131 131 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل قال: حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار، عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=650128أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وهي مثل المسلم، حدثوني ما هي؟ ". فوقع الناس في شجر البادية، ووقع في نفسي أنها النخلة. قال عبد الله: فاستحييت. فقالوا: يا رسول الله، أخبرنا بها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هي النخلة". قال عبد الله فحدثت أبي بما وقع في نفسي، فقال: لأن تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا. [انظر: 61 - مسلم: 2811 - فتح: 1 \ 229]
حدثنا إسماعيل، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار، عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن من الشجر شجرة.. ". وذكر الحديث كما سلف.
أراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري رحمه الله بهذا الباب بيان أن الحياء المانع من تحصيل العلم مذموم، ولذلك بدأ بقول nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة، والحياء الواقع على وجه التوقير والإجلال مطلوب حسن كما فعلت nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة حين غطت وجهها، وقد أسلفنا في باب أمور الإيمان حقيقة الحياء، وأن المذموم منه ليس بحياء حقيقة، وإنما هو عجز وخور.
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة سلف التعريف برواته خلا زينب بنت أم سلمة .
وأبوها nindex.php?page=showalam&ids=233أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم كان اسمها برة فسماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب، ولدتها أمها بأرض الحبشة وقدمت بها، وهي أخت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وسلمة ودرة . روى لها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حديثا، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم آخر، وقتل لها يوم الحرة ابنان فاسترجعت، ماتت سنة ثلاث وسبعين.
[ ص: 664 ] ثم الكلام عليه من أوجه:
أحدها:
هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا، وفي الطهارة، والأدب، وخلق آدم، كما (ستعلمه) إن شاء الله، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم والأربعة في الطهارة.
ثانيها:
معنى قولها: (إن الله لا يستحيي من الحق) أي: لا يأمر بالحياء فيه، ولا يمنع من ذكره فتعتذر به، فعبر بالحياء عن الأمر به، من باب إطلاق اسم التعلق على المتعلق; لأن الله لا يوصف بالاستحياء على حد ما يوصف به المخلوق; لأنه منهم تغير وانكسار بتغير الأحوال، تعالى الله عن ذلك.
[ ص: 665 ] ثالثها:
قدمت أم سليم هذا القول بسطا لعذرها في ذكر ما تستحيي النساء من ذكره.
رابعها:
معنى: "تربت" افتقرت . يقال: ترب الرجل إذا افتقر، وأترب إذا استغنى، هذا هو المشهور، وهذه الكلمة وشبهها تجري على ألسنة العرب من غير قصد الدعاء، وعليه يحمل كل ما جاء من الأحاديث من هذا وشبهه.
ومنه قوله في حديث خزيمة : "أنعم صباحا تربت يداك" فأراد الدعاء له ولم يرد الدعاء عليه. والعرب تقول: لا أم لك، ولا أب لك، يريدون: لله درك، فتستعمل هذه الألفاظ عند الإنكار على الشيء أو التأنيب أو الإعجاب أو الاستعظام، دون إرادة معناها الأصلي.
خامسها:
أخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم -منفردا به- من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أن أم سليم سألت ذلك بحضرة nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، وأن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أنكرت ذلك عليها، فيحتمل كما قال القاضي أن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة وأم سلمة كانتا أنكرتا عليها، فأجاب - صلى الله عليه وسلم - كل واحدة بما أجاب، وإن كان أهل الحديث يقولون: إن الصحيح هنا أم سلمة لا nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة .
[ ص: 666 ] سادسها:
إنما قالت nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ما قالت; لأنهن يستحيين منه; لأن خروجه منهن يدل على قوة شهوتهن، أو لأنه يقل فيهن، ولهذا جاء في "صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ": فضحت النساء، أي: كشفت من أسرارهن ما يكنه من الحاجة إلى الرجال، ورؤية الاحتلام.
سابعها:
الشبه، والشبه واحد يريد: شبه الابن لأحد أبويه كما جاء مبينا في "الصحيح": "إذا علا ماؤها ماءه; آنث -أي: أشبه أخواله- وإذا عكس أذكر"، أي: أشبه أعمامه.
ثامنها:
استدل به بعضهم على رد من يقول: إن ماء الرجل يخالط دم المرأة، وإن ماءه كالأنفحة ودمها كاللبن الحليب.
تاسعها:
أن المرأة تحتلم ويعرف منيها بالتدفق والتلذذ والرائحة -كمني الرجل- وأنكر جماعة تدفقه، والمسألة مبسوطة في الفروع، وأوضحتها في شروحي.
[ ص: 667 ] فائدة: جاء عن جماعة من الصحابيات أنهن سألن كسؤال أم سليم، منهن خولة بنت حكيم، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه وفي إسناده nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد بن جدعان، وبسرة ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة، وسهلة بنت سهيل رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في "الأوسط" وفي إسناده nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة .
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر فسلف الكلام عليه في باب: قول المحدث: ثنا وأنبا.
[ ص: 668 ] وإنما تمنى ذلك رجاء أن يسر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإجابته، فيدعو له، وقد كان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب يسأل nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وهو صغير مع شيوخ الصحابة.
وذكر ابن سلام أن الحطيئة أتى مجلس nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، فرأى nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قد نزع الناس بلسانه فقال: من هذا الذي نزل عن القوم في سنه ومدته وتقدمهم في قوله وحكمته.
وإن كبير القوم لا علم عنده صغير إذا التفت عليه المحافل