138 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن عبد الله قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان، عن nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو قال: أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16845كريب، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نام حتى نفخ ثم صلى- وربما قال: اضطجع حتى نفخ ثم قام فصلى. ثم حدثنا به nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان مرة بعد مرة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو، عن nindex.php?page=showalam&ids=16845كريب عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=hadith&LINKID=650135قال: بت عند خالتي ميمونة ليلة، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - من الليل، فلما كان في بعض الليل، قام النبي - صلى الله عليه وسلم - فتوضأ من شن معلق وضوءا خفيفا - يخففه عمرو ويقلله- وقام يصلي، فتوضأت نحوا مما توضأ، ثم جئت فقمت عن يساره - وربما قال سفيان: عن شماله- فحولني فجعلني عن يمينه، ثم صلى ما شاء الله، ثم اضطجع، فنام حتى نفخ، ثم أتاه المنادي فآذنه بالصلاة، فقام معه إلى الصلاة، فصلى ولم يتوضأ. قلنا لعمرو: إن ناسا يقولون: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تنام عينه، ولا ينام قلبه. قال عمرو: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير يقول: رؤيا الأنبياء وحي، ثم قرأ: إني أرى في المنام أني أذبحك [الصافات: 102] [انظر: 117 - nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم 763 - فتح: 1 \ 238].
قد أسلفنا في أثناء كتاب العلم قريبا أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ذكر هذا الحديث في مواضع، وهذا ثانيها، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي عقب ما ساقه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا: وحدثنا إسماعيل، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=17055مخرمة بن سليمان، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وذكر الحديث. قال: ثم قام إلى شن معلقة، وأخذ بأذني يفتلها، ولم أر هذا في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا.
ثانيها: في التعريف برواته:
وقد سلف التعريف nindex.php?page=showalam&ids=11بابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16008وسفيان بن عيينة، nindex.php?page=showalam&ids=16604وعلي بن المديني.
وأما كريب: فهو أبو رشدين، كريب بن أبي مسلم المدني الثقة، روى عن مولاه nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره، وعنه ابناه محمد ورشدين، وموسى بن عقبة، وخلق. مات بالمدينة سنة ثمان وتسعين. وهو من أفراد الكتب الستة.
[ ص: 52 ] وأما عمرو فهو الإمام أبو محمد، عمرو بن دينار الأثرم مولى ابن باذام، أو باذان، المكي، وكان من الأبناء من فرس اليمن، سمع خلقا من الصحابة، منهم: nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر، وله حديث عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه، وعنه nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة والسفيانان والحمادان nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك وخلق. مات أول ست وعشرين ومائة عن ثمانين سنة في خلافة مروان.
فائدة:
في nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، ضعفوه.
[ ص: 53 ] وأما nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير فهو الليثي قاص مكة، روى عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وغيره. وعنه ابنه وغيره، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت البناني أنه قص على عهد nindex.php?page=showalam&ids=2عمر واستبعد. قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: مات قبل nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر سنة أربع وسبعين.
فائدة:
في nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود عبيد بن عمير مولى ابن عباس، وعنه nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب، والصحيح أن بينه وبينه nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء.
ثالثها:
هذا الإسناد كله من فرسان الكتب الستة إلا nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني؛ فإن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلما nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه لم يخرجا له، وجميعهم ما بين مكي ومدني وبصري، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس مكي وأقام بالمدينة أيضا.
رابعها:
[قوله: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل. كذا هو بالقاف، وصوابه:
[ ص: 54 ] فنام، قال صاحب "المطالع": وهو ما لابن السكن وللجماعة: فقام، والأول أصوب.
(كما في) قوله في الرواية الأخرى: نام حتى انتصف الليل أو قبله بقليل ثم استيقظ.
خامسها] : في لغاته:
الشن -بفتح الشين- قال أهل اللغة: الشن: القربة الخلق، وجمعه شنان، وقوله: (شن معلق). ذكره على إرادة السقاء والوعاء، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري في كتاب التفسير من "صحيحه": معلقة على إرادة القربة.
وقوله: (وضوءا خفيفا)؛ أي: بين وضوءين فلم يكثر، وقد أبلغ، وقد ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري كذلك في كتاب: الدعاء -كما سيأتي إن شاء الله- وفي أخرى في الوتر: فتوضأ فأحسن الوضوء.
وقوله: (فآذنه) هو بالمد؛ أي: أعلمه. واليسار: بفتح الياء وكسرها.
[ ص: 55 ] سادسها: في فوائده:
وقد تقدم جملة منها في الباب السالف المشار إليه:
منها: أن نومه مضطجعا لا ينقض، وكذا سائر الأنبياء كما سلف هناك، فيقظة قلوبهم تمنعهم من الحدث؛ ولهذا قال nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير: رؤيا الأنبياء وحي. يريد أنه منع النوم قلبه ليعي الوحي إذا أوحي إليه في منامه.
ومنها: مبيت من لم يحتلم عند محرمه، ومنها مبيته عند الرجل مع أهله، وقد روي أنها كانت حائضا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: وهو رد على nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة في قوله: إن الإمام إذا صلى مع الرجل واحد أنه يقوم خلفه لا عن يمينه. وهو مخالف لفعل الشارع.
[ ص: 56 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب: إن موقف الواحد مع الإمام عن يساره.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: إن وقف عن يساره بطلت صلاته.
[ ص: 57 ] ومنها: جواز الفريضة بوضوء النافلة. قاله nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي، وإن كان يجوز أن يكون نواهما.
ومنها: أن النوم الخفيف لا يجب منه الوضوء. قاله nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي في "شرحه" أيضا، وفيه نظر؛ فإنه - صلى الله عليه وسلم - اضطجع، فنام حتى نفخ، وهذا لا يكون في الغالب خفيفا.
ومنها: الاضطجاع على الجنب بعد التهجد.
ومنها: اضطجاع nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قريبا من مضطجع الرجل مع أهله، وليس مذكورا في هذه الرواية، نعم في رواية أخرى في "الصحيح" في باب: قراءة القرآن بعد الحدث وغيره أنه - صلى الله عليه وسلم - اضطجع هو وأهله في طول الوسادة، واضطجع nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في عرضها.
ومنها: ما استنبطه nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال من قوله: (فنام النبي - صلى الله عليه وسلم - من الليل، فلما كان في بعض الليل قام، فتوضأ)؛ أي: فتوضأ بعد نوم نامه، (ثم نام نوما آخر وصلى ولم يتوضأ) فدل ذلك على اختلاف حاله في النوم، فمرة استثقل نوما ولا يعلم حاله، ومرة علم حاله من حدث وغيره، ولا يخلو ما ذكره من نظر.
ومنها: أن تقدم المأموم على إمامه مبطل; لأن المنقول أن الإدارة [ ص: 58 ] كانت من خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا من قدامه كما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض عن تفسير محمد بن أبي حاتم، كذا استنبطه بعضهم، ولا يخلو عن نظر؛ فإنه يجوز أن تكون إدارته من خلفه; لئلا يمر بين يديه، فإنه مكروه.
ومنها: قيام الليل، وكان واجبا عليه ثم نسخ على الأصح.
ومنها: المبيت عند العالم; ليراقب أفعاله فيقتدي به وينقلها.
ومنها: طلب العلو في السند؛ فإنه كان يكتفي بإخبار خالته أم المؤمنين.
ومنها: أن من الأدب أن يمشي الصغير عن يمين الكبير، والمفضول عن يمين الفاضل، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي.
ومنها: أن النوم بعينه ليس بحدث وإنما هو مظنة له، فيعتبر أحواله، وسيأتي إن شاء الله تعالى غير ذلك في موضع آخر من المواضع التي ذكرها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إن شاء الله.
[ ص: 59 ] وأختم الكلام فيه بأمرين:
أحدهما: أنه لم يذكر في هذه الرواية كيفية التحويل، وقد اختلفت فيه روايات "الصحيح"، ففي بعضها: أخذ برأسه فجعله عن يمينه.
والرواية الثانية جامعة لهذه الروايات، وفي أخذه بأذنه فوائد:
الأولى: تذكره القصة بعد ذلك; لصغر سنه.
ثانيها: نفي النوم عنه لما أعجبه قيامه معه.
ثالثها: التنبيه على الفهم وهي قريبة من الأولى، ويقال: إن المعلم إذا تعاهد فتل أذن المعلم كان أذكى لفهمه.
قال الربيع: ركب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يوما، فلصقت بسرجه، وهو على الدابة، فجعل يفتل شحمة أذني، فأعظمت ذلك منه حتى وجدته عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، أنه - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك به، فعلمت أنه فعله عن أصل.
[ ص: 60 ] الثاني: قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي في "شرحه": قول nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير: رؤيا الأنبياء وحي، ثم تلى الآية. صحيح وليس من هذا الباب، يريد بذلك أن التبويب على تخفيف الوضوء فقط، لكن ذكر هذا لأجل ما زاده فيه من نوم العين دون نوم القلب، فاعلمه.