ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : nindex.php?page=hadith&LINKID=651174مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بامرأة عند قبر وهي تبكي فقال : "اتقي الله واصبري " . . الحديث . هذا الحديث صحيح أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، ويأتي في الأحكام أيضا وإنما أمرها - صلى الله عليه وسلم - بالصبر لعظيم ما وعد الله عليه من جزيل الأجر .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16453ابن عون : كل عمل له ثواب إلا الصبر ، قال تعالى : إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب [الزمر : 10] فأراد - صلى الله عليه وسلم - أن لا يجتمع عليها مصيبتان مصيبة الهلاك ، ومصيبة فقد الأجر الذي يبطله الجزع ، فأمرها بالصبر الذي لا بد للجازع من الرجوع إليه بعد سقوط أجره ،
[ ص: 441 ] وقد أحسن الحسن بن أبي nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري في البيان عن هذا المعنى فقال : الحمد لله الذي آجرنا على ما لا بد لنا منه ، وأثابنا على ما لو تكلفنا سواه صرنا إلى معصيته ; فلذلك قال لها - صلى الله عليه وسلم - : "اتقي الله واصبري " أي : اتقي معصيته بلزوم الجزع الذي يحبط الأجر واستشعري الصبر على المصيبة بما وعد الله على ذلك ، وقال بعض الحكماء لرجل عزاه : إن كل مصيبة لم يذهب فرح ثوابها بألم حزنها ، لهي المصيبة الدائمة والحزن الباقي . وفي الحديث دليل على جواز زيارة القبور ; لأنه لو لم يجز لما ترك بيانه ، ولأنكر على المرأة خلوتها عند القبر ، وسيأتي تمام هذا المعنى في بابه إن شاء الله .
وفيه دلالة أيضا على تواضعه وكونه لم ينتهرها لما ردت عليه قوله بل عذرها بمصيبتها وذلك من خلقه الكريم .