت زيدا عاما قبل عامنا، فحكم له بالظرف، حتى قالوا: ابدأ بهذا أوله، وبنوه على الضم. كما قالوا: ابدأ به قبل. فصار كأنه [ ص: 489 ] قطع عن الإضافة، ومن النصب على الظرف قوله تعالى: والركب أسفل منكم [الأنفال: 42] كما تقول: الركب أمامك، وأصله الصفة، وصار أسفل ظرفا، والتقدير: والركب في مكان أسفل من مكانكم، ثم حذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه، فصار أسفل منكم بمنزلة تحتكم، ومن لم يجعل أولا صفة صرفه، يقول: ما ترك لنا أولا ولا آخرا.
وأما أصله، فقال الجوهري : أوأل بهمزة متوسطة فقلبت الهمزة واوا وأدغمت، يدل عليه قولهم: هذا أول منك، والجمع الأوائل، والأوائل: على القلب، وهذا مذهب البصريين، وقال الكوفيون: وزنه فوعل أصله ووأل فنقلوا الهمزة إلى موضع الفاء، ثم أدغموا الواو في الواو، وهو من وأل إذا نجا، كأن في الأول النجاة.
خامسها: في فوائده:
الأولى: الحرص على العلم والخير، فإن الحريص يبلغ بحرصه إلى البحث عن الغوامض، ودقيق المعاني; لأن الظواهر يستوي الناس في السؤال عنها; لاعتراضها أفكارهم، وما لطف من المعاني لا يسأل عنها إلا الراسخ، فيكون ذلك سببا للفائدة، ويترتب عليه أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
الخامسة: ثبوت الشفاعة، والأحاديث جارية مجرى القطع في ذلك، وهو مذهب أهل السنة، وأنها جائزة عقلا وواجبة بصريح الآيات والأخبار التي بلغ مجموعها التواتر لمذنبي المؤمنين، وهو إجماع السلف ومن بعدهم منهم.
ومنعت الخوارج وبعض المعتزلة منها، وتأولت الأحاديث على زيادات الدرجات والثواب، واجتمعوا بقوله تعالى: فما تنفعهم شفاعة الشافعين [المدثر: 48] وقوله: ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع [غافر: 18]. وهذا إنما جاء في الكفار، والأحاديث مصرحة بها في (الموحدين) المؤمنين.
ثم هي أقسام:
أحدها: الإراحة من هول الموقف.
الثانية: في إدخال قوم الجنة بغير حساب.
الثالثة: عدم دخول النار لمن استوجبها بذنبه.
الرابعة: في إخراجهم منها، ويشفع في هذه المؤمنون أيضا.
الخامسة: في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها.
السادسة: في تخفيف العذاب كما في حق أبي طالب.
[ ص: 491 ] السابعة: فيمن مات بالمدينة كما صح في الحديث.
وقد أوضحت هذه الأقسام في كتابي "غاية السول في خصائص الرسول"، وقد عرف بالاستفاضة سؤال السلف الصالح الشفاعة، ولا التفات إلى من كره سؤالها; لأنها لا تكون إلا للمذنبين، فقد تكون لتخفيف الحساب وزيادة الدرجات، ثم كل عاقل معترف بالتقصير مشفق من الأمر الخطير، ويلزم هذا القائل أن لا يدعي بالمغفرة والرحمة; لأنهما لأصحاب الذنوب وهذا كله خارج عن المطلوب. اللهم لا تحرمنا شفاعة رسولك يا علام الغيوب.