1798 1897 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12366إبراهيم بن المنذر قال: حدثني nindex.php?page=showalam&ids=17126معن قال: حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، عن nindex.php?page=showalam&ids=15769حميد بن عبد الرحمن، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه nindex.php?page=hadith&LINKID=651764أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله، هذا خير. فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة". فقال أبو بكر رضي الله عنه بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: "نعم، وأرجو أن تكون منهم". [2841، 3216، 3666 - مسلم: 1027 - فتح: 4 \ 111]
وفي nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : "أي فل هلم" ، ولأبي عمر من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=16228صفوان بن سليم، عن nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار عنه: " nindex.php?page=hadith&LINKID=688158ما من أحد ينفق زوجين من ماله إلا دعي من أبواب الجنة الثمانية " وقال: لا يصح هذا الإسناد عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، ومحمد بن عبد الله وأبوه متهمان بوضع الأحاديث والأسانيد .
قال: وأكثر الرواة على وصل هذا الحديث -يعني: حديث الباب- إلا nindex.php?page=showalam&ids=17320يحيى بن بكير فإنه أرسله عن حميد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذا رواه التنيسي، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، وقد أسنده جلة عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، وليس هو عند nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي لا مسندا ولا مرسلا .
قلت: قد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في كتاب "الموطآت" أن nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي رواه كما رواه أبو مصعب ومعن وغيرهما مسندا، والله أعلم.
وفي "صفة الجنة" لأبي نعيم الحافظ من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16350عبد الرحمن بن يزيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود مرفوعا : " للجنة ثمانية أبواب، سبعة مغلقة وباب مفتوح للتوبة، حتى تطلع الشمس من مغربها " .
[ ص: 38 ] إذا تقرر ذلك فالكلام عليه من أوجه:
أحدها:
الريان: فعلان من الري بالكسر هو نقيض العطش، وسمي بذلك لأنه جزاء الصائمين على عطشهم وجوعهم. واكتفي بذكر الري عن الشبع ; لأنه يدل عليه من حيث أنه يستلزمه، وأفرد لهم هذا الباب ليسرعوا إلى الري من عطش الصيام في الدنيا إكراما لهم واختصاصا; وليكون دخولهم في الجنة هينا غير متزاحم عليهم عند أبوابها، فإن الزحام قد يؤدي إلى نوع من العطش كما خص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق بباب في المسجد; يقرب منه خروجه إلى الصلاة فلا يزاحمه أحد، وأغلق سائرها إكراما له وتفضيلا .
وفي "مسند nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار " من حديث الوليد بن رباح بن عبد الله، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا أن لهم حوضا لا يرده غيرهم -يعني الصوام- ثم قال: لا نعلمه رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة إلا الوليد .
[ ص: 39 ] قلت: قد رواه المطلب بن عبد الله عنه أيضا، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم في كتاب "الصوم" حيث قال: وللصوام حوض لا يرده غيرهم، ثم ساقه.
ثانيها:
معنى: "دعي من باب الصلاة " أي: المكثر من صلاة التطوع، وكذا غيرها من أعمال البر، لأن الواجبات لا بد منها لجميع المسلمين، ومن ترك شيئا من الواجبات إنما يخاف عليه أن يدعى من أبواب جهنم.
وأما أسماء هذه الأبواب، ففي "نوادر الأصول" nindex.php?page=showalam&ids=14155للحكيم الترمذي من أبواب الجنة: باب محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو: باب الرحمة، وباب التوبة، وهو منذ خلقه الله تعالى مفتوح لا يغلق، فإذا طلعت الشمس من مغربها أغلق فلم يفتح إلى يوم القيامة .
روي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه سأله رجل عن ذنب ألم به هل له فيه توبة؟
فأعرض عنه nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، ثم التفت فرأى عينيه تزرفان فقال: إن للجنة ثمانية أبواب كلها تفتح وتغلق، إلا باب التوبة، فإن عليه ملكا موكلا به لا يغلق، فاعمل ولا تيأس . ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال .
ووجه الاتفاق في ذلك ما يتقوى به على طاعة الله تعالى، ويتحلل من المحارم التي سلفت منه، ويؤدي المظالم إلى أهلها، وسائر الأبواب
[ ص: 40 ] مقسومة على أعمال البر، باب الزكاة، العمرة، الحج، الصلة، وعند nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض باب الكاظمين الغيظ، باب الراضين، الباب الأيمن الذي يدخل منه من لا حساب عليه. وفي كتاب "الصوم" لابن أبي عاصم بإسناد جيد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا: " nindex.php?page=hadith&LINKID=690269لكل عمل باب من أبواب الجنة يدعون منه بذلك العمل " وذكره nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في "مصنفه" بإسناد صحيح على شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
[ ص: 41 ] وفي "الفردوس" عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا: " للجنة باب يقال له: باب الفرح، لا يدخل منه إلا بفرح الصبيان " .
وفي "التحبير" للقشيري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الخلق الحسن طوق من رضوان الله في عنق صاحبه، والطوق مشدود إلى سلسلة من الرحمة،
[ ص: 42 ] والسلسلة مشدودة إلى حلقة من باب الجنة، حيثما ذهب الخلق الحسن جرته السلسلة إلى نفسها حتى تدخله من ذلك الباب إلى الجنة " .
وعند الحافظ أبي عيسى الترمذي باب الذكر، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=48البراء في كتاب "الروضة" عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل، حدثنا روح، ثنا أشعث، عن الحسن قال: إن لله بابا في الجنة لا يدخله إلا من عفا عن مظلمة، فقال لابنه: يا بني ما خرجت من دار أبي إسحاق حتى أحللته ومن معه إلا رجلين، ابن أبي دواد، وعبد الرحمن بن إسحاق، فإنهما طلبا دمي وأنا أهون على الله من أن يعذب في أحد، أشهدك أنهما في حل .
ومنها: باب الحافظين فروجهم والحافظات، المستغنين بالحلال عن الحرام، غير المتبعين للشهوات، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال حيث قال: أبواب الجنة ثمانية، وذكر منها في الحديث أربعة، فمن الأربعة الباقية: باب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، ثم ساق حديث الحسن . وباب التوبة. ويمكن أن يكون من الثلاثة الباقية باب المتوكلين الذين يدخلون الجنة في سبعين ألفا من باب واحد، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، ووجوههم كالبدر الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون.
[ ص: 43 ] ووجه الإنفاق في ذلك أنهم ينفقون على أنفسهم في حال المرض
النافع لهم من التصرف في طلب المعاش، صابرين على ما أصابهم، وينفقون على من أصابه ذلك البلاء من غيرهم.
ومنها: باب الصابرين لله على المصائب، المحتسبين، الذين يقولون عند: إنا لله الآية [البقرة: 156].
ومنها: باب الحافظين السالف. ووجه الإنفاق في ذلك الصداق، والوليمة، والإطعام، حتى اللقمة يضعها في في امرأته، والله تعالى أعلم بحقيقة الثلاثة أبواب .
قال أبو عمر في "تمهيده": كذا قال: "من أبواب الجنة" ، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي : " nindex.php?page=hadith&LINKID=657353فتحت له أبواب الجنة الثمانية " ليس فيها ذكر (من) . والمؤمن لا يدخل إلا من باب واحد، ونداؤه منها كلها على سبيل الإكرام.
[ ص: 44 ] ثالثها:
معنى قوله: " زوجين ": أي: شيئين، كدينارين، أو درهمين، أو ثوبين، وشبه ذلك. وقيل: دينار وثوب، أو درهم ودينار، أو ثوب مع غيره، أو صلاة مع صوم، فيشفع الصدقة بأخرى، أو فضل خير بغيره.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : والزوج هنا: الفرد، يقال للواحد: زوج، وللاثنين: زوج. قال تعالى: خلق الزوجين الذكر والأنثى [النجم: 45] وصوابه: للاثنين زوجان، تدل عليه الآية.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=17419يونس بن عبيد وحميد، عن الحسن، عن صعصعة بن معاوية، عن أبي ذر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " nindex.php?page=hadith&LINKID=701240من أنفق زوجين ابتدرته حجبة الجنة " ثم قال: بعيرين، شاتين، حمارين، درهم.
لا يقال: إن النفقة إنما تسوغ في الجهاد والصدقة، فكيف تكون في باب الصلاة والصيام، لأنهما أفعال جسمية، لأن معنى زوجين أراد نفسه وماله.
والعرب تسمي ما يبذله الإنسان من نفسه واجتهاده نفقة، فيقول أحدهم فيما تعلم من العلم أو صنعه من سائر الأعمال: أنفقت في هذا عمري، وبذلت فيه نفسي، فتكون النفقة على هذا الوجه في باب الصلاة والصيام من الجسم بإتعابه، لا يقال: كيف تكون النفقة في ذلك زوجين؟
وإنما نجد الفعل في هذا الباب نفقة الجسم لا غير; لأن نفقة المال مقترنة بنفقة الجسم في ذلك; لأنه لا بد للمصلي وللصائم من قوت يقيم
[ ص: 46 ] به رمقه، وثوب يستره، وذلك من فروض الصلاة، ويستعين بذلك على الطاعة، فقد صار منفقا لزوجين لنفسه وماله.
فإن قلت: إذا جاز تسمية استعمال الجسم في الطاعة نفقة، فيجوز أن يدخل في معنى الحديث "من أنفق نفسه في سبيل الله فاستشهد وأنفق كريم ماله" فالجواب: نعم، وهو أعظم أجرا من الأول، يوضحه ما رواه سفيان، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش، عن أبي سفيان، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=912519قال رجل: يا رسول الله أي الجهاد أفضل؟ قال: "أن يعقر جوادك، ويهراق دمك " لا يقال: دخل في ذلك صائم رمضان، أو المزكي لماله
[ ص: 47 ] ومؤدي الفرائض; لأن المراد النوافل وملازمتها، والتكرير منها، فذلك الذي يستحق أن يدعى من أبوابها.
وسبيل الله: سبل الخير كلها، وقول الملك: "هذا خير" في كل باب، يعني: ثوابا وغبطة فيه; لأنه قاله على طريق التفاضل بين الأبواب.
رابعها:
قوله: ( هل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: "نعم ") يريد أن من كان من أهل الصلاة والجهاد والصيام والصدقة يدعى منها كلها، فلا ضرورة عليه في دخوله من أي باب شاء، لاستحالة دخوله منها كلها معا، ولا يصح دخوله إلا من باب واحد، ونداؤه منها كلها إنما هو على سبيل الإكرام والتخيير له في الدخول من أيها شاء، كما أسلفناه.
خامسها:
قوله: (" وأرجو أن تكون منهم ") الرجاء من النبي - صلى الله عليه وسلم - واجب، نبه عليه ابن التين، وقال غيره أيضا: والصديق من أهل هذه الأعمال كلها.
وفيه: أن من أكثر من شيء عرف به ونسب إليه، وقد أرسل nindex.php?page=showalam&ids=16452عبد الله بن عمر العمري العابد إلى nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك يحضه على الانفراد، وترك الاجتماع إليه في العلم، فكتب إليه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : إن الله -عز وجل- قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرب رجل يفتح له في باب الصلاة، ولم يفتح له في الصوم، وآخر يفتح له في باب الصدقة، ولم يفتح له في الصيام، ونشر العلم وتعليمه من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فتح لي من ذلك، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كل منا على خير، ويجب على كل أحد أن يرضى بما فتح الله له، والسلام .