معنى: كتب فرض كما في قوله كتب عليكم القصاص أي: فرض، وقيل: إنه كان فرض على النصارى فنقلوه عن وقته من الحر إلى الربيع
[ ص: 13 ] وزادوا فيه، حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج وتوقف فيه، لكنه مروي عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي وأنه زيد فيه إلى خمسين ، وهم أمة عيسى كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في "تفسيره".
وقيل: التشبيه إنما هو من أجل صومهم، كان [من] العشاء الآخرة إلى مثلها، وكان ذلك فرض على المؤمنين في أول ما افترض عليهم الصوم.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : كتب على النصارى أن لا يأكلوا ولا يشربوا بعد النوم ولا ينكحوا النساء شهر رمضان، فاشتد ذلك على النصارى، وجعل يتقلب عليهم في الشتاء والصيف، فلما رأوا ذلك اجتمعوا فجعلوا صياما في الفصل بين الشتاء والصيف. وقالوا: نزيد عشرين يوما نكفر بها ما صنعنا. فجعل صيامهم خمسين يوما، فلم يزل المسلمون على ذلك يصنعون حتى كان من أمر [أبي] قيس بن صرمة وعمر ما كان، فأحل الله تعالى لهم الأكل والشرب والجماع إلى طلوع الفجر .
وقال الحسن فيما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم في "تفسيره": والله قد كتب الصيام على كل أمة خلت كما كتبه علينا شهرا كاملا .
وإليه نحا nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في قوله: آدم فمن دونه. فعلمنا أن الصوم عبادة قديمة لم تخل منها أمة .
[ ص: 14 ] وقوله: لعلكم تتقون أي: بالمحافظة عليه. أو: تنتظمون في سلك المتقين، فإن الصوم من شعارهم.
وروي أن صرمة بن مالك كان شيخا كبيرا جاء إلى أهله وهو صائم فدعا بعشائه، فقالوا: أمهل حتى نجعل لك طعاما سخنا تفطر عليه، فنام، فجاءوا بطعامه، فقال: قد كنت نمت. فبات جائعا، فنزلت الآية .
وجاء عمر لأهله فقال: إنها قد كانت نامت، فظن أنها اعتلت عليه، فواقعها، وفعل مثل ذلك كعب بن مالك، فنزلت ثم أتموا الصيام إلى الليل [البقرة: 187].
[ ص: 15 ] ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة بن عبيد الله أن أعرابيا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. الحديث.
وفيه: عن nindex.php?page=showalam&ids=17195أبي سهيل عن أبيه. وأبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر، ولم يذكر الحج فيه; لأنه لم يفرض حينئذ ولا الجهاد; لأنه لم يكن على الأعراب فرضا.
وفيه: اليمين على ترك فعل الطاعة المندوب إليها وهو مكروه، لكنه - صلى الله عليه وسلم - سكت إما لأنه حديث عهد بالإسلام فلا ينفره، أو لأنه أخبر أنه لا ينقص من الفرائض ولا يزيد فيها فإذا أتى بها على أكمل أحوالها لم يحتج إلى النوافل.
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أن قريشا كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، ثم أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصيامه حتى فرض رمضان، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " nindex.php?page=hadith&LINKID=651760من شاء فليصمه، ومن شاء أفطر ".
وقال أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة بالأول ، وعبر nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري عنه، فقال: عن قوم: أنه كان يصومه، فلما فرض رمضان لم يأمر بصومه ولم ينه عنه، فمن شاء صامه ومن شاء تركه.
ووجه كراهية nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر صومه ، هو نظير كراهية من كره صوم رجب إذ كان شهرا تعظمه الجاهلية، فكره أن يعظم في الإسلام ما كان يعظم في الجاهلية من غير تحريم صومه على من صامه، ولا مرية من الثواب الذي وعد الله صائمه على لسان رسوله إذا كان مبتغيا بصومه ثواب الله ولا يريد به إحياء سنة أهل الشرك، وكذلك صوم رجب، وسيأتي إيضاح ذلك في بابه إن شاء الله، وهذا أولى من دعوى نسخه بفرض رمضان كما مشى عليه ابن التين، وليس في الأمر بصومه ما يدل على منع صومه إلا أنه اقترن به ما يدل على أن جميع الفرض من الصيام.
[ ص: 17 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : فيه دليل على أن معنى الآية: كتب عليكم رمضان كما كتب على الذين من قبلكم صيام، وفيه رد على nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة في قولهما: كتب على أوائل أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أيام من كل شهر . وقيل: إن في يوم عاشوراء ست عشرة فضيلة.
ويحتمل أن تكون قريش كانت تصومه كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، وكان - صلى الله عليه وسلم - يصومه معهم قبل أن يبعث، فلما بعث تركه، فلما هاجر أعلم أنه من شريعةموسى فصامه وأمر به، فلما فرض رمضان ، فيجمع بهذا بين الحديثين.