1328 1392 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير بن عبد الحميد، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15721حصين بن عبد الرحمن، عن nindex.php?page=showalam&ids=16723عمرو بن ميمون الأودي قال: رأيت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: يا nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر، اذهب إلى أم المؤمنين nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها فقل: يقرأ nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب عليك السلام، ثم سلها أن أدفن مع صاحبي. قالت: كنت أريده لنفسي، فلأوثرنه اليوم على نفسي. فلما أقبل قال له: ما لديك؟ قال: أذنت لك يا أمير المؤمنين. قال ما: كان شيء أهم إلي من ذلك المضجع، فإذا قبضت فاحملوني، ثم سلموا ثم قل: يستأذن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب. فإن أذنت لي فادفنوني، وإلا فردوني إلى مقابر المسلمين، إني لا أعلم أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض، فمن استخلفوا بعدي فهو الخليفة، فاسمعوا له وأطيعوا. فسمى عثمان nindex.php?page=showalam&ids=8وعليا وطلحة nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص، وولج عليه شاب من الأنصار فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله، كان لك من القدم في الإسلام ما قد علمت، ثم استخلفت فعدلت، ثم الشهادة بعد هذا كله. فقال: ليتني يا ابن أخي، وذلك كفافا لا علي ولا لي، أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين خيرا، أن يعرف لهم حقهم، وأن يحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيرا الذين تبوءوا الدار والإيمان أن يقبل من محسنهم، ويعفى عن مسيئهم، وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم. [3052، 3162، 3700، 4888، 7207 - فتح: 3 \ 256]
وعن هلال الراوي عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة قال: كناني nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير ولم يولد لي.
وحديث سفيان التمار: أنه رأى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - مسنما.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، لما سقط عليهم الحائط في زمان الوليد أخذنا في بنائه، فبدت لهم قدم. ففزعوا، وظنوا أنها قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما وجدوا أحدا يعلم ذلك، حتى قال لهم nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة: لا والله ما هي قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ما هي إلا قدم nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه -.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة، عن أبيه، أن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أوصت nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير لا تدفني معهم، وادفني مع صواحبي بالبقيع، لا أزكى به أبدا.
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أنه قال لابنه عبد الله: اذهب إلى nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة فقل: يقرأ nindex.php?page=showalam&ids=2عمر عليك السلام .. الحديث في دفنه مع صاحبيه.
الشرح:
غرض nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في هذا الباب، أن يبين فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بما لا يشاركهما فيه أحد، وذلك أنهما كانا وزيريه في حال حياته، وصارا ضجيعيه بعد مماته، فضيلة خصهما الله بها، وكرامة حباهما بها لم تحصل لأحد، ألا ترى وصية nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة إلى nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير أن لا يدفنها معهم خشية أن تزكى بذلك، وهذا من تواضعها، وإقرارها بالحق لأهله، وإيثارها به على نفسها من هو أفضل منها، ولم تر أن تزكى بدفنها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورأت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لذلك أهلا، فمجاورتهما ملحده لا يشبهه فضل، وأيضا لقرب طينتهما من طينته.
[ ص: 190 ] ففي حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجنازة عند قبر فقال: "قبر من هذا؟ " فقال: فلان الحبشي. فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا إله إلا الله، سيق من أرضه وسمائه إلى تربته التي منها خلق". قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : صحيح الإسناد ، وله شواهد أكثرها صحيحة. وإنما استأذنها nindex.php?page=showalam&ids=2عمر في ذلك ورغب إليها فيه; لأن الموضع كان بيتها، ولها فيه حق، ولها أن تؤثر به نفسها لذلك، فآثرت به nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، وقد كانت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رأت رؤيا دلتها على ما فعلت، حين رأت ثلاثة أقمار سقطن في حجرها، فقصتها على والدها لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ودفن في بيتها. فقال لها أبو بكر: هذا أول أقمارك وهو خيرها .
وقول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: (إذا قبضت فاحملوني، ثم قل: يستأذن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر). فيه من الفقه: أن من وعد بعدة أنه يجوز له الرجوع فيها، ولا يقضى عليه بالوفاء بها; لأن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لو علم أن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة لا يجوز لها أن ترجع في عدتها ما قال ذلك، وسيأتي بسط ذلك في الهبة إن شاء الله.
[ ص: 191 ] وفيه: أن من بعث رسولا في حاجة مهمة، له أن يسأل الرسول قبل وصوله إليه، وقبل أدائه الرسالة عليه، ولا يعد ذلك من قلة الصبر، ولا يذم فاعله، بل هو من الحرص على الخير; لقوله لابنه وهو مقبل: ما لديك؟ وفيه: أن الخليفة مباح له أن لا يستخلف على المسلمين غيره، اقتداء بالشارع صريحا، وأن للإمام أن يترك الأمر شورى بين الأمة، إذا علم أن في الناس بعده من يحسن الاختيار للأمة.
وفيه: أن المدح في الوجه بالحق لا يذم المادح به; لأن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لم ينه الأنصاري حين ذكر فضائله، فبان بهذا أن المدح في الوجه المنهي عنه، إنما هو المدح بالباطل.
وقوله: (لا أعلم أحدا أحق بهذا من هؤلاء النفر) إنما لم يذكر أبا عبيدة; لأنه كان قد مات، وسعيد بن زيد كان غائبا. وقال بعضهم: لم يذكره; لأنه كان قريبه وصهره، ففعل كما فعل مع nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر.
وفيه: أن الرجل الفاضل ينبغي له أن يخاف على نفسه، ولا يثق بعمله، ويكون الغالب عليه الخشية، ويصغر نفسه; لقوله: (ليتني يا ابن أخي وذلك كفافا) وقد سئلت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة عن قوله تعالى: والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة [المؤمنون: 60]، فقالت: هم الذين يعملون الأعمال الصالحة، ويخافون أن لا تتقبل منهم . وعلى هذا مضى خيار السلف، كانوا من عبادة ربهم بالغاية القصوى ويعدون أنفسهم [ ص: 192 ] في الغاية السفلى; خوفا على أنفسهم، ويستقلون لربهم ما يستكثره أهل الاغترار.
وقد ثبت عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، أنه تناول تبنة من الأرض وقال: يا ليتني هذه التبنة، يا ليتني لم أك شيئا، يا ليت أمي لم تلدني، يا ليتني كنت نسيا منسيا، وقال: لو كانت لي الدنيا لافتديت بها من النار ولم أرها .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : قال الصديق وددت أني خضرة أكلتني الدواب .
وقالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة عند موتها: وددت أني كنت نسيا منسيا . وقال أبو عبيدة: وددت أني كبش فيذبحني أهلي، فيأكلون لحمي ويحتسون مرقي. وقال nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين: وددت أني رماد على أكمة نسفتني الرياح في يوم عاصف . ذكره أجمع nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري، ويأتي إن شاء الله تعالى في الزهد في باب الخوف من الله، زيادة فيه.
وفيه: أن الرجل الفاضل والعالم ينبغي له نصح الخليفة، وأن يوصيه بالعدل وحسن السيرة في من ولاه الله رقابهم من الأمة، وأن يحضه على مراعاة أمور المسلمين، وتفقد أحوالهم، وأن يعرف الحق لأهله.
وفيه: أن الرجل الفاضل ينبغي له أن تقال عثرته، ويتجاوز عنه; [ ص: 193 ] لقوله في الأنصار: (أن يعفى عن مسيئهم)، فيما لم يكن لله فيه حد، ولا للمسلمين حق. ويشبه ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: nindex.php?page=hadith&LINKID=2002021 "أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم" فسره أهل العلم أن ذوي الهيئات أهل الصلاح والفضل، الذين يكون من أحدهم الزلة والفلتة في سب رجل من غير حد مما يجب في مثله الأدب، فيتجاوز له عن ذلك; لفضله، ولأن مثل ذلك لم يعهد منه .
وفي استبطاء الشارع يوم nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة من الفقه: أنه يجوز للفاضل الميل في المحبة إلى بعض أهله أكثر من بعض، وأنه لا إثم عليه في ذلك، إذا عدل بينهن في النفقة والقسمة، وقد بينت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة العلة في البناء على قبره وتحظيره، وذلك خشية أن يتخذ مسجدا.
وقول سفيان: إنه رأى قبره - صلى الله عليه وسلم - مسنما، قد روي ذلك عن غيره، قال nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي : أخبرني من رأى قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه مسنمة ناشزة من الأرض، عليها مرمر أبيض. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : رأيت قبور شهداء أحد مسنمة، وكذا فعل بقبر nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس .
[ ص: 194 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث: حدثني nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد بن أبي حبيب أنه يستحب أن تسنم القبور ولا ترفع ولا يكون عليه تراب كثير، وهو قول الكوفيين nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد، واختاره جماعة من أصحابنا، ومنهم المزني، أن القبور تسنم; لأنه أمنع من الجلوس عليها، واحتجوا بما سلف .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب nindex.php?page=showalam&ids=13055وابن حبيب : أحب إلي أن يسنم القبر، وإن رفع فلا بأس . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس: كان يعجبهم أن يرفع القبر شيئا حتى يعلم أنه قبر.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : تسطح القبور ولا تبنى ولا ترفع، تكون على وجه الأرض نحوا من شبر. قال: وبلغنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سطح قبر ابنه إبراهيم، وأن مقبرة المهاجرين والأنصار مسطحة قبورهم .
وقال أبو مجلز: تسوية القبور من السنة ، واحتج أيضا بحديث nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=674726رأيت قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه، لا مشرفة ولا لاطئة، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء. رواه أبو داود، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : صحيح الإسناد. وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقدما، وأبا بكر رأسه بين كتفي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعمر رأسه عن رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - . وأجابوا عن خبر سفيان التمار، بأنه أولا كان مسطحا، [ ص: 195 ] كما قال القاسم، ثم لما سقط الجدار في زمن nindex.php?page=showalam&ids=15490الوليد بن عبد الملك -وقيل: nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز- جعل مسنما. قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : حديث nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم أصح وأولى أن يكون محفوظا ، وأما قول علي - رضي الله عنه -: nindex.php?page=hadith&LINKID=674724أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أدع قبرا مشرفا إلا سويته. أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، فالمراد بالتسوية: التسطيح، جمعا بين الأحاديث.
وما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في (أقبرت)، هو بالألف وهو كذلك في اللغة.
وفي رواية أبي الحسن بحذفها، وما ذكره في تفسير كفاتا [المرسلات: 25] فهو ما ذكره أهل اللغة، نص عليه الفراء وغيره .
وقال ابن التين: هو قول nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . وقال مجاهد: تكفت إذا هم أحياء ويقبرون فيها . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : عندي أن الكفات في الآية مصدر من كفت .
ومعنى (لتعذر)، في حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، هو كالتمنع والتعسر، ولأبي الحسن بالقاف. قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : معناه: يسأل عن قدر ما بقي إلى يومها; ليهون عليه بعض ما يجد; لأن المريض يجد عند بعض أهله ما لا يجده عند غيره من الأنس والسكون.
والسحر -بفتح السين والحاء، وبإسكانها، وبضم السين وإسكان الحاء- ما التزم بالحلقوم والمريء من أعلى البطن. والسحر أيضا: الرئة، والجمع سحور، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده .
[ ص: 196 ] وفي "غريب ابن قتيبة ": بلغني عن ابن عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير أنه قال: إنما هو شجري -بالشين والجيم-، فسئل عن ذلك فشبك بين أصابعه، وقدمها من صدره، كأنه يضم شيئا إليه، أراد أنه قبض، وقد ضمته بيديها إلى نحرها وصدرها .
والشجر: التشبيك، وفي "المخصص": الشجر: طرف اللحيين.
وقولها: (ودفن في بيتي) نسبت البيت إليها لقوله تعالى: وقرن في بيوتكن [الأحزاب: 33]; لأن البيوت كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا كله من فضلها، وكان هذا الكلام خرج منها في موطن هضمت فيه من حقها لو سئلت فأتت بالحديث على وجهه.
و (هلال) المذكور في حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة هو ابن أبي حميد ويقال: ابن حميد، وفي nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ابن مقلاص الجهني . وقيل: ابن عبد الله، وقيل: ابن عبد الرحمن، يكنى أبا عمرو، ويقال: أبو أمية، ويقال: أبو الحمراء، الوزان الصيرفي.
وقوله: (كناني عروة بن الزبير ولم يولد لي) فعله تبجيلا وتفاؤلا، وقد كنى الشارع nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بابن أختها nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير.
وأثر سفيان التمار من أفراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، زاد nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة : وقبر أبي [ ص: 197 ] بكر وعمر مسنمين . وكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم عن سفيان بن دينار التمار قال: دخلت ... فذكره، وفي "تاريخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ": سفيان بن زياد ويقال: ابن دينار التمار العصفري، وفرق بعضهم بين ابن زياد، وابن دينار، كما ذكره الباجي وزعم أنه هو المذكور عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الصحيح.
وقال بعضهم: ابن عبد الملك. ووقع في ابن التين: حذيفة التمار في موضعين، وهو سهو، وكأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أراد بهذا الأثر بيان مذهبه في ذلك، أو أراد مخالفة حديث علي السالف.
وفي "أخبار المدينة" لابن النجار الحافظ، أن قبره - صلى الله عليه وسلم - وقبر صاحبيه في صفة بيت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة . قال: وفي البيت موضع قبر في السهوة الشرقية.
وعن عمرة، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت: رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يلي الغرب، [ ص: 198 ] ورأس أبي بكر عند رجليه، وعمر خلف ظهره. وعن nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع بن أبي نعيم: قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمامهما إلى القبلة مقدما، ثم قبر أبي بكر حذاء منكبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقبر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر حذاء منكبي أبي بكر.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16920محمد بن المنكدر قال: قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - هكذا وأبو بكر خلفه، وقبر عمر عند رجلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال ابن عقيل: قبر أبي بكر عند رجليه - صلى الله عليه وسلم -، وقبر عمر عند رجلي أبي بكر.
وقال ابن التين: يقال: إن أبا بكر خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد جاوز ملحده ملحد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورأس nindex.php?page=showalam&ids=2عمر عند رجلي أبي بكر قد (جازت) رجلاه رجلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقد ذكر في صفة قبورهم أقوال:
فالأكثر - وقيل: هكذا - وقيل: هكذا النبي - النبي - النبي أبو بكر - أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر- - nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وقوله: (عن هشام، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ) ذكر خلف وأبو نعيم الحافظ أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري رواه عن فروة، كالحديث قبله في سقط الجدار، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في الاعتصام مسندا عن عبيد بن إسماعيل، عن nindex.php?page=showalam&ids=11804أبي أسامة، عن هشام. بزيادة: وعن هشام، عن أبيه: أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أرسل إلى nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، ائذني لي أن أدفن مع صاحبي ، وفي "الإكليل" عن وردان، وهو الذي بنى بيت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة لما سقط شقه الشرقي أيام [ ص: 199 ] nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز: وأن القدمين لما بدتا، قال nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله: أيها الأمير هذان قدما جدي وجدك nindex.php?page=showalam&ids=2عمر. فتحصلنا على قولين:
أحدهما: أن قائل ذلك nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة، وذا في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
ثانيهما: أنه سالم، وذا هنا.
وقال أبو الفرج الأموي في "تاريخه": وردان هذا أبو امرأة أشعب الطامع. وفي "الطبقات" قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : قسم بيت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ثلثين، قسم فيه القبر، وقسم كان يكون فيه nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، وبينهما حائط فكانت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ربما دخلت جنب القبر فضلا، فلما دفن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لم تدخله إلا وهي جامعة عليها ثيابها.
قال nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار، وعبيد الله بن أبي يزيد: لم يكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بيت النبي حائط، فكان أول من بنى عليه جدارا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب . قال عبيد الله: كان جداره قصيرا، ثم بناه عبد الله ابن الزبير، وزاد فيه .
(وقال ابن النجار) : سقط جدار الحجرة بما يلي موضع الجنائز، في زمان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، فظهرت القبور، فما رئي باكيا أكثر من يومئذ. فأمر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بقباطي يستر بها الموضع، وأمر ابن وردان أن يكشف عن الأساس، فلما بدت القدمان قام nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فزعا فقال له عبيد الله بن عبد الله بن عمر -وكان حاضرا- أيها الأمير لا ترع، فهما قدما جدك nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، ضاق البيت عنه، فحفر له في الأساس. فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: يا ابن وردان، غط ما رأيت. ففعل.
[ ص: 200 ] وفي رواية أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أمر أبا حفصة مولى عائشة وناسا معه، فبنوا الجدار وجعلوا فيه كوة، فلما فرغوا منه ورفعوه دخل مزاحم مولى عمر، فقم ما سقط على القبر من التراب، وبنى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر على الحجرة حاجزا في سقف المسجد إلى الأرض، وصارت الحجرة في وسطه، وهو على دورانها، فلما ولي المتوكل آزرها بالرخام من حولها، فلما كان في خلافة المقتفي بعد الخمسمائة. جدد التأزير، وجعل قامة وبسطة، وعمل لها شباك من الصندل والأبنوس وأداره حولها مما يلي السقف. ثم إن الحسن بن أبي الهيجاء صهر الصالح وزير المصريين، عمل لها ستارة من الديبقي الأبيض، مرقومة بالإبريسم الأصفر والأحمر، ثم جاءت من المستضيء بأمر الله ستارة من الإبريسم البنفسجي، وعلى دوران جاماتها مرقوم الخلفاء الأربعة، ثم سلت تلك ونفذت إلى مشهد nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب وعلقت هذه، ثم إن الناصر لدين الله نفذ ستارة من الإبريسم الأسود وطرزها، وجاماتها أبيض، فعلقت فوق تلك، ثم لما حجت الجهة الخليفية عملت ستارة على شكل المذكورة، ونفذتها، فعلقت.
وقول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : (لا تدفني معهم) ذاك كما قال ابن التين، على أنه بقي في البيت موضع ليس فيه أحد. ويعارضه قولها لما طلب منها أن يدفن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر معهما: أردته لنفسي; لأن ظاهره أن البيت ليس فيه غير موضع nindex.php?page=showalam&ids=2عمر. وقيل: كان ظنا من nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة .
وفي "التكملة" لابن الأبار من حديث محمد بن عبد الله العمري، ثنا سعيد بن طلحة من ولد أبي بكر، عن أبيه، عن جده، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -، إني لا أراني إلا سأكون بعدك، فتأذن لي أن أدفن إلى جانبك؟ قال: "وأنى لك ذلك الموضع، ما فيه إلا قبري، وقبر أبي بكر [ ص: 201 ] وعمر، وقبر عيسى ابن مريم" .
وقولها: (ادفني مع صواحبي بالبقيع، لا أزكى به أبدا) إنما ذلك لئلا يقول الناس: زكت بهم، فتنجو بالدفن معهم، وشبه هذا من القول، وقيل: فعلته تواضعا لله; ليرحمها.
واستئذان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ; لأن الرب جل جلاله نسب تلك البيوت إلى أزواجه، وهمه أن لا يكون ينال ذلك خوفا أن يكون قصر به عن اللحاق بهم، لتقصير كان منه، وهذه صفة المؤمن قال تعالى: يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة [المؤمنون: 60].
وقوله: (لا أعلم أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر) يعني: إنه إن أخذ بالأفضل كان أولى، ليس أنه لا يجوز غيره.
ففيه: دلالة على جواز ولاية الفاضل على أفضل منه، حين جعل إليهم أن يولوا من شاءوا منهم. وقال: إن أصابت الخلافة سعدا فذاك، وإلا فليستعن به الخليفة، وبعضهم أفضل من بعض، ولو لم يجز ذلك لزمه أن يستخلف أفضلهم، وأنه لو لم يفعل لم يجز أن يجعل إليهم أن يولوا من شاءوا منهم، ويدل على جواز ذلك قول أبي بكر: قد رضيت لكم أحد صاحبي هذين. يعني: nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وأبا عبيدة، وقول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لأبي عبيدة: امدد يدك أبايعك .
وبيعة سعد وسعيد nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر، معاوية، وهم أفضل منه، وتسليم [ ص: 202 ] الحسن الأمر إليه، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" .
وبيعة سائر الصحابة nindex.php?page=showalam&ids=33لمعاوية بحضرة بقية أهل بدر من قريش، ومن أنفق من قبل الفتح وقاتل. وبيعة nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ليزيد، وقوله لبنيه: لئن نكث أحدكم بيعته إلا كانت الفيصل بيني وبينه ، وبيعته لعبد الملك. وأما قوله حين قال معاوية: من أحق بهذا الأمر منا؟ أنه هم أن يقول له أحق بذلك من أدخلك فيه كرها . يريد لو كان الفضل لكان ثم من هو أفضل منه، وبعضهم لا يرى أن يلي أحد بحضرة من هو أفضل منه، والأول أصح; لما فيه من الطعن على من سلف.
وفيه: التعزية لمن يحضره الموت، بما يذكر من صالح عمله، والمهاجرون الأولون الذين صلوا إلى القبلتين وأنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا.
وقوله: تبوءوا الدار . يعني: المدينة، قدمها عمرو بن عامر حين رأى بسد مأرب ما دله على فساده، فاتخذ المدينة وطنا، لما أراد الله من كرامة الأنصار لنصرة نبيه وبالإسلام.
وقوله: والإيمان . قال nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد بن الحسن: الإيمان: اسم من أسماء المدينة ، فإن لم يكن كذلك فيحتمل أن يريد: تبوءوا الدار، وأجابوا [ ص: 203 ] إلى الإيمان من قبل أن يهاجروا إليهم.
وقوله: (يقبل من محسنهم) يقول: يفعل بهم من التلطف والبر ما كان يفعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - والخليفتان بعده.
وقوله: (ويعفى عن مسيئهم) يعني: ما دون الحدود وحقوق الناس.
وقيل: لأهل المدينة ذمة العهد الذي له، قال تعالى: لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة [التوبة: 90] فالإل: الله. وقيل: القرابة. وقيل: العهد، والذمة: العهد.