هذا الحديث يأتي في تفسير سورة الشعراء ، وسورة تبت ، وفيه: (وقد تب) هكذا قرأها nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش. قال nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي : هذا الحديث مرسل; لأن هذه الآية الكريمة نزلت بمكة، وكان nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس إذ ذاك صغيرا. قلت: بل قيل: إنه معدوم إذ ذاك.
nindex.php?page=showalam&ids=16935وللطبري، عن nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب، عن ابن زيد قال: قال أبو لهب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ماذا أعطى يا محمد إن آمنت بك؟ قال: "كما يعطى المسلمون" قال: فما لي عليهم فضل! تبا لهذا الدين. أأكون أنا وهؤلاء سواء؟ فنزلت تبت قال: خسرت يداه . واليدان هنا: العمل. ألا تراه يقول: بما عملت أيديهم.
وفي تفسير nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس نحوه، فنزلت: تبت يدا أبي لهب وتب أي صفرت يداه.
[ ص: 207 ] وقال صاحب "الأفعال": تب: ضعف وخسر. وتب: هلك. وفي القرآن: وما كيد فرعون إلا في تباب [غافر: 37] وتب الإنسان: شاخ.
وقوله في قراءة nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش: (وقد تب) هو خبر بخلاف الأول، فإنه دعاء. وقوله: وتب ليس بتكرير لما قلناه. وقوله: ما أغنى عنه ماله يحتمل أن يكون نفيا أو استفهاما. قال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: وما كسب : ولده . وقيل: يبعد أن تكون ما لمن يعقل; لأنه لا يقال: كسب ولدا: ولكن يكون المعنى: وما كسب من ذا وغيره.
أما فقه الباب: فذكر شرار الموتى من أهل الشرك خاصة جائز; لأنه لا شك في أنهم مخلدون في النار، فذكر شرارهم أيسر من حالهم التي صاروا إليها، مع أن في الإعلان بقبيح أفعالهم تقبيحا لأحوالهم وذما لهم; لينتهي الأحياء عن مثل أفعالهم ويحذروها. واعترض على nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في تخريجه لهذا الحديث في هذا الباب، وإن كان تبويبه له يدل على أنه أراد به العموم في شرار المؤمنين والكافرين. وحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : مر بجنازة فأثنوا عليها شرا، واف به. فترك الشارع نهيهم عن ثناء الشر، ثم أخبر أنه بذلك الثناء وجبت النار، وقال: "أنتم شهداء الله في الأرض" فدل ذلك أن للناس أن يذكروا الميت بما فيه من شر إذا كان شره مشهورا، وكان ممن لا غيبة فيه; لشهرة شره. وسلف في باب ثناء الناس على الميت الكلام في الجمع بين هذا الحديث وبين الحديث في الباب قبله.
وقال ابن المنير: يحتمل أن يريد الخصوص، فطابقت الآية [ ص: 208 ] الترجمة، أو يريد العموم قياسا للمسلم المجاهر بالشر على الكافر; لأن المسلم الفاسق لا غيبة له. وقد حمل بعضهم -يعني: nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال - على nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، وظن به النسيان لحديث الجنازة. والظاهر أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري جرى على عادته في الاستنباط الخفي والإحالة في الظاهر الجلي على سبق الأفهام إليه. على أن الآية الكريمة مرتبة، وهي تسمية المذموم، وتغييب الغيبة، وخصوصا في الكتاب العزيز .
واختلف في أبي لهب. هل هو لقب له أو كنية. فالذي عند nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق في آخرين أن عبد المطلب لقبه بذلك لحمرة خديه وتوقدها كالجمر.
وللحاكم -وقال: صحيح الإسناد- أنه - صلى الله عليه وسلم - قال للهب بن أبي لهب، واسمه عبد العزى: "أكلك كلب الله" فأكله الأسد ، وهو دال على أنه كني بابنه.