ثم ذكر حديث nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير : أن nindex.php?page=showalam&ids=110أبا موسى الأشعري استأذن على nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، فلم يؤذن له -وكأنه كان مشغولا- فرجع أبو موسى ، ففرغ nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فقال : ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس ائذنوا له . قيل : قد رجع . فدعاه ، فقال : كنا نؤمر بذلك . فقال : (لتأتيني) على ذلك بالبينة . فانطلق إلى مجلس الأنصار ، فسألهم ، فقالوا : لا يشهد لك على هذا إلا أصغرنا nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد الخدري . فذهب nindex.php?page=showalam&ids=44بأبي سعيد الخدري . فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : أخفي علي (هذا) من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ ! ألهاني الصفق بالأسواق . يعني : الخروج إلى تجارة .
هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا . وفيه : أن الشاهد nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب وقال له : يا nindex.php?page=showalam&ids=2ابن الخطاب : لا تكن عذابا على أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 84 ] قال : سبحان الله إنما سمعت شيئا فأحببت أن أتثبت ، وفي nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود : فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لأبي موسى : إني لم أتهمك ولكن الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شديد . وفي "الموطأ" : أما إني لم أتهمك ، ولكن خشيت أن يتقول الناس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : عن بعضهم في هذا الحديث : كلنا سمعه ، وقد رواه قوم عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد عن أبي موسى : وإنما هو من النقلة لاختلاط الحديث عليهم ودخول قصة nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد مع أبي موسى في ذلك ، كلهم يقولون : عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد في قصة أبي موسى .
ولم يخف على عمر أصل الاستئذان فإنه ثابت بنص القرآن ، وإنما خفي عليه تثليث الاستئذان فطلب تأكيده .
وفيه : إيجاب الاستئذان ، والاستئناس وهو الاستئذان أيضا في قوله تعالى : حتى تستأنسوا [النور : 27] الآية . وقال بعضهم : تثليث الاستئذان مأخوذ من قوله تعالى : ثلاث مرات [النور : 58] أي : ثلاث دفعات ، فورد القرآن في المماليك والصبيان ، والسنة في الجميع .
قال أبو عمر : وهذا وإن كان له وجه فإنه غير معروف عن العلماء في تفسير الآية الكريمة ، والذي عليه جمهورهم في قوله : ثلاث مرات [النور : 58] أي : ثلاثة أوقات ، ويدل على صحة هذا القول ذكره فيها من قبل صلاة الفجر [النور : 58] الآية .
وفيه : أن الرجل العالم قد يوجد عند من هو دونه في العلم ما ليس عنده ، إذا كان طريق ذلك العلم السمع ، وإذا جاز هذا على nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فما [ ص: 85 ] ظنك بغيره بعده ، وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : لو أن علم عمر وضع في كفة ووضع علم أحياء أهل الأرض في كفة لرجح علم عمر عليهم .
وقد يحتمل أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر عنده في ذلك الحين من ليست له صحبة من أهل العراق أو الشام ، ولم يتمكن الإيمان من قلوبهم ; لقرب عهدهم به ، فخشي عليهم أن يختلقوا الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الرغبة أو الرهبة أو طلبا للحجة ، لقلة علمهم ، فأراد nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أن يريهم أن من فعل شيئا ينكر عليه ففزع إلى الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ليثبت له بذلك فعله وجب التثبت فيما جاء به إذا لم يعرف حاله حتى يصح قوله ، فأراهم nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ذلك ووافق أبو موسى ، وإن كان عنده معروفا بالعدالة غير متهم ; ليكون ذلك أصلا عنه لهم ، وللحاكم أن يجتهد ما أمكنه .
[ ص: 88 ] وكان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر قد استعمل أبا موسى ، وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيضا ساعيا وعاملا على بعض الصدقات ، وهذه منزلة رفيعة في الثقة والأمانة .
[ ص: 90 ] وروى nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عن عمرو بن الحارث ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن عمرو مولى آل عمر أنه دخل على nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر بمكة ، قال : فوقفت على الباب ، فقلت : السلام عليكم ، ثم دخلت ، فنظر في وجهي ، ثم قال : اخرج ، قال : فخرجت ، ثم قلت : السلام عليكم ، أأدخل ؟ قال : ادخل الآن .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول : إذا قال الرجل : أأدخل ؟ ، ولم يسلم ، فلا تأذن له حتى يأتي بمفتاح ، قلت : السلام ؟ قال : نعم .
وقوله : (ألهاني الصفق بالأسواق) : يعني : الخروج إلى التجارة ، وهذا على معنى الذم لنفسه ; لأن بخروجه إليه تحدث وقائع ، فيفتي [ ص: 93 ] فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فتفوته ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر يفعل ذلك للكفاف ، حاشا أن يقل من مجالسته وملازمته ، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - كثيرا ما يقول : "فعلت أنا وأبو بكر وعمر" ، و "كنت أنا وأبو بكر وعمر" ، ومكانهما منه عال ، لا يقدر على نواله ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر من أزهد الناس ; لأنه وجد فترك .
قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب : وهذا مأخوذ من قوله : وإذا رأوا تجارة أو لهوا [الجمعة : 11] قرنا به ، فسماها عمر لهوا مجازا ; لأن اللهو المذكور في الآية غير التجارة للفصل بأو ، وهو الدف عند النكاح وشبهه ، فدل هذا إنما أراد : شغلني البيع والشراء عن الملازمة في كل أحيانه ، حتى حضر من هو أصغر مني ما لم أحضره من العلم .