هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا كما ترى، وأخرجه في التوحيد عن nindex.php?page=showalam&ids=13941موسى بن إسماعيل، عن nindex.php?page=showalam&ids=16496عبد الواحد، وفي التفسير عن nindex.php?page=showalam&ids=16665عمر بن حفص، عن أبيه، وفي الاعتصام في باب: ما يكره من السؤال وتكلف ما لا يعنيه عن محمد بن عبيد بن ميمون، عن nindex.php?page=showalam&ids=16753عيسى بن يونس، وفي التوحيد أيضا عن يحيى، عن nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الرقاق عن nindex.php?page=showalam&ids=16665عمر بن حفص، عن أبيه، وعن أبي بكر والأشج، عن nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع . وعن (إسحاق)، وابن خشرم، عن عيسى كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة به، وجاء فيه في الاعتصام: لا تسألوه لا يسمعكم ما تكرهون.
ثانيها: في التعريف برواته:
وقد سلف كلهم، خلا شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قيس بن حفص بن القعقاع الدارمي، وعنه أبو زرعة وغيره وهو شيخ لا بأس به، وانفرد به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن باقي الكتب الستة، وليس في مشايخه من اسمه قيس.
[ ص: 639 ] سواه. مات سنة سبع وعشرين ومائتين.
ثالثها: في ألفاظه ومعانيه:
الأولى: (خرب) بالخاء المعجمة المكسورة وفتح الراء وعكسه والباء في آخره. قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : كذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا، ورواه في غير هذا الموضع (حرث) بالحاء المهملة والثاء المثلثة، وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في جميع طرقه وصوبه بعضهم.
الثانية: العسيب: جريد النخل، وهو عود قضبان النخل يكشطون خوصها ويتخذونها عصيا، والمعنى: معتمد على جريدة نخل. وكانوا يكتبون في طرفه العريض منه، ومنه قوله: فجعلت أتتبعه في العسب، يعني: القرآن.
الثالثة: قوله: (لا تسألوه، لا يجيء فيه بشيء تكرهونه)، يجوز فيه النصب على معنى: لا تسألوه إرادة أن لا يجيء فيه، و (لا) زائدة وهذا ماش على مذهب الكوفيين، والجزم على الجواب تقديره: أن لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء، فالأول سبب للثاني، وجوز بعضهم الرفع على القطع.
الرابعة: (الروح) ، يذكر ويؤنث واختلف هل الروح والنفس واحد أم لا؟ والروح جاء في القرآن على معان. قال تعالى: نزل به الروح الأمين [الشعراء: 193] وقال: تنزل الملائكة والروح فيها [القدر: 4].
قيل: وسؤالهم عن روح بني آدم; لأن في التوراة أنه لا يعلمه إلا الله، فقالوا: إن فسرها فليس بنبي; فلذلك لم يجبهم.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض وغيره: اختلف المفسرون في الروح المسئول عنها . فقيل: سألوه عن عيسى فقال لهم: الروح من أمر الله، أي: لا كما تقوله النصارى، وكان nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يكتم تفسيره.
وقال أبو صالح : هو خلق كخلق بني آدم ليسوا ببني آدم لهم أيد وأرجل. وقيل: طائفة من الخلق لا ينزل ملك إلى الأرض إلا نزل معه أحدهم. وقيل: ملك له أحد عشر ألف جناح، وألف وجه، يسبح الله إلى يوم القيامة.
[ ص: 641 ] وقيل: علم الله أن الأصلح لهم أن لا يخبرهم ما هو; لأن اليهود قالوا: إن فسر الروح فليس بنبي، وهذا معنى قوله: لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء تكرهونه، فقد جاءهم ذلك; لأن عندهم في التوراة كما ذكر لهم أنه من أمر الله لن يطلع عليه أحد.
قال أكثر العلماء: وليس في الآية دليل على أن الروح لا تعلم، ولا أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يعلمها.
فرع:
أما روح ابن آدم فالكلام عليه مما يدق كما قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري، وقد أفرد بتواليف، وأشهرها ما قاله الأشعري : إنه النفس الداخل والخارج.
وقال القاضي أبو بكر : هو متردد بين ما قاله الأشعري وبين الحياة.
وقيل: جسم مشارك الأجسام الظاهرة والأعضاء الظاهرة. وقيل: جسم لطيف خلقه الباري تعالى، وأجرى العادة بأن الحياة لا تكون مع فقده، [ ص: 642 ] فإذا شاء الله موته أعدم هذا الجسم منه عند إعدام الحياة.
وهذا الجسم وإن كان حيا فلا يحيا إلا بحياة تختص به، وهو مما يصح عليه البلوغ إلى جسم ما من الجسم، وبكونه في مكان في العالم، أو في حواصل طير خضر إلى غير ذلك مما وقع في الظواهر إلى غيره من جواهر القلب، والجسم الحياة. وقيل: إنه الدم، وذكر بعضهم فيه سبعين قولا.
[ ص: 643 ] ............................
[ ص: 644 ] الخامسة: قوله: "وما أوتوا من العلم" كذا جاء في هذه الرواية، (وبينه) nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بقول nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : هي كذا في قراءتنا، وكذا هو في أكثر نسخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم الاختلاف في هذه اللفظة عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش فرواه nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع على القراءة المشهورة وما أوتيتم [الإسراء: 85] ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16753عيسى بن يونس عنه (وما أوتوا) واختلف المحدثون فيما وقع من ذلك، فذهب بعضهم إلى إصلاحه على الصواب; لأنه إنما قصد به الاستدلال على ما سيق (بسببه) ولا حجة إلا في الثابت في المصحف.
وقال قوم: تترك على حالها وينبه عليها; لأن من البعيد خفاء ذلك على المؤلف، ومن نقل عنه وهلم جرا، فلعلها قرئت شاذة. ووهاه nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض، نعم لا يحتج به في حكم ولا يقرأ به في صلاة.
قال: واختلف أصحاب الأصول فيما نقل آحادا ومنه القراءة الشاذة كمصحف nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وغيره، هل هو حجة أم لا؟ فنفاه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأثبته [ ص: 645 ] nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة وبنى عليه وجوب التتابع في كفارة اليمين كما نقل (عن) مصحف nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود من قراءة: (ثلاثة أيام متتابعات) وبقول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي قال الجمهور، واستدلوا له بأن الراوي له إن ذكره على أنه قرآن فخطأ، وإلا فهو متردد بين أن يكون خبرا أو مذهبا له، فلا يكون حجة بالاحتمال، ولا خبرا; لأن الخبر ما صرح به الراوي فيه بالتحديث، فيحمل على أنه مذهب له.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة : إذا لم يثبت كونه قرآنا، فلا أقل من أن يكون خبرا.
وجوابه: أن الراوي لم يأت بها على وجه الخبر.
السادسة: قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب : هذا يدل على أن من العلم أشياء لم يطلع الله عليها نبيا ولا غيره، أراد تعالى أن يختبر بها خلقه فيوقفهم على العجز عن علم ما لا يدركون حتى يضطرهم إلى رد العلم إليه، ألا تسمع إلى قوله تعالى: ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء [البقرة: 255] فعلم الروح مما لم يشأ الله تعالى إطلاع أحد من خلقه عليه.