وقالت أم أيمن : أنا قينت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أي : زينتها .
[ ص: 192 ] والقين : هو الذي يصلح الأبنية أيضا .
ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=211خباب قال : كنت قينا في الجاهلية ، وكان لي على العاصي بن وائل دين ، فأتيته أتقاضاه . قال : لا أعطيك حتى تكفر بمحمد قلت : لا أكفر بمحمد حتى يميتك الله ، ثم تبعث . قال : دعني حتى أموت وأبعث ، فسأوتى مالا وولدا فأقضيك .
هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في موضع آخر قريبا ، في باب : هل يؤاجر الرجل نفسه من مشرك في دار الحرب بلفظ : (وإني لمبعوث بعد الموت فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال) . وقال في التفسير إثره : قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هدا [مريم : 90] أي : هدما . وقد أسنده nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم في "تفسيره" عن أبيه ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن طلحة ، عنه .
قال مقاتل : صاغ nindex.php?page=showalam&ids=211خباب شيئا من الحلي فلما طلب منه الأجر قال : ألستم تزعمون أن في الجنة الحرير والذهب والفضة والولدان ؟ قال خباب : نعم . قال العاصي : فميعاد ما بيننا الجنة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي ومقاتل فيما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=15466الواحدي : كان nindex.php?page=showalam&ids=211خباب قينا وكان العاصي يؤخر حقه فأتاه يتقاضاه ، فقال : ما عندي اليوم ما أقضيك . فقال nindex.php?page=showalam&ids=211خباب : لست بمفارقك حتى تقضيني . فقال العاصي : يا nindex.php?page=showalam&ids=211خباب [ ص: 193 ] ما لك! ما كنت هكذا ، وإن كنت لحسن الطلب . قال : كنت إذ ذاك على دينك وأما اليوم فإني على الإسلام . قال : أفلستم تزعمون أن في الجنة ذهبا وفضة وحريرا ؟ قال : بلى . قال : فأخرني حتى أقضيك في الجنة -استهزاء- فوالله إن كان ما تقول حقا إني لأفضل فيها نصيبا منك . فأنزل الله الآية .
وهذا الباب كالباب قبله أن الحداد لا تضره مهنته في صناعته إذا كان عدلا .
قال أبو العتاهية :
ألا إنما التقوى هو العز والكرم وحبك للدنيا هو الذل والعدم وليس على حر تقي نقيصة إذا أسس التقوى وإن حاك أو حجم
وكان العاصي بن وائل لا يؤمن بالبعث فلذلك قال له nindex.php?page=showalam&ids=211خباب : (والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث) . ولم يرد nindex.php?page=showalam&ids=211خباب أنه إذا بعثه الله بعد الموت أن يكفر بمحمد لأنه حينئذ يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين [الحجر : 2] ، ويتمنى العاصي بن وائل وغيره أن لو كان ترابا ولم يكن كافرا وبعد البعث يستوي يقين المكذب به مع يقين المؤمن [ ص: 194 ] ويرتفع الكفر وتزول الشكوك وكان غرض nindex.php?page=showalam&ids=211خباب من قوله إياس العاصي من كفره ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12861ابن الكلبي عن جماعة في الجاهلية أنهم كانوا زنادقة منهم العاصي بن وائل ، وعقبة بن أبي معيط ، والوليد بن المغيرة ، وأبي بن خلف .
وفيه : جواز الإغلاظ في اقتضاء الدين لمن خالف الحق وظهر منه الظلم والتعدي . فإن قلت : من عين الكفر آجلا فهو كافر الآن إجماعا ، فكيف يصدر هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=211خباب ودينه أصح وعقيدته أثبت وإيمانه أقوى وآكد من هذا كله . قلت : لم يرد nindex.php?page=showalam&ids=211خباب هذا وإنما أراد لا تعطني حتى تموت ثم تبعث أو إنك لا تعطيني ذلك في الدنيا فهنالك يؤخذ قسرا منك .
وقال أبو الفرج : لما كان اعتقاد هذا المخاطب أنه لا يبعث خاطبه على اعتقاده فكأنه قال : لا أكفر أبدا . وقيل : أراد nindex.php?page=showalam&ids=211خباب أنه إذا بعث لا يبقى كفر ; لأن الدار دار الآخرة . وقرئ : (وولدا) بضم الواو ذكره الفراء ، ونصبها عاصم ، وثقل في كل القرآن ، وقرأ nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : ماله وولده إلا خسارا ، ونصب سائر القرآن . والولد والولد لغتان ، وقيس تجعل الولد جمعا والولد واحدا .
[ ص: 195 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=14868الفارابي : الولد لغة في الولد ويكون واحدا وجمعا ، وذكره أيضا بكسر الواو وفتح الواو . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : الولد والولد ما ولد أيا ما كان وهو يقع على الواحد والجمع والذكر والأنثى ، ويجوز أن يكون الولد جمع ولد كوثن ووثن . والولد كالولد وليس بجمع . والولد أيضا : الرهط .