هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا . وفي بعض روايات nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : قتل يوم أحد ولم يترك إلا نمرة . وفي أخرى : وترك نمرة ، خرجه في المغازي ، وفي باب : هجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي غيره .
ومعنى أينعت : نضجت وأدركت ، ويقال : ينعت . ومنه قوله تعالى وينعه [الأنعام : 99] . وقال الحجاج في خطبته : أرى رءوسا قد أينعت . أي : حان قطافها .
[ ص: 494 ] ويهدبها : يجتنيها بضم الدال وكسرها . وقول nindex.php?page=showalam&ids=211خباب هذا ، مما أشعر به نفسه من الخوف مع أخذهم الكفاف ، وهذه صفة المؤمن .
وفيه : أن الثوب إذا ضاق فتغطية الرأس أولى أن يبدأ به من رجليه ; لشرفه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب : إنما أمر بتغطية الأفضل إذا أمكن ذلك بعد ستر العورة ولو ضاق الثوب عن تغطية رأسه وعورته لغطيت بذلك عورته وجعل على سائره من الإذخر -وهو بالذال المعجمة معروف- لأن ستر العورة واجب في حال الموت والحياة ، والنظر إليها ومباشرتها باليد محرم إلا من حل له من الزوجين ، كذا قال . وهو ظاهر على من يقول إن الكفن يكون ساترا لجميع البدن وإن الميت يصير كله عورة وإلا فالظاهر إنما ستره طلبا للأكمل .
وفيه : ما كان عليه صدر هذه الأمة من الصدق في وصف أحوالهم ألا ترى إلى قوله : (فمنا من لم يأكل من أجره شيئا ) يعني : لم يكسب من الدنيا شيئا ولا اقتناه ، وقصر نفسه عن شهواتها ; لينالها موفرة في الآخرة .
و (منها من أينعت له ثمرته ) يعني : من كسب المال ، ونال من عرض الدنيا .
وفيه : أن الصبر على مكابدة الفقر وصعوبته من منازل الأبرار ودرجات الأخيار ، فمن صبر على ذلك عوفي من حر النار .
فائدة : خباب هو ابن الأرت -بتشديد المثناة فوق- تميمي ، وقيل : خزاعي بدري من السابقين ، مات سنة سبع وثلاثين وصلى عليه علي .
[ ص: 495 ] nindex.php?page=showalam&ids=104ومصعب بن عمير هو أول من هاجر إلى المدينة -كما سلف في الباب قبله- وهو أخو أبي عزيز الذي فدي يوم بدر بأربعة آلاف ، ثم أسلم وصحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه . وأختهما هند أم شيبة بن عثمان ، أمهم أم خناس بنت مالك من بني عامر بن لؤي ، وأخوهم أبو الروم قديم الإسلام ، أمه أم رومة ، وأبو يزيد أخوهم ، قتل كافرا يوم أحد ، كلهم أولاد عمير بن هاشم بن عبد مناف ، شهد أبو الروم أحدا وقتل باليرموك ، وقيل : اسم أبي عزيز زرارة ، وكان حامل لواء المشركين يوم بدر ، ويوم أحد حتى قتله ابن قميئة الليثي -لعنه الله- عن نيف وأربعين سنة .