أما حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فقد سلف في أوائل الجنائز. لكن بلفظ آخر كما أوضحناه هناك في باب: من مات له ولد فاحتسبه ، وعزاه المزي في "أطرافه" إلى nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بلفظ ليس هو هنا، ولا في ذاك الموضع، فليحمل على المعنى، وهذا لفظه: حديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=651292 "ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد .. " الحديث. أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في [ ص: 167 ] الجنائز ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء أخرجه .
إذا عرفت ذلك فالكلام عليه من أوجه:
أحدها:
الثلاثة داخلة في حيز الكثرة، وقد يصاب المؤمن فيكون في إيمانه من القوة ما يصبر للمصيبة، ولا يصبر لتردادها عليه، فلذلك صار من تكررت عليه المصائب صبره أولى بجزيل الثواب، والولد من أجل ما يسر به الإنسان، لقد يرضى أن يفديه بنفسه، هذا هو المعهود في الناس والبهائم، فلذلك قصد الشارع إلى إعلاء المصائب والحض على الصبر عليها، وقد روي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=707704 "لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم إلا كانوا له جنة من النار" ومعنى الحسبة: الصبر لما ينزل به، والاستسلام لقضاء الله عليه، فإذا طابت نفسه على الرضا عن الله في فعله استكمل جزيل الأجر.
وقد جاء أنه ليس شيء من الأعمال يبلغ مبلغ الرضا عن الله في جميع النوازل، وهذا معنى قوله تعالى: رضي الله عنهم ورضوا عنه [المائدة: 119] يريد: رضي أعمالهم، ورضوا عنه بما أجرى عليهم من قضائه وما أجزل لهم من عطائه.
ثانيها:
معنى: "لم يبلغوا الحنث": لم يبلغوا أن تجري عليهم الأقلام [ ص: 168 ] بالأعمال، والحنث: الذنب العظيم.
ثالثها:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس دال قاطع أن أولاد المسلمين في الجنة لا بد، لا يجوز أن يرحم الله الآباء من أجل من ليس بمرحوم، ويشهد لصحة هذا قوله في ابنه إبراهيم: "إن له مرضعا في الجنة" وعلى هذا القول جمهور علماء المسلمين أن أطفال المسلمين في الجنة، إلا المجبرة فإنهم عندهم في المشيئة، وهو قول مهجور مردود بإجماع الحجة، ذكر للتنبيه على وهمه وغلطه .
رابعها:
بوب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على أولاد المسلمين، ولم يذكر حديثا فيهم، وأجيب بأنه إذا رحم الآباء بهم فالأبناء أولى، وحديث إبراهيم يرده، وهو ظاهر في التبويب.