1776 1875 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير ، عن سفيان بن أبي زهير - رضي الله عنه - أنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=651742سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح الشأم، فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح العراق، فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون". [ مسلم: 1388 - فتح: 4 \ 90]
الحديثان أخرجهما nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا، والكلام عليهما من أوجه، وسفيان هذا فرد في الصحابة أزدي من أزد شنوءة.
أحدها: العافية والعفاة والعفا: الأضياف وطلاب المعروف، قاله nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده وقيل: هم الذين يعتفونك، أي: يأتونك يطلبون مما عندك. والعافي أيضا الرائد والوارد; لأن ذلك كله طلب.
والعافية: طلاب الرزق من الدواب والطير، وعن الأخفش: واحدها: عافية، والمذكر: عاف. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي: اجتمع في العوافي شيئان: طلبها لأقواتها، وطلبها العفا، وهو المكان الخالي الذي لا أنيس به ولا ملك عليه.
ومعنى "على خير ما كانت" أي على أحسن حال كانت بعده من الرخاء، وكثرة الثمرة والخيرات، وفي معدن الخلافة وموضعها، ومقصد الناس، ومعقلهم وحين تنافسوا فيها وتوسعوا في خططها، وغرسوا وسكنوا فيها ما لم يسكن قبل، وبنوا وشيدوا، وحملت إليها الخيرات، فلما انتهت حالها انتقلت الخلافة منها إلى الشام فغلبت عليها الأعراب، وتعاورتها الفتن، خاف أهلها فارتحلوا عنها.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: هذا ما جرى في العصر الأول وانقضى، وهذا من معجزاته.
ثالثها: فيه دلالة كما قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب أنها تسكن إلى يوم القيامة وإن خلت في بعض الأوقات لقصد هذين الراعيين بعنزهما إلى المدينة، وهذا يكون قريب قيام الساعة، وأن آية قيام الساعة عند موت هذين الراعيين أحرى أن يصير غنمهما وحوشا.
[ ص: 545 ] وأما قوله: ("آخر من يحشر راعيان من مزينة") ولم يذكر حشرهما، وإنما ذكر أنهما يخران على وجوههما أمواتا، فلا شك أنه لا حشر إلا بعد الموت، فهما آخر من يموت بالمدينة، وآخر من يحشر بعد ذلك كما قال - عليه السلام - وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: يكونان في إثر من يبعث منها، ليس أن بعض الناس يخرج بعد بعض من الأجداث إلا بالشيء المتقارب. قال تعالى: فإذا هم جميع لدينا محضرون [يس: 53].
رابعها: "ينعقان" قال صاحب "العين": نعق بالغنم ينعق نعاقا ونعيقا إذا صاح بها. قال الأزهري عن الفراء وغيره: وهو دعاء الراعي الشاء، يقال: انعق بضأنك أي: ادعها، وقد نعق الراعي بها نعيقا.
وعن الفراء في قوله تعالى: كمثل الذي ينعق [البقرة: 171] قال: أضاف المثل إلى الذين كفروا، ثم شبههم بالراعي، ولم يقل: كالغنم. والمعنى -والله أعلم- إن مثلهم كمثل البهائم التي لا تفقه ما يقول الراعي أكثر من الصوت.
وفي "الموعب": نعيقا ونعاقا: إذا صاح بها الراعي زجرا، ونعقا، [ ص: 546 ] ونعقانا، وقد نعق ينعق، ونعق الغراب -بالمهملة والمعجمة أيضا- صاح. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي معناه: يطلبان الكلام.
خامسها: "وحوشا" nindex.php?page=showalam&ids=17080ولمسلم "وحشا" أي: خالية ليس فيها أحد.
وقال الحربي: الوحش من الأرض: الخلاء، والصحيح أن معناه: يجدانها ذات وحوش. وأصل الوحش: كل شيء توحش من الحيوان، وقد يعبر بواحده عن جمعه. وعن ابن المرابط معناه: أن غنمهما تصير وحوشا، وإما تتقلب ذواتها أو تنفر وتتوحش من (أصواتها) وأنكره nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض.
سادسها: "يبسون" بفتح أوله، وبضم الباء الموحدة بعدها وبكسرها، ثلاثية ورباعية، فالحاصل ثلاثة أوجه. وعبارة ابن التين: وقيل في "يبسون" ثلاث لغات: فتح الباء، وكسر الباء، وضمها من [ ص: 547 ] بسست. وقيل: هو رباعي من أبسست، إلا أن الذي يقتضيه الإعراب إذا كان ثلاثيا أن يكون بفتح الياء وكسر الباء; لأنه ثلاثي مضاعف على ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس، ومعناه: يتحملون بأهليهم، أو يدعون الناس إلى بلاد الخصب، أو يسوقون. والبس: سوق الإبل، أقوال.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب : يزينون لهم البلاد يحببونها إليهم، ونحوه حديث nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم "هلم إلى الرخاء".
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: يزجرون الدواب إلى المدينة فيبسون ما يطئون من الأرض فيفتونه فيصير ترابا من قوله تعالى: وبست الجبال بسا [الواقعة: 5] ويفتنون نيات من في المدينة بما يصفون لهم من رغد العيش في غيرها. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: البس: السير، قال صاحب: "المطالع" عن أبي مروان بس بس بفتح الباء وكسرها، يقال في زجر الإبل: بس بكسر السين، منونا وغير منون، وبإسكانها. وقال النووي: الصواب والذي عليه المحققون أن معناه: الإخبار عمن خرج من المدينة متحملا بأهله باسا في سيره، مسرعا إلى الرخاء في الأمصار التي أخبر بفتحها، وهو من أعلام نبوته. وقال الخطابي: البس: السير الرفيق. وفي "الواعي": وبس: زجر للحمار. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد: يقال في الزجر إذا سقت حمارا أو غيره: بس بس، وهو من كلام أهل اليمن، وفيه لغتان: بسست وأبسست، فيكون على هذا يبسون بفتح الياء وضمها، كما سلف.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12112أبو عمرو الشيباني: يقال بس فلان كلابه: أي: أرسلها. وقال: nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: بسست الإبل إذا زجرتها عند السوق.
سابعها: قوله: ("والمدينة خير لهم") أي: في الآخرة لمن صبر عليها ابتغاء وجهه تعالى، قاله nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: يعني: لفضل الصلاة في مسجده، ولما في سكنى المدينة، والصبر على لأوائها وشدتها، فهو خير لهم مما يصيبون من الدنيا في غيرها.
والمراد بالحديث: الخارجون عن المدينة رغبة عنها وكرها، فهؤلاء المدينة خير لهم، وهم الذين جاء فيهم الحديث أنها تنفي خبثها، وأما من خرج منها لحاجة أو طلب معيشة أو ضرورة ونيته الرجوع إليها، فليس بداخل في معناه.