أما حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس فسلف في الباب ، وأما أثر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عنه .
وقال ابن التين عن أبي الحسن : العدل الواحد : قول المصاب إنا لله . . إلى آخرها ، والعدل الثاني : الصلوات التي عليهم من الله تعالى ، والعلاوة وأولئك هم المهتدون [البقرة : 157] ، وهو ثناء من الله [ ص: 572 ] تعالى عليهم . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : إنما هو مثل ضرب للجزاء ، فالعدلان : عدلا البعير والدابة ، والعلاوة : الغرارة التي توضع في وسط العدلين مملوءة . يقول : وكما حملت هذه الراحلة وسعها ، وأنها لم يبق موضع تحمل عليه ، فكذلك أعطي هذا الأجر وافرا ، فعلى قول nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي يكون العدلان والعلاوة أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة إلى المهتدون [البقرة : 157] وقال صاحب "المطالع " : العدل هنا نصف الحمل على أحد شقي الدابة ، والحمل : عدلان ، والعلاوة : ما جعل فيهما . وقيل : ما علق على البعير ، ضرب ذلك مثلا لقوله صلوات من ربهم ورحمة قال : فالصلوات عدل ، والرحمة عدل ، وأولئك هم المهتدون العلاوة .
فيقول المعزي : آجركم الله في مصيبتكم ، وعوضكم خيرا منها إنا لله وإنا إليه راجعون . ومعنى إنا لله : نحن وأموالنا وعبيدنا لله يبتلينا بما شاء ، ونحن إليه نرجع ، فيجزينا على صبرنا ، وبين ذلك بقوله :
[ ص: 573 ] صلوات من ربهم وهي الغفران والثناء الحسن ، ومنه الصلاة على الميت إنما في الدعاء .
والثاني : عن المعاصي . والصلاة أي : عند المصائب ، كما قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : إنها الاستعانة بالصلاة عند المصائب . فكان إذا دهمه أمر صلى . قال علي : الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد .
والضمير في قوله : وإنها لكبيرة [البقرة : 45] إما عائد إلى الصلاة أو إن فعلتم ذلك ، والخاشعون : المؤمنون حقا . والخشوع : التواضع ، والمؤمن حقا متواضع .
وإنما كان الصبر عند الصدمة الأولى ; لأنها أعظم حرارة وأشد مضاضة ، يريد أن الصبر المحمود عليه صاحبه ما كان عند مفاجأة المصيبة ; لأنه يسلو على مر الأيام ، فيصير الصبر طبعا ، وقد قال بعض الحكماء : لا يؤجر الإنسان على مصيبة في نفس أو مال لأجل ذاتها ، فإن ذلك طبع لا صنع له فيه ، وقد يصيب الكافر مثله فيصبر ، وإنما يؤجر على قدر نيته واحتسابه . فإن قلت : قد علمت أن العبد منهي عن الهجر ، وتسخط قضاء الرب في كل حال ، فما وجه خصوص نزول النائبة بالصبر في حال حدوثها ؟ قيل : وجه خصوص [ ص: 574 ] ذلك أن في النفس عند هجوم الحادثة محركا على الجزع ، ليس في غيرها مثله ، وبتلك يضعف على ضبط النفس فيها كثير من الناس ، بل يصير كل جازع بعد ذلك إلى السلو ونسيان المصيبة ، والأخذ بقهر الصابر نفسه وغلبته هواها عند صدمته ; إيثارا لأمر الله على هوى نفسه ، ومنجزا لموعوده . بل السالي عن مصابه لا يستحق اسم الصبر على الحقيقة ; لأنه آثر السلو على الجزع واختاره ، وإنما الصابر على الحقيقة من صبر نفسه ، وحبسها عن شهوتها ، وقهرها عن الحزن والجزع والبكاء الذي فيه راحة النفس وإطفاء لنار الحزن ، فإذا قابل سورة الحزن وهجومه بالصبر الجميل ، واسترجع عند ذلك ، وأشعر نفسه أنه لله ملك ، لا خروج له عن قضائه ، وإليه راجع بعد الموت ، ويلقي حزنه بذلك ، انقمعت نفسه ، وذلت على الحق ، فاستحقت جزيل الأجر .