وفي قوله: ("ولو بشق تمرة") حض على القليل من الصدقة، وهو بكسر الشين. أي: نصفها.
وقوله: ("فإن لم يجد فبكلمة طيبة") حض أيضا على أن لا يحقر شيئا من المعروف قولا وفعلا وإن قل، فالكلمة الطيبة يتقي بها النار، كما أن الكلمة الخبيثة يستوجبها بها.
وقوله: "ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به" أي: يحطن به "من قلة الرجال وكثرة النساء" فهذا والله أعلم يكون عند ظهور الفتن وكثرة القتل في الناس.
[ ص: 276 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : ليس لهن قيم غيره. وهذا يحتمل أن يكن نساءه وجواريه وذوات محارمه وقراباته، وهذا كله من أشراط الساعة، ففيه الإعلام بما يكون بعده، وكثرة المال حتى لا يجد من يقبله، وأن ذلك بعد قتل عيسى - عليه السلام - الدجال والكفار، فلم يبق بأرض الإسلام كافر، وتنزل إذ ذاك بركات السماء إلى الأرض، والناس إذ ذاك قليلون لا يدخرون شيئا; لعلمهم بقرب الساعة، وتري الأرض إذ ذاك بركاتها حتى تشبع الرمانة السكن -وهم أهل البيت- وتلقي الأرض أفلاذ كبدها -وهو ما دفنته ملوك العجم، كسرى وغيره- ويكثر المال حتى لا يتنافس فيه الناس.
وقوله: ("حتى يهم رب المال من يقبل صدقته") هو بضم الياء وكسر الهاء، هذا هو المشهور، وقيل: بفتح الياء وضم الهاء ورفع "رب المال" وتقديره: يهمه من يقبل صدقته. أي يقصده. وقال صاحب "العين": أهمني الأمر مثل: غمني، وهمني هما: آذاني .
[ ص: 277 ] وقوله: ("بغير خفير") أي: مجير. الخفير: المجير. والخفارة: الذمة. والخفير: من يصحب القوم; لئلا يعرض لهم أحد، واشتقاقه من الخفر، يصحبهم فلا تخفر ذمته.
وقوله: ("لا أرب لي فيه"): لا حاجة.
وفيه أنهم كانوا يشكون إلى الشارع من عيلة وقطع طريق وغيره; لما يرجون عنده من الفرج. والعيلة: الفقر.
وقوله: ("فلا يرى إلا النار") يقال: أي يؤتى بها يوم القيامة تقاد بسبعين ألف زمام فتقرب من الناس ، فحينئذ يقول الرسل: رب سلم سلم . فاجتهدوا فيما يقيكم منها، ولا تحقروا شيئا من المعروف ولو شق تمرة .