قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : كأنه رأى كلا الحديثين متفقين، يقول: إنما معناه أنه كان يصوم أكثر الشهر، وقوله: (كان يصومه كله) أي: أكثره وقد جاء عنها مفسرا: كان يصوم شعبان أو عامة شعبان ، وفي لفظ: كان يصومه كله إلا قليلا . وهي أولى من رواية يحيى عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة .
[ ص: 444 ] وفيه: أن أعمال التطوع ليست منوطة بأوقات معلومة، وإنما هي على قدر الإرادة لها والنشاط فيها.
فائدة:
معنى: " خذوا من العمل ما تطيقون" أي: تطيقون الدوام عليه بلا ضرر، واجتناب التعمق عام في جميع أنواع العبادات، والملل والسآمة بالمعنى المتعارف في حقنا محال في حق الله تعالى فيجب تأويله، وأوله المحققون على أن المعنى: لا يعاملكم بمعاملة الملل فيقطع عنكم ثوابه ورحمته وفضله حتى تقطعوا أعمالكم. وقيل: معناه: لا يمل إذا مللتم، وقد سلف في الإيمان في باب: أحب الدين إلى الله أدومه ، وفي آخر كتاب الصلاة في باب: ما يكره من التشديد في العبادة ، و (حتى) بمعنى: حين. وقيل بمعنى: إذ. وقال الهروي : لا يمل أبدا مللتم أم لم تملوا. وقيل: سمي مللا على معنى الازدواج كقوله تعالى: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه [البقرة: 194] فكأنه قال: لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله.
وقولها: ( وأحب الصلاة )، وفي لفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=658310أحب الأعمال ما دووم عليه ، وفي رواية: ديم عليه ، كذا ضبطناه: دووم بواوين، وفي [ ص: 445 ] بعض النسخ بواو. والصواب الأول كما قال النووي . والديمة: المطر الدائم في سكون، شبهت عمله في دوامه مع الاقتصاد بديمة المطر، وأصله الواو فانقلبت بالكسرة قبلها.
فائدة:
فيه أيضا: الحث على المداومة على العمل، وأن قليله الدائم خير من كثير منقطع; لأن بدوام القليل تدوم الطاعة.
فائدة:
شعبان سمي بذلك كما قال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد : لتشعبهم فيه، أي: تفرقهم في طلب المياه. قال: والشعب الاجتماع والافتراق، وليس من الأضداد وإنما هو لغة القوم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : لتشعبهم في الغارات. وقيل; لأنه شعب، أي: ظهر بين رمضان ورجب ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب فيما حكاه أبو عمر الزاهد: لتشعب القبائل، أي: تفرقها لقصد الملوك والتماس الغبطة.
فائدة:
لم يصح في الصلاة في النصف منه حديث، كما نبه عليه ابن في حية أنها موضوعة، وفي nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي منها حديث مقطوع . نعم، قيل: إنها [ ص: 446 ] الليلة المباركة في الآية، والأصح أنها ليلة القدر.
[ ص: 447 ] وذكر الطرطوشي في "بدعه" عن أبي محمد المقدسي قال: لم يكن عندنا ببيت المقدس قط صلاة الرغائب هذه التي تصلى في رجب وشعبان، وأول ما حدثت عندنا في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، وقد [ ص: 448 ] بين nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح أولا والشيخ عز الدين إنكار ذلك، وقد حكم بينهما أبو شامة . والوقود في تلك الليلة أوله زمن يحيى بن خالد بن برمك ; لأنهم كانوا مجوسا فأدخلوا في الدين ما يموهون به على الطغام ، وقد أبطلها الملك الكامل ولله الحمد.
أخرى: استدل به القاضي أبو محمد على أصحاب داود حين قالوا: لا يصح صوم يوم الشك ونحن نقول: يصح صومه على وجه .