كذا هو ثابت في كل النسخ باب بغير ترجمة، وكذا هو في الشروح، وهو داخل في الباب الأول. وزعم ابن أبي أحد عشر أنه ذكره في باب فضل زينب وسودة. والمشهور أن أسرعهن لحوقا به زينب بنت جحش، وكانت كثيرة الصدقة.
قال محمد بن عمر: هذا الحديث وهل في سودة، وإنما هو في زينب، وهي كانت أول نسائه لحوقا به، وتوفيت في خلافة nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، وبقيت سودة إلى شوال سنة أربع وخمسين بالمدينة في خلافة معاوية .
[ ص: 291 ] وهو المثبت عندنا. وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم على الصواب من حديث طلحة بن يحيى بن طلحة، عن عائشة بنت طلحة، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة خالتها . وذكرت أنها زينب بنت جحش، وسبب طول يدها; أنها كانت تعمل وتتصدق.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : سقط من الحديث ذكر زينب; لأنه لا خلاف بين أهل الأثر والسير أن زينب أول من مات من زوجاته .
قال nindex.php?page=showalam&ids=396عبد الرحمن بن أبزى: صليت مع nindex.php?page=showalam&ids=2عمر على زينب بنت جحش أم المؤمنين .
قلت: فهو إذا غلط من بعض الرواة. والعجب أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لم ينبه عليه ولا من بعده، حتى أن بعضهم فسره بأن لحوق سودة من أعلام النبوة. ويجوز أن يكون خطابه لمن كان حاضرا عنده إذ ذاك من الزوجات، وأن سودة nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة كانتا ثم دون زينب.
وفيه: الإنعام والإفضال، وأن الحكم للمعاني لا للألفاظ، -بخلاف أهل الظاهر- ألا ترى أن أزواجه سبق إليهن أنه أراد طول اليد التي هي الجارحة، فلما لم تتوف سودة التي كانت أطولهن يد الجارحة وتوفيت زينب قبلهن، علمن أنه لم يرد طول العضو وإنما أراد بذلك كثرة [ ص: 292 ] الصدقة; لأن زينب هي التي كانت تحب الصدقة. واليد ها هنا: يدها للعطاء. وهو من مجاز الكلام. ومثله قول اليهود: يد الله مغلولة [المائدة: 64].