وحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة في التمرة.
الشرح:
معنى وتثبيتا [البقرة: 265]: تصديقا ويقينا. قاله nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي . وهو حث أي: على إنفاقها في الطاعة، ووعد الله على ذلك بالإثابة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : احتسابا . وكان الحسن إذا أراد أن ينفق تثبت فإن كان لله أمضى وإلا أمسك .
والجنة: البستان. والربوة: الأرض المرتفعة المستوية. كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، أضعفت في ثمرها، وهو مثل ضربه الله لفضل المؤمن، يقول: ليس لخيره خلف، كما أنه ليس لخير الجنة خلف على أي حال، أصابها مطر شديد أو طل.
[ ص: 280 ] وقوله: أيود أحدكم [البقرة: 266] هو ضرب مثل للعمل كان طائعا فعصى فاحترقت أعماله، كما قاله عمر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، فتبطل أحوج ما كانوا إليها، كمثل رجل كانت له جنة وكنز، وله أطفال لا ينفعونه، فأصاب الجنة إعصار ريح عاصف كالزوبعة، فيها سموم شديد فاحترقت.
وحديث أبي مسعود، أخرجه في التفسير من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16769غندر عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، وفيه هنا: بصاع . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث جماعة عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة .
ومعنى (نحامل): نحمل للغير بالأجرة لنتصدق بها، ونحامل وزنه نفاعل، والمفاعلة لا تكون إلا من اثنين غالبا كالمبايعة والمعاملة، ألا ترى أنه حين نزلت: يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا [المجادلة: 12] شق عليهم العمل بها، فنسخت عنهم بقوله: فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم [المجادلة: 13] وقال علي: لم يعمل بها غيري لا قبلي ولا أحد بعدي، كان لي دينار فصرفته، فكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت بدرهم حتى نفذ ثم نسخت. ولما ذكر شيخنا علاء الدين في "شرحه": (نحامل)، نقل عن nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده أنه قال: تحامل في الأمر وتكلفه على مشقة وإعياء، وتحامل عليه: كلفه ما لا يطيق; وهذا ليس من معنى مادة ما نحن فيه.
وقوله: (فتصدق بشيء كثير) هو nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف، تصدق بنصف ماله، وكان ماله ثمانية آلاف دينار. ذكره ابن التين، فقالوا:
[ ص: 281 ] مرائي. وسيأتي في التفسير: أربعة آلاف درهم. أو: أربعمائة دينار. وفي "أسباب النزول" nindex.php?page=showalam&ids=15466للواحدي أنه - صلى الله عليه وسلم - حث على الصدقة، فجاء nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم، شطر ماله يومئذ، وتصدق يومئذ عاصم بن عدي بن عجلان بمائة وسق تمر، وجاء أبو عقيل بصاع من تمر، فلمزهم المنافقون ، فنزلت هذه الآية .
وقوله: (وجاء رجل فتصدق بصاع) وفي أخرى سلفت: بنصف صاع. وفي أخرى: بنصف صبرة تمر. هو أبو عقيل كما جاء في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في موضع آخر ، وفي "صحيح مسلم" في قصة nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك . وقوله - صلى الله عليه وسلم -: nindex.php?page=hadith&LINKID=706767 "كن أبا خيثمة" فإذا هو أبو خيثمة- يعني: عبد الرحمن بن نيحاز الأنصاري الذي تصدق بتمر فلمزه المنافقون . وقال السهيلي في "تعريفه": أبو عقيل اسمه حثجاث، أحد بني أنيف. وقيل: الملموز رفاعة بن سهل .
ويلمزون: يعيبون. يقال: لمزه، يلمزه ويلمزه إذا عابه. وكذلك همزه، يهمزه. والجهد والجهد بمعنى واحد عند البصريين. وقال بعض الكوفيين: هو بالفتح: المشقة، وبالضم الطاقة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : بالضم في الفتنة يعني: المشقة. وبالفتح في العمل. وذكر القزاز نحوه قال: الجهد: ما يجهد المؤمن من مرض وغيره. والجهد: شيء قليل يعيش به المقل. والذي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس وغيره مثل قول الكوفيين. واحتج nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس بهذه الآية أي: لا يجدون إلا طاقتهم .
وقال الجوهري : الجهد والجهد: الطاقة ، وقرئ بهما الآية.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة في "تفسيره" الجهد: جهد الإنسان، والجهد في ذات اليد.
وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج يلمزون بكسر الميم وضمها، وقد تقدم. وكانوا عابوا الصحابة في صدقات أتوا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
[ ص: 283 ] يروى أن nindex.php?page=showalam&ids=38ابن عوف أتى بصرة تملأ الكف، وأن أبا عقيل .. الحديث.
ومحل الذين يلمزون [التوبة: 79] نصب بالذم، أو رفع على الذم، أو جر بدلا من الضمير في سرهم ونجواهم [التوبة: 78] والمطوعين: المتطوعين المتبرعين. وزعم أبو إسحاق أن الرواية عن ثعلب بتخفيف الطاء وتشديد الواو. وقال: وهو غير جيد. والصحيح تشديدهما. وأنكر ذلك ثعلب عليه، وقال: إنما هو بالتشديد. وقال التدميري في "شرحه": هم الذين يخرجون إلى الغزو بنفقات أنفسهم من غير استعانة منهم برزق وسلطان وغيرهم. قال: ووزنهم المفعلة من الطوع. يقال: طاع له كذا وكذا أي: أتاه طوعا. ولساني لا يتطوع أي: لا ينقاد. وقد طوعوا يطوعون. وهم المطوعة من ذلك.
وقوله: (إن لبعضهم اليوم لمائة ألف) قال شقيق -أحد رواته- فرأيت أنه يعني نفسه. كذا في "صحيح nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي ". وقوله: مائة ألف. كذا هو في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . وكذا شرحه ابن التين، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال أيضا . وأما شيخنا علاء الدين فكتب بخطه في الأصل: وإن لبعضهم اليوم ثمانية آلاف. ثم قال: وفي "فضل الصدقة" nindex.php?page=showalam&ids=12455لابن أبي الدنيا مائة ألف. فأبعد النجعة، وصحف ما في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فاحذره.
ومعنى (وإن لبعضهم اليوم لمائة ألف) أنهم كانوا يتصدقون بما يجدون، وهؤلاء يكنزون المال، ولا يتصدقون.
وفيه: ما كان عليه السلف من التواضع، والحرص على الخير، واستعمالهم أنفسهم في المهن والخدمة، رغبة منهم في الوقوف عند حدود الله، والاقتداء بكتابه، وكانوا لا يتعلمون شيئا من القرآن [ ص: 284 ] إلا للعمل به، وكانوا يحملون على ظهورهم للناس، ويتصدقون بالثمن لعدم المال عندهم ذلك الوقت. وحديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=651328 "اتقوا النار ولو بشق تمرة" سلف في الباب قبله .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=651328 "افتدوا من النار ولو بشق تمرة" ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بلفظ: "اتقوا" وأخرجه ابن أبي الدنيا في "فضل الصدقة" من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أيضا.