1880 [ ص: 471 ] 60 - باب: صيام أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة
1981 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15304أبو معمر، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16501عبد الوارث، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11834أبو التياح قال: حدثني nindex.php?page=showalam&ids=12081أبو عثمان عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=651845أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام. [انظر: 1178 - مسلم: 721 - فتح: 4 \ 226]
وسلف في باب الضحى في الحضر ، nindex.php?page=showalam&ids=11834وأبو التياح اسمه: يزيد بن حميد .
واعترض nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال فقال: ليس في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن الثلاثة الأيام التي أوصاه بها من كل شهر هي الأيام البيض كما ترجم له، وهي موجودة في حديث آخر من حديث عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق السبيعي، عن nindex.php?page=showalam&ids=97جرير بن عبد الله البجلي، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " nindex.php?page=hadith&LINKID=668638صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر أيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة " .
[ ص: 472 ] وروى nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=12336أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن المنهال، عن أبيه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=697704أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأيام البيض وقال: "هو صوم الشهور " ، وروي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبي ذر مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=67617قال لأعرابي ذكر له أنه صائم: "أين أنت عن الغر البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة "، رواه nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن nindex.php?page=showalam&ids=17176موسى بن طلحة، عن رجل من بني تميم يقال له: ابن الحوتكية، عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبي ذر . وممن كان يصوم أيام البيض من السلف nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبو ذر ومن التابعين الحسن nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي، وسئل nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري لم صام الناس الأيام البيض؟ وأعرابي يسمع، فقال الأعرابي: لأنه لا يكون الكسوف إلا فيها ويحب الله أن لا يكون في السماء آية إلا كانت في الأرض عبادة . وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : إن [ ص: 473 ] الكسوف يكون فيها دون غيرها، وقد أمرنا بالتقرب إلى الله تعالى بالصلاة والصيام وغير ذلك من فعل البر عند الكسوف وأمر بصيامها لذلك .
وقال غيره: كأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أراد بالترجمة أحاديث ليست على شرطه، واعترض عليه أيضا ابن التين وقال: لم يأت بحديث وإنما ذكرها لأجل حديث أبي ذر في nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، وليس إسناده عنده بالقوي فأشار أن فيه حديثا، وكذا ابن المنير، وقال: الأحوط للمتطوع أن يخصص الثلاث الذي في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بهذه الأيام; ليجمع بين ما صح وما نقل في الجملة وإن لم يبلغ مرتبة هذه الصحة قلت: جاء في بعض طرق حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ذلك مصرحا به فلا حاجة إلى هذا التخرص.
ومنها عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا: " nindex.php?page=hadith&LINKID=887147صم أيام الغر " وهو مؤكد لحديثه السالف، أخرجه يوسف بن حماد في "الصوم" له nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان .
ومنها عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : " فهلا البيض ثلاثا "، واستشهد nindex.php?page=showalam&ids=4بأبي الدرداء nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبي ذر nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار : أما سمعتم من النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول الحديث فقالوا: نعم .
ومن الغرائب أنه - عليه السلام - أمر بصيام ثلاثة أيام من كل شهر لما قدم المدينة ثم نسخ برمضان ، وحجة من اختار صيام الأيام البيض الآثار السالفة، واختار قوم من السلف صيام ثلاثة أيام من كل شهر غير معينة على ظاهر رواية حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في الباب.
قال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : وغر الصدر: غشه .
[ ص: 476 ] وممن كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ويأمر بهن: علي، ومعاذ، nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبو ذر، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة ، وكان بعض السلف يختار الثلاثة من أول الشهر وهو nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري .
وكان بعضهم يختار الاثنين والخميس وهي nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة أم المؤمنين وقالت: إنه أمرها بذلك ، وكان بعضهم يختار السبت والأحد والاثنين، ومن الشهر الذي يليه الثلاثاء والأربعاء والخميس، ومن الشهر الذي يليه كذلك، وهي nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أم المؤمنين، وهو في nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي محسنا .
ومنهم من كان يصوم آخر الشهر وهو nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي، ويقول: هو كفارة لما مضى.
فأما الذين اختاروا صوم الاثنين والخميس; فلحديث nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة وأخبار أخر رويت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن الأعمال تعرض على الله
[ ص: 477 ] فيهما فأحبوا أن تعرض أعمالهم عليه وهم صيام .
وأما مختار nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ; فلئلا يكون من أيام السنة إلا قد صامته، وأما مختار الحسن; فلما رواه سفيان، عن nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بن بهدلة، عن زر، عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=674017كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم من غرة كل شهر ثلاثا ، وصوب nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري تصحيح كل الأخبار.
[ ص: 478 ] ولكن لما صح عنه أنه اختار لمن أراد صوم الثلاثة أيام من كل شهر الأيام البيض، فالصواب اختيار ما اختار، وإن كان غير محظور عليه أن يجعل صوم ذلك ما شاء من أيام الشهر; إذ كان ذلك نفلا لا فرضا.
فإن قلت: قد أسلفت أنه كان يصوم الاثنين، والخميس، والثلاثة من غرة الشهر، قلت: نعم، ولا يدل على أن الذي اختار للأعرابي من أيام البيض كما اختار وأن ذلك من فعله دليل على أن أمره له ليس بواجب وإنما هو ندب وأن لمن أراد من أمته صوم ثلاثة أيام من كل شهر يختار ما أحب من أيام الشهر; فيجعل صومه فيما اختار من ذلك كما كان - عليه السلام - يفعله، فيصوم مرة الأيام البيض، ومرة غرة الهلال، ومرة الاثنين والخميس; إذ كان لأمته الاستنان به فيما لم يعلمهم أنه له خاص دونهم. وفي nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي بإسناد صحيح من حديث جرير مرفوعا: " nindex.php?page=hadith&LINKID=668638صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، الأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة " .
قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : كذا رويناه عن متقني شيوخنا برفع (أيام) و (صبيحة) على إضمار المبتدإ كأنه قال: أيام البيض عائدا على ثلاثة أيام، و (صبيحة) ترفع على البدل من (أيام)، ومن خفض فيها فعلى البدل [ ص: 479 ] من الأيام المذكورة .
وذكر الجواليقي فيما تخطئ فيه العامة من ذلك قولهم: الأيام البيض، يجعلون البيض وصفا للأيام، والأيام كلها بيض وهو غلط، والصواب أن يقال: أيام البيض، أي: أيام الليالي البيض; لأن البيض صفة لها دون الأيام، ثم هذا الحديث مقيد لمطلق الثلاثة الأيام التي صومها كصوم الدهر، ويحتمل أن يكون - عليه السلام - عينها; لأنها وسط الشهر وأعدله كما قال: " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504133خير الأمور أوساطها " .