الحديثان أخرجهما nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا ، nindex.php?page=showalam&ids=15397وللنسائي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس من طريق nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، ثم قال: إسناد حسن وهو منكر، وأخاف أن يكون الغلط من nindex.php?page=showalam&ids=17011محمد بن فضيل، وذكره الضياء أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وسمي سحورا; لأنه قرب السحر، وكانوا يسمونه الغداء; لأنه بدل منه، قاله nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي .
[ ص: 132 ] والصحيح كما قال ابن التين أنه سمي سحورا لوقوعه في السحر; لأن السحر قبيل الصبح، وهو وقت السحور، وفيه الندب إليه وهو أمر إرشاد.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر : أجمع العلماء أنه مندوب إليه ولا إثم على من تركه، وحض أمته عليه ليكون قوة لهم على صيامهم، وروى nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا: " nindex.php?page=hadith&LINKID=678196استعينوا بأكل السحر على صيام النهار وبالقائلة على قيام الليل "، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في "مستدركه" . وذكره nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وقال: فيه مجاهيل وقد سماه - صلى الله عليه وسلم -: "الغداء المبارك" من حديث العرباض بن سارية، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، وفي
ولا يبعد أن يكون من جملة بركته ما يكون في ذلك الوقت من ذكر المتسحرين وقيام النائمين وصلاة المتهجدين، فإن الغالب ممن قام يتسحر يكون منه ذكر وصلاة واستغفار، وشبهه مما يثابر عليه في رمضان، وقال عبادة : كان السحور مستحبا ولو على ماء، وكان يقال لها أكلة بركة .
واعترض nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال فقال: وقول nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في هذه الترجمة أنه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه واصلوا ولم يذكر سحوره غفلة منه; لأنه قد صرح في باب الوصال حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه: " nindex.php?page=hadith&LINKID=651827أيكم أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر " .
فقد ذكر هنا السحور، وهو حديث مفسر يقضي على المجمل الذي لم يذكر فيه سحور، وقد ترجم له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري باب الوصال إلى السحر .
[ ص: 135 ] فائدة: روي في فضل السحور أحاديث صحيحة منها حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رفعه: "إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين" .
[ ص: 137 ] أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ، وله من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء : "ثلاثة من أخلاق النبيين الإبلاغ في السحور" الحديث .
[ ص: 138 ] وأما الكلام على الوصال فقد عقد له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بابا بعد باب كما سيأتي .
واختلف في قوله: "إني أظل أطعم وأسقى" على تأويلات:
أصحها: أنه يعان على الصوم ويقوى عليه، فيكون كأنه أطعم يؤيده قوله: "أظل" ولا يكون إلا نهارا.
وثانيها: أنه يأكل حقيقة كرامة له من الله، وأنكره بعضهم لانتفاء الوصال إذا وكان مفطرا، وقد يجاب بأن طعام الجنة لا يفطر، أو يخلق الله له من الشبع والري كالطاعم الشارب، واستبعد; فإنه - صلى الله عليه وسلم - كان يجوع أكثر مما يشبع، ولكان لا يجد له روحها الذي هو الجوع والمشقة.
[ ص: 139 ] وثالثها: أن ذلك كان في المنام، والوصال في حقنا مكروه عند جميع العلماء، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وإسحاق : لا يكره الوصال من السحر إلى السحر. وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر أن nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير وابن أبي نعيم رخصا فيه . nindex.php?page=showalam&ids=12508ولابن أبي شيبة بإسناد جيد عن علي nindex.php?page=hadith&LINKID=100198أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واصل إلى السحر .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : أجمع العلماء على أن الشارع نهى .
واختلفوا في تأويله فقال منهم قائلون: نهى عنه رفقا بهم -يعني: على ما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة السالف، فمن قدر عليه فلا حرج لأنه يدع طعامه وشرابه لله، وكان nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير وجماعة يواصلون الأيام، وكان nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وإسحاق لا يكرهان الوصال من سحر إلى سحر لا غير ، وحجتهم حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد -يعني: السالف- وكره nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري وجماعة من أهل الفقه والأثر الوصال على كل حال لمن قوي عليه ولغيره، ولم يجز الوصال لأحد; لحديث الباب،
قال أبو عمر : وفي المسألة عندي نظر ولا أحب لأحد أن يواصل .
وفي كتاب "الأوائل" للعسكري كان nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير يواصل خمسة عشر يوما، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : حتى تيبس أمعاؤه، فإذا كان يوم فطره أتى بصبر وسمن فتحساه حتى لا تتفتق الأمعاء .
nindex.php?page=showalam&ids=16935وللطبري كان عبد الرحمن بن نعيم لا يفطر في رمضان إلا مرتين .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16281عامر بن عبد الله بن الزبير أنه كان يواصل ليلة ست عشرة، وليلة سبع عشرة من رمضان ولا يفرق بينهما، ويفطر على السمن
[ ص: 141 ] فقيل له، فقال: السمن يبل عروقي والماء يخرج من جسدي .
وأجاز nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد وإسحق الوصال من سحر إلى سحر احتجاجا بحديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الآتي .
فأذن في ذلك لمن أطاقه من أمته على النحو الذي يجوز، ونهى عنه من كان غير مطيق له; لقوله: "فاكلفوا من العمل ما تطيقون" بعد أن بين لهم أنه قد أعطي قوة عليه من لم يعط غيره.
قال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : وأما ما روي عن بعض الصحابة وغيرهم من تركهم الأكل الأيام ذوات العدد فإن ذلك كان منهم على أنحاء شتى: فمنهم من كان ذلك منه لقدرته عليه، فيصرف فطره إلى أهل الفقر والحاجة طلبا للثواب، مثل ما روي عن الحسن قال: لقد أدركنا أقواما وصحبنا طوائف إن أحدهم يمسي وما عنده من العشاء إلا قدر ما يكفيه، ولو شاء لأتى عليه فيقول: ما أنا بآكله حتى أجعل لله منه .
ومنهم من كان يفعله استغناء عنه أو كانت نفسه قد اعتادته، كما روى nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن التيمي أنه قال: ربما لبثت ثلاثين يوما ما أطعم من غير صوم إلا الحبة، وما يمنعني ذلك من حوائجي.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : كان nindex.php?page=showalam&ids=12402إبراهيم التيمي يمكث شهرين لا يأكل ولكنه يشرب شربة من نبيذ .
[ ص: 142 ] ومنهم من كان يفعله مقمعا لنفسه شهوتها، ما لم تدع إليه ضرورة ولا خاف العجز عن أداء واجب عليه، إرادة قهرها وحملها على الأفضل، كالذي روينا عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال: لو أكلت كل ما أشتهي ما ساويت حشفة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : الوصال من خواصه ومحظور على أمته .
وذهب أهل الظاهر إلى تحريمه ، وهو الأصح عندنا. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : الجمهور على كراهته وإليه ذهب nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة .