وحديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا كما سلف في العلم واضحا ، وقوله : وقال شريك عن ابن الأصبهاني إلى آخره ، كذا ذكره هنا ، وقال في كتاب العلم : وعن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني ، سمعت nindex.php?page=showalam&ids=11973أبا حازم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وقال "ثلاثة لم يبلغوا الحنث " .
وفي حديث عن أبي عبيدة ، عن أبيه مرفوعا : "وواحد " واستغربه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، وفيه معه مجهول .
[ ص: 432 ] إذا تقرر ذلك فالأحاديث المذكورة وغيرها دالة على أن أطفال المسلمين في الجنة ، وهو عندي إجماع ، ولا عبرة بالمجبرة حيث جعلوهم تحت المشيئة ، فلا يعتد بخلافهم ولا بوفاقهم ، وهو قول مهجور مردود بالسنة ، وإجماع من لا يجوز عليهم الغلط ; لاستحالة غفران الذنوب للآباء رحمة لهم دون أولادهم ، فإن الآباء رحموا بهم . وسيأتي الكلام في الأطفال في موضعه إن شاء الله .
[ ص: 435 ] وقال : لا مخالف له من الصحابة . قلت : وروى nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد في "تفسيره " عنه أنهم أولاد المشركين .
وقوله : ( "ما من الناس من مسلم " ) شرط فيه الإسلام ; لأنه لا نجاة لكافر يموت أولاده . ويحتمل أن يكون ذلك كما قال ابن التين : لأن أجره على مصابه يكفر عنه ذنوبه ، فلا تمسه النار التي يعاقب بها أهل الذنوب ، ففي هذا تسلية للمسلمين في مصابهم بأولادهم .
وقوله : "لم يبلغوا الحنث " هو بالنون والثاء ، يقول لم يبلغوا أن تجري عليهم الحدود . والحنث في الأيمان يحلها الولد . قال أبو المعالي : بلغ الحنث . أي : بلغ مبلغا يجري عليه الطاعة والمعصية . وفي "المحكم " : الحنث : الحلم . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : إنه الذنب . قال القزاز : الذنب العظيم أن يبلغوا أن تكتب ذنوبهم من قوله تعالى : وكانوا يصرون على الحنث العظيم [الواقعة : 46] أي : الذنب . وقال صاحب "المطالع " : ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي أنه روي بالخاء المعجمة أي : فعل المعاصي ، قال : وهذا لا يعرف إنما هو بالحاء المهملة ، وكذا استغربه ابن التين فقال : لم يروه غيره كذلك .
[ ص: 436 ] قوله : ( "إلا تحلة القسم " ) قد فسره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بالورود ، وكذا فسره العلماء أي : فلا يردها إلا بقدر ما يبر الله قسمه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد : موضع القسم مردود إلى قوله : فوربك لنحشرنهم [مريم : 68] وقيل : القسم مضمر والعرب تقسم وتضمر المقسم به ومثله قوله : وإن منكم لمن ليبطئن [النساء : 72] معناه : وإن منكم والله لمن ليبطئن وكذلك وإن منكم إلا واردها [مريم : 71] المعنى : والله إلا واردها ، وقال غيره : لا قسم في هذه الآية فتكون له تحلة وهو معنى قوله : "إلا تحلة القسم " إلا الشيء لا يناله معه مكروه فمعناه على هذين التأويلين : أن النار لا تمسه إلا قدر وروده عليها ثم ينجو بعد ذلك لقوله تعالى : ثم ننجي [مريم : 72] الآية ، وقيل : يقرون عليها وهي خامدة ، وقيل : يمرون على الصراط وهو جسر عليها قاله nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=16850وكعب الأحبار ، ورواية عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وقيل : ما يصيبهم في الدنيا من الحمى . قال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : الحمى من فيح جهنم ، وهي حظ المؤمن من النار . لقوله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=653023 "إن الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء " .
وقيل : المراد به المشركون ، وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا واحتج [ ص: 437 ] بقراءة بعضهم : وإن منكم إلا واردها أو تكون على مذهب هؤلاء ثم ننجي الذين اتقوا بخروج المتقين من جملة من يدخلها ; ليعلم فضل النعمة بما شاهد فيه أهل العذاب ، وبه قال الحسن nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة : أن ورودها ليس دخولها -وقواه الزجاج - nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ومالك فيما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب .
وغيرهما قالوا : إنه الدخول ، فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : العرب إذا أرادت تقليل مكث الشيء وتقصير مدته شبهوه بتحليل القسم ، فيقولون : ما يقيم فلان عند فلان إلا تحلة القسم ، ومعناه : لا تمسه إلا قليلا ، وتوهم ابن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة أنه ليس بقسم وقد جاء في ذلك حديث مرفوع ، فذكره ، وقال أبو عمر : ظاهر قوله فتمسه النار أن [ ص: 438 ] الورود : الدخول ; لأن المسيس حقيقته في اللغة : المماسة . روي عن عباس وعلي أن الورود : الدخول . وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر .
[ ص: 439 ] وقال قوم : الورود للمؤمنين أن يروا النار ثم ينجوا منها الفائزون ويصلاها من قدر عليه . قال : ويحتمل أن تكون تحلة القسم [استثناء منقطعا] فيكون المعنى : لكن تحلة القسم أي : لا تمسه النار أصلا كلاما تاما ثم ابتدأ إلا تحلة القسم لا بد منها لقوله : وإن منكم إلا واردها قال : والوجه عندي في هذا الحديث وشبهه أنها لمن حافظ على أداء فرائضه واجتنب الكبائر .
قال أبو عبيد : وهذه الآية أصل لمن حلف ليفعلن كذا ثم فعل منه شيئا أنه يبر في يمينه فيكون قد بر في القليل كما بين في الكثير ، وليس يقول ذلك nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك .
وقوله : ( "إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم " ) قيل : إن الهاء راجعة إلى الأب . وقيل : إلى الرب جل جلاله ; لأن له الفضل والمنة ، فذكر ما للآباء من الفضل ولم يذكر ما في الأولاد ، لكن إذا رحم بهم الآباء فالأبناء أولى بالرحمة وأحرى .