أحدها : قوله : ( "إذا وضعت " ) الظاهر أن المراد : وضعها على أعناقهم ، ويحتمل أن يريد الوضع على السرير ، وسئل في "المدونة " : من أي جوانب السرير أحمل ، وبأيها أبدأ ؟ فقال : ليس فيه شيء مؤقت ، ورأيته يرى الذي يذكر الناس تبدأ باليمين بدعة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : حمل الأربع هي السنة ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب وابن [ ص: 596 ] حبيب . واختلف في صفة الحمل فقال nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب : يبدأ بالمقدم الأيمن من الجانب الأيمن ، ثم المؤخر -يريد الأيمن- ثم المقدم الأيسر ، ثم يختم بالمؤخر الأيسر . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب : يبدأ بيمين الميت -وهو يسار السرير المقدم- ثم الرجل اليمنى من الميت ، ثم الرجل اليسرى ، ثم يختم بالمقدم الأيمن وهو يسار الميت .
ثانيها : قوله : ( "فإن كانت صالحة قالت : قدموني " ) . وذلك أن تأخيرها لا فائدة فيه ، وفي تعجيلها ستر لها ، ومبادرة لغيرها .
وقوله : (وإن كانت غير صالحة قالت : يا ويلها " ) وفي الرواية الأخرى : "قالت لأهلها يا ويلها " . وهي كلمة تقولها العرب عند الشر تقع فيه ، وتقول ذلك لغيره ، وويحك ، وويك وويل ومعناهن واحد . وقيل : الويل : واد في جهنم . والمتكلم بذلك الروح ، ويجوز أن يرده الله تعالى إليه ، فإنما يسمع الروح من هو مثله ويجانسه ، وهم الملائكة والجن .
ومعنى ( "صعق " ) : مات . والمراد : يسمعها كل شيء مميز ، وهم الملائكة والجن ، وإن روي أن البهائم تسمعها . وقد بين - عليه السلام - المعنى الذي من أجله منع الإنسان أن يسمعها ، وهو أنه كان يصعق لو سمعها ، فأراد الله تعالى الإبقاء على عباده ، والرفق بهم في الدنيا لتعمر ، ويقع فيها البلوى والاختبار .