هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، وعنده: كان إذا قفل من الجيوش، أو السرايا أو الحج، أو العمرة إذا أوفى على ثنية أو فدفد كبر ثلاثا، ثم قال، الحديث، وفي رواية أنه كبر مرتين، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في آواخر غزوة الخندق أيضا، وأخرج معناه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر، [ ص: 256 ] وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء وصححه.
ومعنى: قفل: رجع إلى بلده، ولا يسمى المتوجه من بلده قافلا بل صائبة، وقال في "النهاية": أكثر ما يستعمل في الرجوع، ويقال: قفول فيها الشرف العالي.
آيبون: يريد نفسه ومن معه من سفرهم، وقيل: لا يكون إلا الرجوع إلى أهله، حكاه في "المحكم": تائبون من كل منهي، عابدون له وحده، حامدون على ما تفضل من النصرة.
وقوله: ("وهزم الأحزاب وحده") يريد أنه تعالى وعده بإعزاز دينه، وإهلاك عدوه، وغلبة الأحزاب، فيحتمل إرادة الأحزاب، ويحتمل أن يريد به أحزاب الكفر في جميع الأيام والمواطن، ويحتمل أن يريد الدعاء كأنه قال: اللهم افعل ذلك وحدك، وخص استعمال هذا الذكر هنا; لأنه أفضل ما قاله النبيون قبله.
وفيه من الفقه: استعمال حمد الله تعالى، والإقرار بنعمه، والخضوع له، والثناء عليه عند القدوم من الحج والجهاد على ما وهب من تمام المناسك، وما رزق من النصر على العدو، والرجوع إلى الموطن سالمين; وكذلك يجب إحداث الحمد لله والشكر له على ما يحدث على عباده من نعمه، فقد رضي من عباده بالإقرار له بالوحدانية، والخضوع له بالربوبية، والحمد والشكر عوضا عما وهبهم من نعمه [ ص: 257 ] تفضلا عليهم ورحمة لهم.
وفيه: بيان أن نهيه عن السجع في الدعاء أنه على غير التحريم; لوجود السجع في دعائه ودعاء أصحابه، فيحتمل أن يكون نهيه عن السجع متوجها إلى حين الدعاء خاصة؛ خشية أن يشتغل الداعي بطلب الألفاظ، وتعديل الأقسام عن إخلاص النية، وإفراغ القلب في الدعاء، والاجتهاد فيه، وسيأتي -إن شاء الله- مزيد بيان ذلك في باب ما يكره من السجع في الدعاء، إن شاء الله ذلك وقدره.