وأبو الطفيل هو عامر بن واثلة، وقيل: عمرو بن عبد الله بن عمرو بن جحش بن جري بن سعد بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي.
ولد عام أحد، كان يسكن الكوفة، ثم سكن مكة إلى أن مات. وعن nindex.php?page=showalam&ids=13999سعيد الجريري، عن أبي الطفيل قال: لا يحدثك أحد اليوم في وجه الأرض أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - غيري.
وكان من أصحاب علي المحبين له، وشهد معه مشاهده كلها، وكان ثقة مأمونا، يعترف بفضل الشيخين، فاضلا بليغا عاقلا شاعرا محسنا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في "كناه": وكان فيه تشيع. قال: وكان من (كبار) التابعين. روي له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعة أحاديث، وهو آخر من مات من الصحابة على الإطلاق كذا قاله غير واحد.
[ ص: 654 ] لكن ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد في كتاب "الاشتقاق الكبير": عكراش بن ذؤيب (ت. ق)، وقال: لقي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وله حديث، وشهد الجمل مع nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة . فقال nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف : كأنكم به، وقد أتي به قتيلا أو به جراحة لا تفارقه حتى يموت، فضرب يومئذ على جهة أنفه، فعاش بعدها مائة سنة. وأثر الضربة به. فعلى هذا تكون وفاته بعد سنة خمس وثلاثين ومائة.
وأبو الطفيل أكثرهم لا يثبت له صحبة، إنما يذكرون له رؤية، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري أخرج له هنا هذا الأثر خاصة عن علي، وأخرج له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الحج، وصفة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعن معاذ وغيره من الصحابة، وروى له أيضا الأربعة، مات سنة عشر ومائة على الصحيح بمكة.
وأما معروف (خ م دق) فهو ابن خربوذ المكي مولى قريش روى عن أبي الطفيل وغيره. وعنه nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى وغيره، وروى له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وأبو [ ص: 655 ] داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، وضعفه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين، وقواه غيره، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم : يكتب حديثه.
وأما عبيد الله هو ابن موسى وقد سلف.
وأما متنه: فمعناه أنه ينبغي أن يحدث كل أحد على قدر فهمه، ولا يحدثه بما يشتبه عليه، فيذهب في معناه إلى غير ما أريد به، وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في مقدمة "صحيحه" بإسناده الصحيح إلى nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: "ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة".
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، عن معاذ فالكلام عليه أيضا من وجهين:
أحدهما: في التعريف برواته غير من سلف التعريف به.
أما nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ (ع) بن جبل هو الخزرجي النجيب، جمع القرآن في حياته - صلى الله عليه وسلم -، كان يشبه بإبراهيم، كان أمة قانتا لله حنيفا. مات بالأردن سنة ثماني عشرة.
وأما معاذ (ع) بن هشام فهو الدستوائي البصري سكن ناحية من [ ص: 656 ] اليمن، ومات بالبصرة سنة مائتين. روى عن أبيه nindex.php?page=showalam&ids=16453وابن عون، وعنه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وغيره، قال nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين : صدوق، وليس بحجة، وعنه أيضا، وقد سئل: أهو أثبت في nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة أو nindex.php?page=showalam&ids=16769غندر؟ فقال: ثقة، ثقة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي: ربما يغلط في الشيء وأرجو أنه صدوق، وأما والده فسلف في باب: زيادة الإيمان ونقصانه.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن إبراهيم (خ، م، د، ت، س) فهو الإمام أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم ابن راهويه بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر المروزي، أمير المؤمنين، الإمام المجمع على جلالته وعلمه وفضله وحفظه.
روى عنه من عدا nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه، وبقية شيخه، وخلق من آخرهم السراج.
وروى عن جرير، nindex.php?page=showalam&ids=17116ومعتمر، ومعاذ، وطبقتهم. ولد أبوه بطريق مكة فقالت المراوزة: راهوي; لأنه ولد في الطريق، والطريق بالفارسية: راه، وكان يكره هذا النعت.
أملى مسنده من حفظه، وأملى مرة أحد عشر ألف حديث من حفظه، ثم قرئت عليه فما زاد حرفا ولا نقص حرفا، وعنه قال: [ ص: 657 ] أعرف مكان مائة ألف حديث كأني أنظر إليها. وأحفظ سبعين ألف حديث على ظهر قلبي، وأحفظ أربعة آلاف حديث مزورة; لأفليها من الأحاديث الصحيحة. وثناء الحفاظ عليه مشهور.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود : تغير قبل موته بخمسة أشهر، وأنكر عليه غيره زيادته في حديث nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، عن عبيد الله، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، عن ميمونة دون أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : "وإن كان ذائبا (لما) تقربوه" ويجوز أن يكون الخطأ من بعد إسحاق، وكذا حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس روى فيه جمع التقديم بين الظهر والعصر، والذي في الصحيحين جمع التأخير.
ولد سنة إحدى وستين ومائة وقيل: سنة ست ومات في شعبان سنة ثماني وثلاثين ومائتين بنيسابور عن سبع وسبعين سنة.
فائدة: أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا nindex.php?page=showalam&ids=12418لإسحاق بن راهويه . قال nindex.php?page=showalam&ids=14050أبو علي الجياني : وفي موضعين في الصلاة، وفي الأنبياء وشهود الملائكة، وفي باب قول الله تعالى: ويوم حنين [التوبة: 25]. وفي كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قيصر وكسرى، وتفسير براءة والممتحنة، والذبائح، والاستئذان: حدثنا إسحاق، ثنا يعقوب .
نسبه nindex.php?page=showalam&ids=12757ابن السكن في بعض هذه المواضع nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، وجاء منسوبا عند nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي، nindex.php?page=showalam&ids=12757وابن السكن في الفتيا وهو واقف على الدابة: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15106إسحاق بن منصور، أنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن صالح . وفي: حج الصبيان، نسبه nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي أيضا: nindex.php?page=showalam&ids=15106إسحاق بن منصور .
[ ص: 658 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=15094الكلاباذي : nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن إبراهيم، nindex.php?page=showalam&ids=15106وإسحاق بن منصور يرويان عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري .
ثانيهما: في ألفاظه ومعانيه:
الأولى: قوله: (يا معاذ بن جبل) أما (ابن) فمنصوب قطعا ويجوز في معاذ النصب والرفع، واختار ابن الحاجب النصب على أنه (تابع لـ (ابن) فيصيران) كاسم واحد مركب كأنه أضيف إلى جبل، والمنادى المضاف منصوب قطعا، واعترضه ابن مالك فقال: الاختيار الضم; لأنه منادى علم ولا حاجة إلى إضمار.
الثانية: (لبيك): مشتق من لب يقال: لب بالمكان لبا وألب إلبابا إذا أقام به، وبني; لأن معناه إجابة بعد إجابة كما قالوا: حنانيك. أي: رحمة بعد رحمة.
قال الأزهري : ومعنى لبيك: أنا مقيم على طاعتك، إقامة بعد إقامة، أصلها لبين فحذفت النون للإضافة. قال الفراء: نصبت على المصدر، أي: كقولك: حمدا وشكرا.
الثالثة: الرديف: الركوب خلف الدابة. قال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : ردف الرجل وأردفه وارتدفه: جعله خلفه على الدابة، ورديفك: الذي يرادفك، والجمع: ردفاء وردافى، والرديف: الراكب خلفك، والرداف: موضع مركب الرديف.
[ ص: 659 ] وفي "الصحاح": كل شيء تبع شيئا فهو ردفه. وفي "مجمع الغرائب": ردفته ركبت خلفه. وأردفته: أركبته خلفي. وفي "جامع القزاز": أنكر بعضهم الرديف، وقال: إنما هو الردف، وحكي: ردفت الرجل وأردفته إذا ركبت وراءه، وإذا جئت بعده.
وأرادف الملوك في الجاهلية: هم الذين كانوا يخلفون الملك كالوزراء. وعند nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب : يركب مع الملك عديله أو خلفه، وإذا قام الملك جلس مكانه، وإذا سقي الملك سقي بعده. وقد جمع ابن منده أرداف النبي - صلى الله عليه وسلم - فبلغوا نيفا وثلاثين رديفا.
الرابعة: إن قلت: أخبر الشارع - صلى الله عليه وسلم - أنه إذا قال ذلك حرم على النار، ومظالم العباد لا تسقط إجماعا، وأيضا من خلط ففعل المحرم وضيع ما وجب، تحت المشيئة، فكيف يجمع بين ذلك؟
قلت: بوجوه:
أحدها: أن الأول قبل نزول الفرائض والأمر والنهي. قاله nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب وجماعة.
ثانيها: أن ذلك لمن قالها وأدى حقها وفرائضها، قاله الحسن.
ثالثها: أن ذلك لمن قالها عند الندم والتوبة ومات عليها وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، كما سيأتي في كتاب اللباس إن شاء الله تعالى.
[ ص: 660 ] الخامسة: قوله: "إذا يتكلوا" فيه تخصيص قوم بالعلم إذا أمن منهم الاتكال والترخص دون من لم يأمن منهم، وهو معنى قول nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : كراهية أن لا يفهموا أي: فيعملوا بالإطلاق ويتركوا التقييد.
السادسة: قوله: ( فأخبر بها معاذ عند موته تأثما) هو بفتح التاء المثناة فوق، ثم همزة مفتوحة أيضا، ثم مثلثة أي: فعل فعلا خرج به عن الإثم، وقد سلف الكلام على هذه (المادة) فيما مضى عند قوله: (والتحنث: التعبد) وتأثمه: أنه كان يحفظ علما، فخاف فواته بموته، فخشي أن يكون ممن كتمه.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس فسلف التعريف برواته غير معتمر ووالده.
أما nindex.php?page=showalam&ids=17116معتمر (ع) فهو ابن سليمان بن طرخان التيمي البصري لم يكن من بني تيم، بل كان نازلا فيهم، وهو مولى بني مرة، روى عن أبيه، ومنصور وغيرهما. وعنه nindex.php?page=showalam&ids=16349ابن مهدي وغيره، وكان ثقة صدوقا رأسا في العلم والعبادة كأبيه. ولد سنة ست ومائة، ومات سنة سبع وثمانين ومائة ويقال: كان أكبر من nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة بسنة.
وأما والده فهو أبو المعتمر سليمان (ع) التيمي، نزل فيهم بالبصرة،
لما أخرج لأجل الكلام في القدر، وكان من السادة، ومناقبه جمة، سمع [ ص: 661 ] nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا وغيره. وعنه الأنصاري وغيره.
مات سنة ثلاث وأربعين ومائة، مكث أربعين سنة يصوم يوما ويفطر يوما، ويصلي الصبح بوضوء عشاء الآخرة، وكان مائلا إلى علي، وما روى عن الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين فهو صالح إذا قال: (سمعت أو قلت).